آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

وزير مصرى يهودى!

اليمن اليوم-

وزير مصرى يهودى

بقلم - سليمان جودة

فاجأ الرئيس كثيرين فى منتدى شباب العالم فى شرم عندما قال ما معناه أن مصر لم تكن لتتأخر عن بناء معابد لليهود من أبنائها، لو أنهم كانوا لا يزالون موجودين فيها إلى اليوم!.

والمعنى أن مصر كانت مدى تاريخها قادرة على استيعاب الجميع، وكانت قادرة على احتواء الكل، وكانت مصرية أبنائها تعلو على كل ما عداها، وكانت.. ولا تزال طبعاً.. ترحب بمعيشة أى إنسان على أرضها لأنها أرض كفيلة بالقفز فوق عوامل التفرقة والتمييز كلها!.

وكانت العبارة التى أطلقها الرئيس فى المنتدى فرصة متجددة للتأكيد على شيئين اثنين، أولهما أن يهود مصر عاشوا فيها طول عمرها دون مشكلة من أى نوع، والشىء الثانى أن المصريين كانوا دائماً، وبالذات بعد قيام إسرائيل فى 15 مايو 1948، يفرقون بشكل واضح بين اليهودية باعتبارها ديانة سماوية، شأنها شأن الإسلام والمسيحية، وبين الصهيونية بوصفها عقيدة سياسية تستحل الاستيلاء على أرض الغير دون وجه حق!.

وقد كانت السيدة ماجدة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية المصرية، أصدق مثال على مدى قدرة هذا البلد على استيعاب ما لا تستوعبه بلاد أخرى، بالكثير من التسامح، والكثير من الانفتاح على مختلف الأفكار، والكثير من قبول الآخر أياً كان، بغير عوائق، ولا قيود، ولا حواجز من أى نوع.. وقد كان أبوها شحاتة هارون كادراً سياسياً كبيراً إلى أن مات يرحمه الله!.

ففى السيرة المكتوبة للسيدة ماجدة أنها تزوجت مسلماً، ثم تزوجت مسيحياً، وكأنها دون قصد كانت تريد أن تقول إنها رأت بعينيها الديانات الثلاث تعيش.. ليس فى بلد واحد.. ولكن تحت سقف بيت واحد!.

والذين قرأوا شيئاً من تاريخ مصر الحديث يعرفون أن اليهود كانوا إلى ما قبل ثورة 1952 موجودين فى الحياة العامة بقوة، وخصوصاً فى المجال الاقتصادى، وأن أحداً لم يسجل عليهم فيما بعد الثورة ميلاً، أو انحيازاً، أو تأييداً لإسرائيل فى احتلالها أرض فلسطين!.

لم يحدث!.

بل إن الكرسى الذى يجلس عليه، اليوم، الوزير العتيد محمد معيط، وزير مالية مصر، كان يجلس عليه ذات يوم يوسف قطاوى باشا، اليهودى المصرى الذى كان أيضاً وزيراً للمواصلات، وكان عضواً فى مجلس النواب، وفى مجلس الشيوخ، وكان واحداً من أعضاء الوفد المصرى الذى راح يفاوض الإنجليز وقتها على الاستقلال والجلاء التام، وكان واحداً من أبناء عائلة قطاوى الكبيرة، ذات النشاط المالى والاقتصادى الواسع فى تلك الأيام!.

مصر كبيرة.. كانت ولا تزال.. وعلى هذا الأساس تتعامل مع الجميع، وتستوعب الجميع، وتستقبل الجميع، دون خشية من شىء!.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير مصرى يهودى وزير مصرى يهودى



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen