آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

كيف نقدم الرسول للشباب بطريقة جديدة؟

اليمن اليوم-

كيف نقدم الرسول للشباب بطريقة جديدة

بقلم - عماد الدين حسين

اليوم يصادف ذكرى ميلاد النبى الكريم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه.

هناك احتفالات وتصريحات وكلمات تقليدية، تقال فى مثل هذه المناسبة ونسمعها تتكرر بصورة روتينية. لا بأس بذلك، لكن هل هناك إمكانية للتفكير بصورة مختلفة ولو قليلا حتى نصل بجوهر الرسالة المحمدية إلى الاجيال الجديدة؟!.

الذى لفت نظرى لهذا الأمر، صديق عزيز قال لى إنه مندهش من الطريقة الرتيبة التى يتحدث بها كثيرون عن الرسول الكريم.

الصديق ــ وهو رجل غيور على دينه ــ يقول إنه لا ينبغى أن نستخدم نفس الطريقة القديمة مع الشباب الحالى.

على سبيل المثال هناك قصص متداولة كثيرة قد لا يكون لها أى أساس من الصحة، أو أحاديث ضعيفة جدا، ويجرى تداولها أو الترويج لها باعتبارها تمثل أسس العقيدة الإسلامية. بل إن هناك أحاديث قد تكون صحيحة فعلا، لكن طريقة تناولها وشرحها تسبب تشويشا وارباكا لعقول الصغار.

قرأت كثيرا واقتنعت بأن النصوص الدينية فى الأديان السماوية ثابتة، لكن هناك تفسيرات متغيرة لها، ترتبط بالزمان والمكان والبشر.

وجزء من هذا الموضوع شديد الجدل، وأدى إلى مشاكل كثيرة لمن تحدث فيه، ومنهم الراحل الكبير نصر حامد أبوزيد خصوصا فى موضوع «مفهوم النص».

وحتى يكون كلامى واضحا، فما اتحدث عنه اليوم هو أن يكون من يتصدى للحديث عن الرسول وسيرته والإسلام عموما، مدركا لطبيعة العصر ومتغيراته، وليس من عينة الدعاة الذين ادمنوا النقل من الكتب الصفراء القديمة، وهو ما أدي إلى كوارث لا حصر لها.

على هؤلاء الدعاة والأئمة أن يدركوا طبيعة ونوعية الجمهور الذى يتحدثون إليه وثقافته وعصره وعلومه وكيف يفكر،وعليهم ان يكونوا ملمين بمختلف الوان العلوم.

الشاب الصغير الذى يمسك بهاتف يستطيع أن يعرف عبره كل ما يحدث فى العالم، وصار مطلعا على كل التطورات التقنية، ويرى العلماء وقد صعدوا إلى القمر وفى طريقهم لاستيطان المريخ، وحققوا قفزات علمية وضاعفوها فى سنوات قليلة. هذا الشاب لا يمكن أن تتحدث معه عن الرسول الكريم بنفس الطريقة، التى كنا نتحدث بها قبل مائة عام أو حتى قبل عشر سنوات فقط.لا يمكن ان نقدم له خرافات واساطير تتصادم مع ايسط قواعد العقل والمنطق.

مرة أخرى جوهر السيرة ثابت ورسالة النبى الأمى واحدة، لكن المختلف هو الطريقة والأسلوب واللغة. وهناك ثوابت فى رسالة النبى محمد تدور حول كل القيم الإسلامية العظيمة من عدل واعتدال وتراحم وتقوى وتسامح وسعى إلى إعمار الأرض ونصرة المظلومين وإغاثة الملهوفين وقبول الاخر، والتفكر فى خلق السموات والأرض.
هذا ما ينبغى أن نركز عليه، لكن باسلوب يتماشى مع مفاهيم العصر الحديث الذى نعيشه.

لو أننا أصررنا على التحدث للشباب الصغير عن أهمية بول الإبل، أو فائدة الذباب فى الشاى، وكيفية مواجهة الرسول للزلازل بسيفه، فسوف ينصرف الكثير من هؤلاء الشباب عنا وعن الدين بأكمله.الاستمرار هذا المنهج سيعزز الصورة شديدة السلبية عن الاسلام ،والتي نجح الداعشيون للاسف في ترسيخها بممارساتهم في السنوات الاخيرة،اكثر مليار مرة من محاولات اعداء الدين التقليدين.

جوهر وصحيح الدين هو ما يتوافق مع صحيح العقل والمنطق، وبالتالى علينا أن نحرص على تثقيف الدعاة والأئمة جميعا، القدماء منهم والمحدثون، على كيفية مخاطبة الجيل الجديد.

من سوء الحظ، ومع الطريقة المتخلفة التى يتحدث بها بعض الدعاة، فإن إعداء الإسلام ليسوا فى حاجة إلى أن يحاربوه. يكفيهم أن يستمر هؤلاء الدعاة فى طريقتهم، بعد أن تكفل الدواعش والمتطرفون والظلاميون بالإساءة الكبرى منذ سنوات، ولايزالون يواصلون تآمرهم.

وهكذا انتهي امرنا كمسلمين ما بين دعاة يسئيون الي الدين بحسن نية ،ودواعش يدمرون صورته عن قصد وسابق تخطيط!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نقدم الرسول للشباب بطريقة جديدة كيف نقدم الرسول للشباب بطريقة جديدة



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 11:20 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دليلك لأفضل وأهم المطاعم في المدينة المنورة

GMT 00:00 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد والمغنية الشعبية أمينة يظهران في حفلة رأس السنة

GMT 02:25 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

حركات الجسد دليل الرجل الخبير لمعرفة مشاعر المرأة دون كلام

GMT 22:57 2019 السبت ,20 إبريل / نيسان

أحدث ديكورات غرف النوم الضيقة في 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen