آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

كآبتان: في المنشأ وفي الملجأ

اليمن اليوم-

كآبتان في المنشأ وفي الملجأ

بقلم - سمير عطا الله

في مثل هذه السن، يصبح من الصعب جداً تحمل كآبتين في وقت واحد. كآبة مزمنة في بلد المنشأ وكآبة طارئة في بلد الملجأ. وقد اعتدنا في لبنان على مخاوف الأزمات وتبلد الضمير السياسي وضحالة النظرة إلى الوطن والدولة والمؤسسات. لكنني شعرت بخوف عميق عندما تكدست استقالات «بريكست» يوم الخميس، وعمّ الوجوم مجلس العموم، وبدت رئيسة الوزراء سيدة ضعيفة لا تُذكر بالزعماء الذين كانوا يتفوقون على الكوارث الوطنية.

أخطر ما في أزمة لبنان وسقمها وضحالتها، هو الخوف على الاقتصاد وأحوال الناس وتأثير الدلع السياسي على الرغيف المهدد. وهذا هو أيضاً الخطر الأكبر في الأزمة البريطانية التي تذكّرنا بتلك الأزمات الوجودية، ولكن من دون أن يكون هناك بالمرستون أو تشرشل أو ثاتشر. خلقت السيدة تيريزا ماي لعصر لا تكون فيه صاعقة مثل «بريكست»، ولا يكون وزير خارجيتها قليل الأفق مثل بوريس جونسون، الذي معه بدأ هذا الطيش القومي في مرحلة عالمية عصيبة.

أجل، اعتدنا في بلد المنشأ، على الحياة على حافة المجهول. لم يعد يفاجئنا شيء، المفاجأة الوحيدة هي تلك التي لا تقع. كأن تُشكل الحكومات دون عذاب، أو ينتخب نوابنا بموجب قانون بسيط وواضح ومباشر وتصح فيه تسمية القانون.

أما في الدولة التي لجأنا إليها من عنف لبنان، فلم نألف هذه الفوضى. لقد كان الخروج من الوحدة الأوروبية خطأ اختارته أكثرية ضعيفة من الناس. تلك هي الديمقراطية التي وصفها تشرشل بأنها الأفضل في أنظمة الحكم السيئة. وما لبث كثيرون أن شعروا بالندم على خربطة نصف قرن من الازدهار والاستقرار والنمو.

والآن ماذا؟ الآن أزمة حكم وأزمة حزبية وبلبلة لا نعرف كم تدوم. لكن كل شيء هنا تحت سقف القانون. هناك مؤسسة عمرها ثلاثة قرون مرّت وعبرت جميع أنواع المحن والتجارب. وكم كان من الأفضل ألاّ تمر في هذه المحنة. فاليوم تقف بريطانيا وحيدة، ينقصها في واشنطن حليف من طراز بيل كلينتون، وفي أوروبا صديق مثل فرنسوا ميتران. ناهيك بالخصم الروسي الذي لا يكف عن المضايقات.

كأنما الجميع يريدون أن يقولوا للمملكة المتحدة: أردتم العودة إلى جزركم، هاكم جزركم. لقد نسيتم أننا في القرن الحادي والعشرين.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كآبتان في المنشأ وفي الملجأ كآبتان في المنشأ وفي الملجأ



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen