آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حتى التابعي

اليمن اليوم-

حتى التابعي

بقلم - سمير عطا الله

بمحض المصادفة، وهي ليست دائماً خيراً من ميعاد، شاهدت حلقة تلفزيونية قديمة لصحافي عربي راحل يتحدث عن سيرة الاستاذ محمد التابعي، مؤسس، أو أحد مؤسسي الصحافة المصرية الحديثة، والكاتب الذي تتلمذ عليه محمد حسنين هيكل ومصطفى وعلي أمين، والكثيرين ممن لم ينعموا بشرف التلمذة، وقصروا عن التقليد.

وكان هذا الصحافي، باسماً، يرتدي قميصاً أصفر وعليه ربطة عنق صفراء، ويملأ الشاشة صحافة صفراء بعدما ملأ الورق لزمن طويل. يتحدث ويبتسم من طرف شفتيه علامة الاحتقار لموضوعه. يتحدث وكأن التابعي واحد من تلامذته ومريديه الذين أنكروا فضله وعلمه.

لا كلمة واحدة عن التابعي المدرسة، والاستاذ وشاغل مصر ومنشئ صحافتها الاسبوعية، بل حديث مطابخ عن التابعي الساهر والباذخ والمسافر أبداً في مصايف ومشاتي أوروبا. ومن قبيل الذم، لا المديح، تحدث عن التابعي الذي يدفع في الفنادق بقشيشاً لم يدفع مثله سواه.

ثم يبتسم بطرف شفتيه ليمنح التابعي شهادة من شهاداته فيقول: «كل هذا والتابعي لم يكن يحمل شهادة جامعية». وكرر القول. مما يعني أن سيادته يحمل شهادة جامعية. أما الذين حُرموا منها فقاصرون مثل ارنست همنغواي ووليم فوكنر ومارك توين وجبران خليل جبران.

لم يكن لدى المتحدث المتعرّق حسداً وسفهاً مبطناً، أي إحصاء عن عدد أطروحات الدكتوراه التي قدمت في مصر محمد التابعي. ولم يكن التابعي العملاق الوحيد الذي حاول ان يتسلق جثمانه بعد وفاته. فقد اشتهر بأنه كان يستحضر الأرواح لكي يكذب بها على الناس وعلى نفسه وعلى الحقيقة.

عاش أحمد بهاء الدين ومات ولم تظهر كلمة إلا في تقديره ومحبته. لكن هذا الحاسد المسكين قرر أن يسجل على نفسه أنه الوحيد الذي هجا بهاء. ولم يترك صحيفة عمل فيها، أو بئراً شرب منها، إلا رماها بحجر. وأقحم نفسه في معارك مع الكبار والصغار والوسط والجبابرة، ولم يعثر على احد يرد عليه. وكنت عندما التقي هيكل، أو مصطفى أمين ويحضر اسمه، يطرح كلاهما السؤال بطريقة واحدة: إزايو؟ عامل إيه؟

وكأنهما يسألان عن ولد يستدعي العطف، وربما هذا ما كان يستحقه. فقد غاب معادياً أقرب الناس إليه. وأبعدهم عنه. الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم. لم يتوقف عند حرمة أو ذكرى أو رابطة. ولم يعد مفاجئاً من يشتم أو يهاجم أو يزعم. لكن الحديث عن التابعي بهذه الطريقة يذهل حقاً. فقد كان جزءاً من دخله وشهرته رواية الذكريات عن التابعي، صحيحة أو كالعادة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى التابعي حتى التابعي



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 19:36 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 13:46 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

طريقة التحضير كانلوني بالكُراث والسلمون

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen