آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

في انتظار انفتاح إيران

اليمن اليوم-

في انتظار انفتاح إيران

عبد الرحمن الراشد

يلمس البعض ملامح تغيير في إيران٬ مستدلين عليها بهزيمة بعٍض من قيادات المتطرفين في الانتخابات التشريعية الأخيرة٬ ويعيدون أسبابها إلى الاتفاق النووي مع الغرب. وعند فحص ما طرأ تحت عدسة ميكروسكوب٬ لأنها تغييرات صغيرة٬ سنجد أن قبضة المتشددين قويت وليس العكس. تأثيرات الاتفاق السياسية أو الحكومية أو الاقتصادية أو الاجتماعية المنتظرة لا نجد لها أثرا بعد٬ وخروج اثنين متشددين من كبار المحافظين في الساحة الداخلية لا يعني شيئا٬ لأن عددهم كبير في قيادات الدولة٬ وسبق أن خرج بعضهم ولم يتغير السلوك ولا السياسات.

وهذا ما أكده عدد من المختصين في الشؤون الإيرانية ممن اجتمعوا في أبوظبي٬ وشاركوا في حديث الطاولة المستديرة التي عقدها مركز الإمارات للسياسات هذا الأسبوع٬ حول «تحولات المشهد السياسي في إيران على ضوء الاتفاق النووي والانتخابات التشريعية». نعم٬ هناك توق شعبي كبير للانفتاح والتعامل مع العالم٬ وإنهاء حالة الحصار الذاتية التي يمارسها النظام الإيراني على شعبه منذ قيامه قبل أكثر من ثلاثة عقود٬ لكن النظام المتطرف يخشى أن في الانفتاح نهايته٬ وسيحارب للإبقاء على الوضع القديم٬ مع تحسين للأوضاع المعيشية ما أمكنه تحسينها. فهو يمسك بكل مصادر القرار٬ والثروة٬ ويسيطر على حركة السوق٬ ولم يعد هناك «بازار»٬ كما كان يوجد في عهد الشاه.

وكما نوه أحد المتحدثين فإن الحرس الثوري يسيطر على 69 ميناء ومركزا بحريا٬ وجميعها يستورد ويصدر من خلالها دون أن يدفع ضرائب أو رسوما للدولة. وقد ضم الحرس الثوري تحت سلطته الكثير من المؤسسات الاقتصادية٬ بما فيها مصافي البترول٬ والشركات الحكومية الكبرى. وبالتالي فإن الانفتاح الاقتصادي لن يتم مع اقتصادي حقيقي٬ خاص أو عام٬ بل مع مؤسسات حكومية لا علاقة لها بمفهوم السوق. ومن خلال مراجعة عدد من تجارب الانفتاح السابقة فإن أفضلها حظا استغرقت وقتا طويلا قبل أن تثمر نتائج اقتصادية أو سياسية. فالصين التي تبنت مفهوم الباب المفتوح بعد توقيعها اتفاقها التاريخي مع الولايات المتحدة في السبعينات٬ ظل بابها مغلقا لنحو عشرين عاما لاحًقا٬ قبل أن يلمس العالم ثمار تغييرات اقتصادية داخلية حقيقية. أما موسكو التي قبلت بالانفتاح في منتصف الثمانينات٬ بوصول غورباتشوف للحكم٬ فإنها بعد ست سنوات انهار النظام القديم٬ وتفكك الاتحاد السوفياتي إلى 15 جمهورية.

من المبكر تلمس التبدلات في العاصمة الإيرانية٬ وهناك توجس مبّكر من فكرة التصالح مع الغرب والانفتاح على العالم٬ وقد عبرت الكثير من الشخصيات العليا عن عزمها على مناهضة أي تغيير داخلي. ومن المتوقع٬ كما هو الحال في الأنظمة الشمولية٬ السماح بالمنافع الاقتصادية فقط للطبقة الحاكمة٬ وتعزيز قدراتها في المجتمع لمقاومة أي زلازل قد تحدث تحت أقدامهم نتيجة تبدل شعارات الصراع٬ والحجر على قوى جديدة تحاول الصعود والمنافسة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في انتظار انفتاح إيران في انتظار انفتاح إيران



GMT 07:42 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

هل نظام المرشد في مهب الريح؟

GMT 09:31 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

إنقاذًا للعاصمة

GMT 00:13 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

نَفَسٌ تحرري في الثورات

GMT 00:11 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف يغدو بشار الأسد رمز المرحلة ومُلهمها؟
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 03:17 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أبرز الأماكن السياحية التاريخية في مدينة بوردو

GMT 19:32 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

أكرم عفيف يحلم بالحصول على الألقاب مع السد القطري

GMT 04:19 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أجنة الرجال كبار السن تعاني من النمو البطيء

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen