آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

هزائم «عاصمة التغيير»

اليمن اليوم-

هزائم «عاصمة التغيير»

بقلم - عبد الرحمن الراشد

سقوط نظام عمر البشير، رئيس الثلاثين عاماً للسودان، وقبله عزل عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري الذي لم يكن يحكم فعلياً، وبين الحدثين المهمين، ها هي الخريطة تتغير في ليبيا، أيضاً. فقد انطلقت قوات الجيش الوطني الليبي نحو العاصمة طرابلس وحاصرتها، تعتزم تحريرها، رغماً عن رئاسة الحكومة التي هي مجرد واجهة لميليشيات مسلحة متطرفة.
المشترك بين الأحداث الثلاثة أن كل المعزولين محسوبون على الدوحة، التي تصف نفسها بعاصمة القرار والتغيير، ونحن نتهمها بأنها ليست إلا عاصمة جماعة «الإخوان المسلمين». ويضاف إلى خسائر الدوحة فشل القوى المحسوبة عليها في إريتريا وإثيوبيا، وكذلك لا ننسى هزائم حليفها الرئيس التركي، الطيب رجب إردوغان، الذي لم يشفَ بعد من صدمة خسائره الجماعية في المدن الرئيسية في بلاده، التي ستهدد سنوات حكمه الباقية.
طبعاً، هذه الدول وهذه النزاعات فعلياً لا ترتبط بقطر بشيء سوى رغبة الدوحة في فرض التغيير لتنسجم مع رؤيتها السياسية للمنطقة، ولتنفيذها فهي تمتطي التنظيم المهزوم والمطارد، تنظيم «الإخوان المسلمين» العالمي، الذي تمتد نشاطاته إلى كل مكان مفتوح في العالم. ولسوء حظ الدوحة و«الإخوان» معاً أن في البيت الأبيض رئيساً لا يتفق معهم في شيء، رغم المحاولات المتكررة لإرضائه. فقد خسروا تأييد واشنطن منذ انتهاء فترة الرئيس السابق باراك أوباما، الذي أعطى جماعة «الإخوان» الفرصة، إلا أن حكومتهم في مصر لم تفلح داخلياً وخارجياً، وسرعان ما سقطت.
الرئيس السوداني المخلوع، عمر البشير، دام حكمه طويلاً فكان سقوطه مدوياً. وقد حاول القطريون الدخول على الأزمة عدة مرات لضمان استمرار الخط السياسي لكنهم فشلوا، وها هم يحاولون إسناد ميليشيات العاصمة الليبية المحاصرة من قبل الجيش الليبي، إلا أن المهمة صعبة. فالجيش منذ أشهر وهو يقوم بتطهير التراب الليبي من الميليشيات، وقد نجح في كل عملياته منذ الصيف الماضي، ولهذا اتجه أخيراً إلى طرابلس. وللجيش شرعيته، من البرلمان، نفس الشرعية التي يتحجّج بها رئيس حكومة الوفاق. الجامعة العربية فعلياً ضد حلفاء قطر في ليبيا، حيث رفضت فتح أبوابها لـ«الوفاق» والاستماع إلى مطالب قطر والسراج بعقد اجتماع لشجب عملية توحيد ليبيا التي يقودها المشير حفتر. كذلك القوى العالمية الرئيسية أصبحت ضدهم، تؤيد الجيش الليبي في مسعاه وآخرهم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الذي هاتف حفتر وعبر عن تأييده له في محاربة الإرهابيين، والإرهابيون هنا المقصود بهم الميليشيات التي تدعمها قطر وتحكم طرابلس. يضاف إلى أميركا، روسيا، فقد أصبحت مؤيدة لحفتر وكذلك فرنسا. وهناك معظم الحكومات العربية مؤيدة لنفس التوجه وضد حلفاء قطر.. ميليشيات طرابلس. الجميع يريدون نظاماً واحداً، ودولة موحدة في ليبيا، وإنهاء حكم الميليشيات. 
وحظ الدوحة في الجزائر ليس بأفضل منه في الخرطوم وطرابلس، حتى مع استمرار الاحتجاجات للجمعة التاسعة، فإن المؤسسة العسكرية هناك هي من تقوم بالترتيبات وليست الجماعات المتطرفة، التي رمي بها إلى خارج ميادين المظاهرات.
هل بإخراج البشير، ومحاصرة طرابلس، يتقلص نفوذ جماعة «الإخوان» وتتبخر أحلام الدوحة؟ الأحداث صعبة عليهم وقدرتهم على السيطرة على التغيير سواء من خلال التآمر مع قوى الداخل أو عبر الإعلام، لم يعد فعالاً كما كان يحدث في السابق، على الأقل في هذه المرحلة التي نعيشها.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع      

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هزائم «عاصمة التغيير» هزائم «عاصمة التغيير»



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 12:53 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

«طلاء حيوي» يقاوم التآكل والبقع وأشعة الشمس

GMT 07:34 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الافصاح عن بناء أول مزرعة موجية لتوليد الطاقة في بريطانيا

GMT 13:30 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

أفكار جديدة وبيسطة لديكور ركن الصلاة في المنزل

GMT 17:42 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بيكيه يستفز كريستيانو رونالدو ويؤكد أن "البرغوث" من كوكب آخر

GMT 01:00 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد الجمباز في بيروت يعلن جوائز بطولة لبنان للذكور

GMT 08:23 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

المرأة تميل إلى السلوك الودي والاجتماعي عكس الرجال

GMT 03:17 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

حرب شعواء تُضرم بين "سي إن إن" و"فوكس نيوز"

GMT 05:58 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

رشا شربتجي تفصح عن طرق التعذيب في سجون سورية

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen