آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

اللهاث وراء «المستورد»

اليمن اليوم-

اللهاث وراء «المستورد»

بقلم : محمود خليل

آفات أخلاقية كثيرة ضربت خريطة النفس المصرية مع توالى سنوات حرب اليمن. كان أخطرها على الإطلاق صعود قيمة الاستهلاك فى حياة المصريين بصورة منذرة بآثار مروعة على أخلاقياتهم. كل حرب ولها وجوه خسارة وأيضاً وجوه مكسب. منذ الحربين العالميتين الأولى والثانية والمصريون يتندرون على «أغنياء الحرب» الذين ساعدهم توقف شحن البضائع من الخارج بسبب الحرب وارتفاع أسعار السلع على مراكمة ثروات هائلة. الأمر نفسه ينطبق على حرب اليمن التى دخلتها مصر عام 1962، وانسحبت منها بعد نكسة عام 1967.

بعد ثورة يوليو 1952 قلت السلع المستوردة داخل الأسواق المصرية، وسادت السلع المحلية الأسواق. كان المحظوظون -من أغنياء الثورة الجدد- فقط هم من يستطيعون الحصول على المستورد، حين تتيح لهم الظروف السفر خارج البلاد. كانت اليمن مصدراً مهماً من مصادر الحصول على السلع المستوردة، بدءاً من المكسرات ومروراً بالأجهزة الكهربائية وانتهاءً بأطقم الصينى، وعلى هامش البضائع التى كانت تتدفق من هناك نشأت فى مصر سوق جيدة لبيع هذه السلع. وأصبح طموح بعض الشباب السفر إلى هناك وهم لا يعلمون ما يخبئه لهم القدر فى جبال اليمن وأرضها الممتدة، كان تفكيرهم منصرفاً إلى الجنيهات الغزيرة التى سيحصدونها كمرتبات، والسلع المشتهاة التى سوف يعودون محملين بها إلى أسرهم التى لم تكن أقل تطلعاً من أبنائها إلى ما تتزاحم به أسواق اليمن. والأمر نفسه كان ينطبق على غزة التى كانت تزخر أسواقها هى الأخرى بالسلع المستوردة التى يحصل عليها من تسوقهم مهام الإشراف الإدارى المصرى على هذا الجزء من الديار الفلسطينية إلى هناك.

فى غمرة التطلع إلى الجديد والمثير من السلع التى تموج بها الأسواق الخارجية، ولا تتوافر داخل مصر، تناسى البعض النتائج الخطيرة التى ترتبت على طول فترة مشاركة مصر فى حرب اليمن والخسائر التى منينا بها هناك. بذرة التطلع التى غرست فى النفس المصرية خلال هذه الفترة نمت وأزهرت خلال حقبة السبعينات، عندما تبنى الرئيس السادات سياسة الانفتاح الاقتصادى. من عاصر هذه الحقبة يتذكر كيف كان ينظر المصريون إلى المنطقة الحرة ببورسعيد، وكيف مثلت المدينة الباسلة التى صمدت فى وجه عدوان 1956 أكبر «قبلة استهلاكية» للمصريين، وكيف كانت تنظم الرحلات داخل المدارس وبين الأقارب والأحباء لزيارة المدينة المحظوظة والعَبّ مما تمور به أسواقها من سلع لا تتوافر فى المحافظات المصرية. ولعلك تذكر أيضاً الأحاديث التى كان يتبارى فيها بعض المصريين فى سرد حيلهم العجيبة والغريبة فى التهرب من الجمارك بالملابس المستوردة والساعات وعلب الكومبوت واللبان المستورد. بذرة التطلعات الاستهلاكية غرست فى النفس المصرية خلال حرب اليمن واستوت على عودها فى بورسعيد.

وضعت نكسة 1967 كلمة الختام فى حرب اليمن، عندما قرر الرئيس جمال عبدالناصر سحب بقية القوات المصرية فى اليمن (وعددها 50 ألف مقاتل) لحاجته إليهم على الجبهة وتدخل رئيس وزراء السودان أحمد محمد محجوب لإصلاح ما انكسر فى العلاقة بين مصر والسعودية والترتيب لعودة القوات المصرية من هناك، وكأن الأقدار شاءت أن تضمد مصر جراحات حرب اليمن بجرح أكبر فى سيناء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللهاث وراء «المستورد» اللهاث وراء «المستورد»



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 16:15 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

شقيقة الفنان الراحل رشدي أباظة تتحدث عن حياته في "مساء الفن"

GMT 22:50 2016 الخميس ,11 آب / أغسطس

الألوان الزيتية والمائية

GMT 09:48 2016 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أفضل الملابس المتماشية مع رحلات الكريسماس

GMT 18:53 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

أحمد خليفة مديرًا فنيًا لمنتخب الجودو للمرة الثانية

GMT 17:20 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أسطورة "ليفربول" الإنجليزي جيمي كاراغر يُشيد بثنائي "تشيلسي"

GMT 22:40 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

فيلم the nun حديث مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 05:50 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

نمران صغيران يقتلان حارسًا في حديقة حيوان في الهند

GMT 06:13 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

إليك أفضل المتاجر الخاصة لمُحبّي هدايا عيد الميلاد

GMT 23:00 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

مشجعو ريال مدريد يختارون أفضل 6 لاعبين في تاريخ النادي

GMT 18:45 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

طرق إزالة بقع الدم عن الملابس بخطوات بسيطة

GMT 06:56 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعلن فرض رسومًا إضافية على العمالة الأجنبية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen