آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

اليمن اليوم-

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

كتبت عنه قبل رحيله ويوم تكريمه هذه الكلمات وكأننى أرثى زمنه قبل أن أرثى شخصه، كتبت:

الرقص هو لغة الروح المختفية الكامنة الرابضة فى سراديب النفس تنتظر الانطلاق لتبث الحيوية وتشعل الأمل، هذا ما أحسسته وتأكد لى عندما رأيت الفنان الجميل محمود رضا، ابن التسعين، أثناء تكريمه وهو يصعد إلى المسرح متثاقلاً فى البداية تحت وطأة السن، ثم إذ فجأة تدب فى الأوصال المتعبة والأطراف المنهكة طاقة حيوية وبهجة وروح تحدٍّ، تجعل هذا الشيخ الجميل يرقص كابن العشرين فى إيقاع متناغم مع الفرقة، يرقص بكل رشاقة، ذاكرة الجسد لم تخنه، حتى لو خانته ذاكرة الزمن، الرقص ثقافة حياة فى مواجهة ثقافة الموت، نجحت الفاشية الدينية والرجعية الاجتماعية فى أن تقتل فينا محبة هذا الفن الجميل، الذى يستخدم الجسد كأداة تشكيل فنى، مثله مثل استخدام الفنان للأزميل فى النحت والريشة فى الرسم، الرقص علاج نفسى وحاجة فطرية وتأمل وجودى، حاولت الرجعية الدينية وأد واغتيال تجربة تلك الفرقة فى بداياتها، كان زوج خالتى، رحمه الله، يحكى لى أنه أثناء دراسته فى كلية الهندسة كان يدرّس له د. حسن فهمى، والد الراقصة فريدة فهمى، وكان هذا الرجل العظيم العملاق، الذى أعتبره شريكاً مؤسساً لذلك المشروع الفنى العبقرى، يواجه تياراً من الإسلاميين داخل الكلية يسخر منه ومن تشجيعه لابنته على الرقص فى فرقة رضا، لدرجة أن بعضهم كان يدخل قبل محاضرته ليكتب له بصفاقة على السبورة «حسن فهمى جاء من البيت إلى المحاضرة رقصاً»، يكتبونها بدلاً من «جاء رأساً» على سبيل التلسين والسخرية والترويع وبث الإحباط!!، الفجاجة وغلظة الحس فى مواجهة الفن والإبداع، هذا الرجل الرشيق محمود رضا الذى لخَّص لنا سر الحياة فى الخطوة والحركة وفى كلمة الإيقاع، كل شىء فى هذا الكون يخضع للإيقاع الذى هو شفرة الرقص، بداية من الشهيق والزفير وحتى الليل والنهار، مروراً بالمد والجزر والنوم واليقظة.. إلخ، الدنيا كلها ترقص على إيقاع خطوات السماء، الطيران إلى السماء والتحليق فوق السحاب هو شعور الراقص الذى يصل إلى مرحلة النيرفانا، كالصوفى العاشق، نحن عشقنا كل ما هو متكلس، من الفقه المتكلس إلى الجسد المتكلس، جسد الجبس الغارق فى النشا، الرافض للرقص وحركة الإيقاع، بحجة الحرام وعدم الاحترام، جاء محمود رضا بعد كل تلك السنوات ليفكه ويزيل الصدأ عن تروسه، ليبث الروح فى أجسادنا المتخشبة، ويقول لنا ارقصوا وعبّروا بأجسادكم عن تفاعلكم مع الموسيقى، لا تخجلوا من أجسادكم التى حمّلتموها كل خطايا الكون فصارت دنساً، أجسادكم صارت جثثاً، علامة الحياة الوحيدة فيها هى التنفس، استفز رضا كسلنا المزمن، محمود رضا الذى كان وزارة خارجية متحركة تجوب العالم وترفع اسم مصر هو والفراشة الملونة فريدة فهمى، على ألحان بيتهوفن مصر، على إسماعيل، وحنجرة محمد العزبى، هذا الرجل أحترمه وأنحنى له احتراماً، وسأغنى مع محمد منير «علّى صوتك بالغنا.. وغصب عنى أرقص».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!

GMT 13:47 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

“حزبُ الله” يُدوِّلُ الحلَّ اللبنانيّ
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:25 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 23:07 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 12:20 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 04:45 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

ثعابين الريف الإنجليزي تلهم زوجين لبناء منزل بمبلغ ضخم

GMT 05:52 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جان بول غوتييه يكشف عن عرضه الجديد لـ "لهوت كوتور"

GMT 14:41 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

تقارير تعلن تخلي اليونايتد عن ضم فيدال في 2014

GMT 14:17 2016 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تخافوا ترامب... ولكن استعدوا له

GMT 09:26 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

صيحة البنطلون الفضفاض تعود لموضة عام 2019

GMT 02:52 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل بغاشة مقلية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen