آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

المصريون يتفجرون عيالاً

اليمن اليوم-

المصريون يتفجرون عيالاً

بقلم - أمينة خيري

يجلس المُنَظِر وينفث دخان سيجارته أو جوزته ويتنهد تنهيدة عميقة قبل أن يصب اللعنات على كل من يتجرأ بالتعبير عن ضجره من «قرطة العيال» التى تصاحب الملايين من أصحاب ثقافة «العيال عزوة».

ويعزو المُنَظِر الجليل ضجر المتضجرين من القنبلة السكانية المتفجرة عيالاً فى وجوه الجميع إلى أسباب طبقية وأخرى عنصرية وثالثة لا إنسانية. يأخذ نفسًا آخر من الجوزة ويؤكد أن «الزيادة السكانية فى أى بلد محترم تتحول إلى ميزة كبرى ومصلحة عظمى وثروة لا تقدر بمال». وتتصاعد أصوات الكركرة ويمضى قدمًا فى إضافة بعد اقتصادى عميق للتنظير السكانى الرهيب. وها هو يؤكد أنه من خلال أسفاره العنكبوتية المتعددة وخبراته الدولية المتفرقة يستطيع القول بأنه لو كان لدينا مسؤولون يفقهون، وصانعو سياسات يعلمون، واقتصاديون يغرفون من مناهل علم الاقتصاد الحقيقى التى يغرف هو منها، لتربعت مصر على عرش العالم بفضل سباق الأرانب الدائرة رحاه. رحى المنظرين من أصحاب نظريات أن الزيادة السكانية تعنى بالضرورة انتعاشًا اقتصاديًا وانفراجة مالية وانتفاضة دولارية واستنهاضة مصرفية تدور دون هوادة. وهى رحى لا تنظر بعين الاعتبار أو بعقل الاحتكام للمنطق من قريب أو بعيد. لكنها تدق دون هوادة على مشاعر الأسر من معتنقى عقيدة القنبلة السكانية، سواء لتفجرها عيالاً يدرون دخولاً إضافية للأسر، أو لتفجرها عيالاً وخلاص لأسباب أغلبها يتعلق بتفسيرات دينية غارقة فى التشدد والرجعية. ما يهمنا هو أنها تتفجر عيالاً.

تفجر العيال هذا يتطور كل بضع سنوات. فهو يفجر مراهقين خارج منظومة التعليم أو على بابها دون الانغماس فيها، وبالطبع يكونون قابعين خارج مفهوم التربية والتقويم والتنشئة، إذ لا وقت للأهل لذلك الترف، ولا مجال للمدرسة لأنها فى الأصل نفضت عن نفسها نعت التربية منذ عقود. ثم يعاود تفجيرهم شبابًا جالسًا على المقاهى، أو متنطعًا على النواصى، أو حاملاً فكرة التفجير فيفجر نفسه من باب الإيمان والجهاد فينا.

ولأن الجهاد أشكال وألوان، منه ما ينص على التفجير والقتل والذبح- بحسب تفسيرات هنا- ومنه ما يحتم الجلوس على المقهى أو الانزواء خلف الشاشة وبث الرياح الثورية والزعابيب الحقوقية التى تغازل مشاعر «الغلابة»، تمامًا كما كانت ومازالت تفعل جماعات تسمى نفسها بـ«الدينية».

أولئك يصدرون أحكامًا صارمة ويوجهون اتهامات حاسمة للمطالبين بالتدقيق فى نوعية الزيادة السكانية وليس الاكتفاء بالتصفيق للأعداد دون حساب. فحين تنجب مصر مليون سائق توك توك ونصف مليون بائع جوال وثلاثة أرباع مليون عاطل سنويًا، هل يمكن اعتبارها زيادة محمودة وقوة بشرية مطلوبة؟ رئيس الوزراء ووزير الإسكان الدكتور مصطفى مدبولى تحدث قبل أيام عن اقتصار الدعم على طفلين فقط لكل أسرة. هنا تنفس البعض الصعداء، ونفث البعض الآخر المزيد من دخان الجوزة على وقع حقوق الإنسان الضائعة والزيادة السكانية الرائعة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصريون يتفجرون عيالاً المصريون يتفجرون عيالاً



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:40 2021 السبت ,17 تموز / يوليو

كيف يتعامل كل برج من الأبراج مع الطلاق
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen