آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

ماذا حدث للغة القانون؟

اليمن اليوم-

ماذا حدث للغة القانون

بقلم - سمير عطا الله

يخضع القضاة والدبلوماسيون ورجال الشرطة ورجال الصحافة في الغرب لدورات دراسية في استخدام التعابير والمصطلحات، التي تضمن عدم مخالفة القانون وعدم الإساءة إلى الناس قبل صدور أو تأكيد أحكام قضائية. حتى القاتل يظلُّ قاتلاً مزعوماً ولو اعترف هو بجريمته، إلى أن يصدر الحكم عليه، لأن الاعتراف قد يكون قهراً أو حتى ادعاءً. وقد تعاطى زعماء الغرب وسياسيوه وصحافيوه مع قضية جمال خاشقجي، خلافاً لكل الأصول المعهودة والمتّبَعة. ولم يحسب القياديون في العواصم الكبرى أي حسابٍ للمصالح أو المشاعر أو التحالفات التي تربطهم بالمملكة منذ عقودٍ وعهود. فالواضح والثابت بين الأمم عبر التاريخ أن الرياض لم تتصرف مرةً؛ في الداخل والخارج، مثل الأنظمة العربية الأخرى. وحتى عتاة الإرهاب حاولت معهم النصح والتسامح، وشكّلت لذلك لجاناً خاصة في أنحاء البلاد. وعقدت اتفاقات أمنية مع معظم الدول المعنية بحيث يواجه الجميع معاً أي أخطار على أمن أي من الشعوب. ومع أن مثل هذه القضايا تخضع دائماً للسرية، فقد خرجت بريطانيا وفرنسا وأميركا إلى العلنية لكي تشكر الرياض على مساعداتها في حماية مواطنيها.

لكنها خرجت هذه المرة أيضاً عن إطار العلاقات الحسنة أو المستويات المقبولة من الخلاف لكي تشكل حملةً عامة، في السياسة والاقتصاد والإعلام، من دون أن يكون هناك أي ثابتٍ قضائي يبرر كل هذه اللغة التي استخدمت في إدانة الدبلوماسية السعودية ورموزها. واضح بالطبع أن أياديَ كثيرة وأموالاً طائلة قفزت فوراً إلى المشهد، بحيث تخلى الإعلام الدولي هو أيضاً عن سلوكياته الملزمة. ورأت قطر في المسألة فرصةً يمكن اختراقها وتكبير تصعيداتها، واستغلت الإثارة لكي تعيد إلى شبكاتها الإعلامية شيئاً مما فقدته في السنوات الأخيرة.

لم تعد المسألة مسألة اختفاء إعلامي سعودي بارز، بل تحوّلت إلى صراع واضح من أجل الخروج من الحصار الطويل. واللافت في الموضوع أنه فيما اندفع الإعلام الغربي في كل الاتجاهات، متجاهلاً جميع أبعاد العلاقة التاريخية مع السعودية، تصرّف الإعلام الروسي في المقابل بكل مسؤولية واحترام للأعراف المُتّبَعة. كذلك فعل الإعلام العربي في صورة عامة ما عدا الصحف القطرية التي جعلت صفحاتها وعناوينها منبراً لكل إشاعات أو كلمة قيلت في هذا الموضوع نقلاً عن الصحف التركية أو عن الصحف الأميركية والبريطانية التي تتخذ من العداء لدونالد ترمب سبباً للهجوم المستمر على حلفائه سواء في الداخل أو في الخارج.

إنها مسألةٌ شائكة بالطبع اختصرها الموقف السعودي بقوله إن الدولة حريصةٌ على أمن كل مواطن في كل مكان. وفي انتظار الوصول إلى القرار القضائي، يُحسَنُ بأهل الإعلام والسياسة في الغرب العودة إلى قوانينهم في مواجهة القضايا المشابهة.

نقلا عن الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا حدث للغة القانون ماذا حدث للغة القانون



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 02:42 2017 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

أشرف بنشرقي يتطلع للحصول على دوري أبطال أفريقيا

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال 21 شخصًا في أعمال شغب بسبب نزاع في ماليزيا

GMT 17:58 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طريقة تحضير منقوشة الزعتر بالخضار

GMT 19:04 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفضل تصفيفات وتسريحات الشعر الكيرلي

GMT 10:39 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"من فيسبوك" تغضب مستخدمي "واتسآب" وتدفعهم إلى حذف التطبيق

GMT 06:35 2016 الأربعاء ,27 تموز / يوليو

Glamorous New York Fashion

GMT 06:22 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مميزة لديكور تلفزيون مودرن في غرفة المعيشة

GMT 20:24 2016 الإثنين ,08 آب / أغسطس

فوائد عشبة القلب
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen