آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

ننتظر حكاية أخرى

اليمن اليوم-

ننتظر حكاية أخرى

بقلم - محمد أمين

فى عشرة أيام فقط رحل اثنان من أعلام الإذاعة والتليفزيون، الأول الإعلامى الكبير حمدى قنديل.. والثانية هى الإعلامية الكبيرة نادية صالح.. كنت أنتظر حكايات حمدى قنديل ونادية صالح.. فهل يكتبان حكاية أخرى؟.. هل ينقلان ما يحدث لنا فى العالم الآخر؟.. هل يمارسان حالة الشغب كما مارساها فى الحياة؟.. أم أنه جاء وقت ليس فيه شغب ولا إعلام؟!

كنت أتلقى مكالمات «صباحية» من الأستاذ حمدى، معلقاً أو مشيداً أو مشجعاً.. كنت أعتبره رئيس التحرير، الذى أخذ الدرجة بلا قرار.. ولا أنسى يوم اتصل بى ثم أعطى الموبايل للسيدة نجلاء فتحى، تدعم «مبادرة هوانم مصر».. وقالت إنها تدعم المبادرة هى وابنتها وحفيدتها.. وهكذا كان «بيت قنديل» بيتاً للوطنية والثقافة والسياسة حتى غادرنا فى هدوء!

أما الكبيرة نادية صالح، فقد كنت أتحدث معها بشكل شبه يومى.. إيه الثقافة دى؟.. وإيه خفة الدم دى؟.. وإيه القصص والحكايات دى؟.. إذا أردت أن تعرف الحكايات والأنساب اذهب إلى نادية صالح، موسوعية وذاكرة حديدية، وعقلية نادرة.. استضافتنى مرتين فى برنامجها «زيارة لمكتبة فلان».. ويومها «اشفقت» على نفسى أن أجلس أمامها مثل كل عمالقة الثقافة!

فهل ننتظر حكاية أخرى تنقلها نادية صالح من العالم الآخر؟.. هل تمارس معهم فن الحوار الإذاعى؟.. هل تحكى لهم حكايات الفن والأدب والثقافة، كما عاشتها على الأرض؟.. لا تندهشوا من هذه الأسئلة.. ظلت الإعلامية الكبيرة تبحث عن فرصة حتى الأيام الأخيرة.. كانت تريد أن تنقل برنامجها من الإذاعة إلى التليفزيون.. كانت لا تعرف الكلل أبداً!

وكانت آخر مرة تحدثت معها أول أمس، فى طريق العودة من شرم الشيخ.. طلبتنى السفيرة العزيزة مشيرة خطاب.. قالت: اطلب نادية صالح لأنها تعبانة جداً.. اتصلت بها فوراً، فأحسست أنها تريد أن تودعنى.. ومضت ساعات لتكتب آخر سطر فى حياتها.. وماتت فجراً وذهبت للقاء ربها فى صلاة الجمعة.. إلى هذا الحد كانت علاقتها بربها، فأحسن الله ختامها!.

وللأسف، الجيل الذهبى يلملم أوراقه.. يتركنا فى هذا الحياة بلا تشجيع أو توجيه.. حين ماتت الإذاعية الكبيرة آمال فهمى قالت: باين الدور عليا يا محمد؟.. قلت لها اطمئنى فاضل عشرين عاماً.. أنت من الجيل المعمر.. فراحت تذكر أفراداً من العائلة عاشوا قرابة قرن من الزمن.. كانت محبة للحياة والوطن والجيش.. وكانت لديها أفكار و«مشروعات إعلامية» أيضاً!

رحم الله عمالقة الإعلام الكبار.. أمثال آمال فهمى وحمدى قنديل ونادية صالح.. تعلمنا من برامجهم وتعلمنا على أيديهم فنون الحكاية والحوار.. حافظوا على القيم الإعلامية حتى آخر يوم.. عاشوا «إعلاميين» بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. فهل ننتظر منهم «حكاية أخرى» من هناك؟!.

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ننتظر حكاية أخرى ننتظر حكاية أخرى



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 03:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

بعيدا عن الأكاذيب والصفقات المضروبة !!
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen