آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

أوهام السلطان الحائر!

اليمن اليوم-

أوهام السلطان الحائر

بقلم : محمد أمين

لا أقصد بالسلطان الحائر المسرحية التى كتبها توفيق الحكيم، عميد المسرح العربى، ولكن أقصد السلطان رجب أردوجان، الذى أراد أن يعيش مثل أوروبا، وهو يسير فى طريق أمريكا اللاتينية.. فلم يلحق بعضوية الاتحاد الأوروبى، الذى ينتمى إليه جغرافيًّا، ولكنه للأسف يقترب من مصير فنزويلا وأخواتها.. آخر التقارير يشير إلى أنه يسير بتركيا إلى انهيار اقتصادى وشيك!فتش عن الإدارة.. هذا السلطان يشبه بالضبط زعامات أمريكا اللاتينية.. فقد اختارت أنظمة شعبوية، أدت فى النهاية إلى أن يكون التضخم من فئة الألف%.. أى الألف ومضاعفاتها.. معناه أنه يضحك على شعبه.. وحين توقعتُ أن تكون نهاية أردوجان أقرب إليه من حبل الوريد، لم تكن أمنية، ولم تتدخل فيها مشاعرى.. إنما كانت لأسباب اقتصادية قبل أن تكون سياسية!وهذه مؤسسة «أشمور جروب» المعنية بإدارة الأصول فى الأسواق الناشئة، تحذر من أن الرئيس التركى يخاطر بدفع بلاده نحو «هاوية اقتصادية»، تشبه دول أمريكا اللاتينية وفنزويلا خصوصًا.. وفى الحيثيات أن هناك إجراءات معيبة قد تضرب الاقتصاد فى مقتل.. كما أن السلطان يتعامل مع الأعراض وليس الأسباب الكامنة.. وقالت نصًا إنه يتبع سياسات نقدية رديئة!وتبقى النقطة الأخطر وهى «أم المشاكل»، والتى تتعلق بالتدخل الحكومى فى الاقتصاد.. فالرئيس هو الذى يحدد سعر العملة وسعر الفائدة وأشياء أخرى، كأنه لا يوجد بنك مركزى ولا يوجد خبراء اقتصاد.. وبالتالى فقد سقط فى اسطنبول «عاصمة الاقتصاد» فى البلاد مرتين.. وكان نجاح أكرم أوغلو مؤشرًا على نهاية قادمة لا محالة.. لن ينفعه فيها أهله ولا «عشيرته»!الإدارة الشعبوية التى يمثلها «أردوجان» انتهت وعفا عليها الزمن.. ومع ذلك سيظل أردوجان يقول إنه الرئيس الشرعى مثل المتعوس مرسى.. وسيلقى باللوم على الآخرين، وسيبحث عن ألف ذريعة يعلق عليها أخطاءه، كلما تردى الاقتصاد بشكل خطير.. ولكنها لن تبدد مخاوف المستثمرين ورجال الأعمال الذين بدأوا «الانسحاب» من الآن، خاصة رأس المال الخليجى!سقوط أردوجان فى اسطنبول هو بداية السقوط فى تركيا كلها.. قلت من قبل وأكرر إن مصيره سيكون أقرب إلى مصير الرؤساء العرب.. سيخلعه الأتراك.. فقد ضيّع دولة بحجم تركيا، وحوّل الوطن الكبير إلى جماعة صغيرة بائسة.. حكمها بلا قانون وبلا ديمقراطية.. اعتقل الأحرار من الصحفيين والقضاة والعسكريين.. فعاقبه الشعب مرتين فى انتخابات بلدية اسطنبول!دولة الوهم لا تعيش طويلًا.. ولا يمكن أن تنجح دولة يتدخل نظامها السياسى فى عمل البنك المركزى.. فالأنظمة الحقيقية تعتمد على الخبراء.. وتصارح شعوبها بالداء.. وهذا هو الفرق بين مصر وتركيا.. الأولى تماسكت بعد ثورتين.. الثانية كانت دولة كبرى فدمرها «السلطان» بغباوته!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوهام السلطان الحائر أوهام السلطان الحائر



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 02:42 2017 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

أشرف بنشرقي يتطلع للحصول على دوري أبطال أفريقيا

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال 21 شخصًا في أعمال شغب بسبب نزاع في ماليزيا

GMT 17:58 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طريقة تحضير منقوشة الزعتر بالخضار

GMT 19:04 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفضل تصفيفات وتسريحات الشعر الكيرلي

GMT 10:39 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"من فيسبوك" تغضب مستخدمي "واتسآب" وتدفعهم إلى حذف التطبيق
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen