آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الجيش ليبي وليس لجولييتي

اليمن اليوم-

الجيش ليبي وليس لجولييتي

بقلم: د. جبريل العبيدي

لعاصمة عاصمة ليبية والجيش جيش ليبي وليس جيش جولييتي، ولا يستنسخ تجربة هذا الجنرال الإيطالي في غزو طرابلس إبان الاحتلال الإيطالي، لأنه ببساطة جيش وطني، وليس جيشاً غازياً، وهذا الإسقاط التاريخي، غير منصف وغريب، ويعبر عن حالة جهل وإفلاس في توصيف مؤسسة عسكرية وطنية كان ميلادها قبل ميلاد جنرالاتها المعاصرين وحتى الراحلين، وأي خلاف معهم لا يبيح التضليل أو التآمر عليهم بالكذب والتشويه
صحيح فيمكنك الاختلاف مع المشير خليفة حفتر قائد الجيش، ولكن لا يمكنك تشويه الجيش الليبي، ووصفه بالجيش الغازي من البحر، فالجيش الليبي لم يدخل طرابلس غازياً من البحر، بل دخلها محرراً برجالها الوطنيين من محيطها الترابي الليبي من غريان والزاوية وبني بوليد صحبة رجالها الوطنيين، فمعركة تحرير العاصمة طرابلس هي معركة وطنية، وأي توصيف آخر لها يعتبر تسطيحاً لقضية وطنية وتشويهاً لها.
الجيش الليبي مؤسسة عسكرية عريقة ومنضبطة تؤمن بالدولة المدنية، وليس بمفهوم استراتوقراطية الدولة (Stratocracy)؛ مؤسسة عسكرية ذات عقيدة وطنية، فالجيش الليبي الذي تم تأسيسه في 9 أغسطس (آب) عام 1939 من قبل مجاهدين ليبيين أطلق عليهم القوة العربية الليبية، كقوة وطنية لمحاربة الاحتلال الإيطالي، جيش وطني يتشكل أفراده من الشرق والغرب والجنوب الليبي، عقيدته وطنية خالصة، ولا يحمل أجندات خارج حدود الوطن، وأثبت مهنية وانضباطية عالية في تقدمه في الشرق والجنوب وحماية حقول النفط، وحافظ على احترام قواعد الاشتباك، وليس من المنصف أن يشبه جيش وطني بآخر غازٍ، كتشبيه الجيش الليبي في تقدمه لتحرير العاصمة من قبضة الميليشيات والعصابات الإجرامية بجيش جولييتي، من قبل سدنة الميليشيات وأبواقها، والمستفيدين من تركة الميليشيات ومن بقايا فريستها، وهذا يعتبر إغفالاً للحقيقة بل ويعتبر ترويجاً للكذب والتضليل، ووثيقة دفاع عن ميليشيات إجرامية استوطنت العاصمة الليبية لأكثر من ثماني سنوات، فالجيش الليبي يصارع الإرهاب وجماعات الإسلام السياسي، والفوضى من أجل دولة وطنية بحدودها الجغرافية غير المنهوبة ولا المحتلة، يتنازعها محيط إقليمي مليء بالإرهاب.
طرابلس العاصمة الليبية أسيرة الميليشيات والتغافل الدولي لسنوات، لم يتقدم الجيش الليبي إلى تحرير عاصمة بلاده، وهو يظنها نزهة بحرية كما ظنها جولييتي، بل إنه تجنَّب المعركة بشتى الطرق، لأنه يعرف تماماً الحرب التي فرضت عليه، ولكن التضحية أصبحت واجبة ولا مناص من التقدم لتحرير العاصمة، بعد ثمانية أعوام عجاف، استحكمت فيها الميليشيات وأصبحت ترتهن العاصمة وسكانها، بل وتمارس ابتزاز الحكومات المتعاقبة في طرابلس لدرجة أنها ذات مرة اختطفت رئيس الحكومة زيدان في محاكاة مشهد مافيوي لسيناريو اختطاف الدو موروا رئيس الحكومة الإيطالي في السبعينات، كما اعتقل رئيس المؤتمر الوطني (البرلمان) من منامته، وأظهره فيديو بمظهر الذليل وهو يستجدي رئيس تلك الميليشيا.
سيطرت الميليشيات على العاصمة طرابلس منذ الأيام الأولى لحراك فبراير (شباط) 2011 الذي انتهى بالفوضى وانتشار السلاح، حيث لم يكن هناك أي نية صادقة أو جهد صادق لجمعه ولملمة الفوضى من قبل حلفاء الناتو، الذين أسقطوا الدولة الليبية لتنهشها الميليشيات المؤدلجة وميليشيات الإسلام السياسي التي تأتمر بأوامر من الخارج تتنوع بين البغدادي والظواهري والمرشد؛ ميليشيات لا يوحدها سوى استمرار الفوضى.
التآمر والافتراء على الجيش الليبي تنوعت أوجهه؛ منها مشروع تفكيك الجيش الليبي ومحاولة استنساخ سيناريو بول بريمر، بتشكيل ميليشيات موازية، قام بها الإسلام السياسي بقيادة تنظيم الإخوان أثناء فترة حكومة المؤتمر الوطني، وتم تسليحها في استثناء جزئي للحظر على التسليح عام 2013 وهي التي تصارعها اليوم القوات المسلحة العربية الليبية في العاصمة طرابلس، والتي جعلت منها حكومة الوفاق «قوات لها»، وهي مجرد تحالف ميليشيات بعضها مؤدلج وميليشيات مناطقية وأخرى عصابات إجرامية مختلفة الولاء لم يجمعها سوى العداء للجيش الوطني الليبي.
رسالة الجيش الليبي حول الانتخابات والدولة المدنية كانت واضحة منذ البداية، وإن تكررت اليوم بوضوح كامل، وهي أن الجيش ليس ضمن اللعبة السياسية ولا ينخرط فيها، وأن الجيش سيحمي مسار الانتخابات والناخبين ومراكز الانتخاب، ولن يمارس الانقلاب العسكري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش ليبي وليس لجولييتي الجيش ليبي وليس لجولييتي



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen