آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

يتدخلون في رحمة الله…

اليمن اليوم-

يتدخلون في رحمة الله…

بقلم - أسامة الرنتيسي

 قرأت تعليقا لشخص – على بوست  ينعى فيه كاتب ويترحم عليه – ينكر فيه الترحم على  هذا الكاتب المتوفى.

لا أعلم كيف لإنسان، اي إنسان، مهما كانت خلفيته الفكرية والدينية، العلمية والتعليمية، المهنية والثقافية، أن يتجرأ ويتدخل في رحمة الله، ويقرر أن هذا يستحق الرحمة وذاك لا يستحقها.

أليس هذا  تألها على الله وتطاولا  عليه وعلى رحمته التي وسعت كل شيء، الأرض والسماء.

من دون أن يرف جفن لهذا الإنسان وغيره وهم للأسف كثيرون، ينصبون أنفسهم أوصياء على الله، ناطقين بلسان ملك الرحمة.

تجلس في بيت عزاء، فتسمع سيلا من الفتاوى، يجوز ولا يجوز، حرام وحلال، وللأسف فإن معظم من يتنطحون ويتصدرون الافتاء أنصاف المتعلمين، يحصلون على لقب شيخ مظهرا لا جوهرا، فيرتدون الاثواب القصيرة ويطلقون اللحى بغير ما اكتسبوا من العلم والفهم لدين الله.

حضرت جاهة لخطبة قريبة لي، فتصدر الجاهة أحد المشايخ المتجددين، وبعد طلب العروس أخذ الكلام، وتلعثم في الرد بكلمات غير مفهومة، وبعد إتمام الحديث وشرب القهوة، تعالت الأصوات مطالبين بقراءة الفاتحة على نية التوفيق، فتنطح شيخنا ان هذا غير واردة صحته. فالكل يفتون بعلم وبغير علم.

أعرف هذا المتمشيخ شخصيا، وهو لم يكمل الثالث ابتدائي في التعليم، ولم يقرأ في حياته كتابا، وأمضى نصف عمره عاملا في الكويت قبل الغزو، والآن أصبح لقبه الشيخ (فلان)، حيث يرتدي ثوبا أقرب الى الركبة، وأطلق العنان للحيته البيضاء.

فوضى الفتاوى اكثر ما يسيء للإسلام، فهناك مشايخ جاهزون لإطلاق فتاوى حسب الطلب والمقاس، سوق الفتاوى المعروضة للبيع كثيرة، فتاوى دينية، فتاوى سياسية بلباس ديني.. وفتاوى دينية بلباس وطني.. الخ.

فوضى الفتاوى بعد أن وصلت إلى الفضائيات، وصلت إلى البريد الإلكتروني ورسائل المحمول، فالعديد من الفتاوى يصل من أرقام ومواقع مجهولة المصدر، تفتي في الدين، وتدعو لأفعال وتنهى عن أخرى، ويطلب مرسلها من المتلقي أن يقوم بنشرها وتوزيعها حتى ينال الثواب العظيم، وحتى لا يتعرض لغضب كبير من الله.

هؤلاء التجار يعرفون أن المجتمع  يتسم بالحساسية الشديدة تجاه كل ما هو ديني، وما يحدث الآن هو استغلال لعواطف الناس دينيا من دون تبصر أو علم بأمور الدين.

إحصاء الفتاوى الفضائية “النُّص كُم” للأسف غير ممكن، لتعدد الفضائيات التي تفتح هواءها لكل من يطلب الفتوى، ولكثرة المشايخ الذين يضطلعون بالمهمة، في سلسلة طويلة من الفتاوى الغريبة العجيبة.

قال الله تبارك وتعالى: عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء.

الدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يتدخلون في رحمة الله… يتدخلون في رحمة الله…



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 10:48 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن سيارتها "H1 2018" بتحديثات جديدة

GMT 16:44 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادي أتلتيكو مدريد يكشف حجم إصابة توماس ليمار

GMT 01:14 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مقتل شخص وإصابة العشرات في زلزال على ساحل الإكوادور

GMT 03:52 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

توزيع الوسائد على الأرض للحصول على ديكور جذاب

GMT 02:44 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختاري إطلالتك على طريقة مدونة الأزياء دلال الدوب

GMT 02:44 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 19:18 2016 الثلاثاء ,12 تموز / يوليو

فوائد صحية لبذور دوار الشمس

GMT 03:54 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مغارة "جعيتا" لمغامرة جديدة ومميّزة في لبنان
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen