آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حق أم سلعة؟

اليمن اليوم-

حق أم سلعة

بقلم - نادين عبدالله

تصريحات تتنكر لمجانية التعليم وتعتبره «سلعة» أو «خدمة» لها ثمن، تتكرر ثم تخفت بعد احتجاج وعويل حتى تعود مرة أخرى على الساحة بشكل مختلف وبعبارات جديدة. والحقيقة، هى أن تكرارها على فترات متغيرة وفى أكثر من سياق وعلى لسان فاعلين مختلفين يجعلنا نفكر بشكل أكثر عمقًا فيما تعكسه من إشكاليات. فهى تؤكد على غياب أى اتفاق مجتمعى فيما يخص ماهية التعليم فى مصر: هل هو سلعة أم حق؟، الدستور المصرى يعتبره بوضوح حقا، رغم أن الواقع الفعلى لا يجعله كذلك. على كل، لو فرضنا اعتباره سلعة، فهل نتحمل مسؤولية تهميش أجيال قادمة وضريبة غياب بناء رأس مال إنسانى يكون دافعًا للتنمية؟، ولو أوقفنا هذه التساؤلات، وقررنا اتخاذ الدستور على محمل الجد، فسؤال آخر يطرح نفسه: من يمول التعليم لضمان جودته؟.

وهو ما ينقلنا لأزمة غياب أى اتفاق مجتمعى وسياسى فيما يتعلق بإشكالية تمويل التعليم، ومدى الأولوية التى تعطى له. فعليًا، معدل الإنفاق على التعليم ما قبل الجامعى فى مصر لم يتعد فى 2014 نسبة 9% من إجمالى الإنفاق العام للدولة، وهى نسبة صغيرة جدًا لو قُورنت بدول مثل تونس أو المغرب يصل فيها الإنفاق على التعليم إلى حوالى 25% من إجمالى الإنفاق العام؛ وهو مؤشر واضح لمدى الأولوية التى تعطيها الدولة للتعليم. والحقيقة هى أن الأمر يتعدى نسبة الإنفاق إلى هيكلة الانفاق، وهو ما يهرب الكثير من مواجهته لأنه يتطلب تعاملا ذكيا مع المتضررين من جراء هذه الهيكلة. ولمن لا يعرف، الإنفاق على أجور ما يفوق مليون معلم (جزء كبير منهم غير مؤهل) وإداريين (عدد كبير منهم لا تحتاجه الوزارة) يستنزف حوالى 78٪ من ميزانية التعليم فى مصر، بما يجعل الإنفاق على البنية التحتية العلمية والبنيوية مستحيلاً بما فيه الاستثمار فى المعلم ورفع مرتبه المعدوم.

هناك دول قررت أن تعليمها مجانى فكانت جريئة بما فيه الكفاية لوضع التعليم أولوية على أجندة إنفاقها وهيكلتها مهما تطلب الأمر من مواجهة أصحاب المصالح للوصول الى جودة تعليم حكومى مجانى حقيقى، وأخرى قررت أن تعليمها خدمة لا يمكن تتحمل تكلفتها بالكامل فوفرت تعليما بجودة عالية جدًا لمن يستطيع، وتحملت الكلفة الاجتماعية لهذا القرار وتبعاته السياسية والمجتمعية الموجعة. أما فى مصر فيبدو أننا رقصنا على السلم، واكتفينا بالتأكيد على مجانية التعليم الدستورية وخصخصته فعليًا من دون حتى ضمان جودته.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حق أم سلعة حق أم سلعة



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:25 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 23:07 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 12:20 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen