آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

زها وعراقيو بريطانيا

اليمن اليوم-

زها وعراقيو بريطانيا

بقلم :عبد الرحمن الراشد

هناك أكثر من أربعة آلاف طبيب عراقي يعملون في بريطانيا، رقم لا يخطر على بال، بعضهم وفد إلى هناك من منتصف القرن الماضي، والكثير فروا إلى العاصمة البريطانية منذ بداية سلسلة حروب بغداد، مع إيران والكويت والحرب الأهلية المستمرة إلى اليوم.

في وقت كانت بغداد طاردة للمواهب والمبدعين، نخبة منهم وصلت إلى هنا.
وكذلك فعلت البغدادية زها حديد، التي غادرت العراق في مطلع السبعينات مع تزايد القبضة الحديدية لحزب البعث، درست في بيروت وعملت في لندن، حيث أصبحت أشهر معماريي العاصمة البريطانية المحافظة رغم أنها كسرت قواعد التصميم والفنون، وقلدتها الملكة إليزابيث وسامها تقديرًا لإنجازاتها. زها حديد أشهر مهندسة معمارية تبهر مبانيها العالم؛ ألف مشروع في أربعين بلدًا بتصاميم فريدة.

الراحلة لم تنخرط في العمل السياسي، مع أن والدها كان وزيرا وحزبيًا في العراق، في الخمسينات. كانت تقوم بالبناء في أنحاء العالم في وقت كان هناك من يقوم بالهدم في بلدها، العراق. ولا جدال في أنها من أبرز من أنتجته بلاد بابل منذ أيام حمورابي، وأفضل من صمم وشيّد منذ بوابة عشتار والحدائق المعلقة.

بصماتها منتشرة في أنحاء العالم، في الولايات المتحدة حيث صممت متحف روزنثال، الذي وصف بأنه أروع ما بني منذ نهاية الحرب الباردة. وألمانيا كانت أول من قدر موهبتها، وانتشرت أعمالها إلى الصين. وفي الرياض أيضًا، في الطريق من المطار، مبنى يكسر المألوف عمرانيًا، حاد الزوايا، هو مركز الدراسات والبحوث البترولية صممته حديد كتحفة فنية رائعة، وهناك مبنى آخر من تصميمها أيضًا يفترض أن يشيد لإحدى محطات المترو الموعودة. وفي أبوظبي، عاصمة العمارة العربية الحديثة، أنجزت مبنيين. وفي قطر الملعب الرئيسي الذي يفترض أن يستضيف كأس العالم بعد سنوات، صممته تحفة معمارية ألهبت الجدل عندما ادعت وسائل إعلامية بأن ألفًا من العمال قتلوا خلال إنشائه، الملعب لم يكن قد بدأ العمل فيه بعد.

زها التي غادرت الحياة بهدوء، من القصص الجميلة القليلة التي للجميع أن يفخر بها، عندما نثرت إبداعاتها في كل مكان. وكلمة الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، التأبينية عوضتها عن التجاهل والنسيان. ولا أدري ماذا حل بمشروعها لبناء مقر البرلمان في بغداد، الذي أعلن عنه قبل ثلاث سنوات، هل قضت عليه الفوضى السياسية أم أوقفه شُح المداخيل النفطية؟ كانت تريده رمزًا للصعود من الحطام، والنجاح في زمن الفشل، وفيه اعتراف من العراق بواحدة من أعظم مواطناته.

   

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زها وعراقيو بريطانيا زها وعراقيو بريطانيا



GMT 12:12 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

لو عادت المفاوضات

GMT 07:42 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

هل نظام المرشد في مهب الريح؟

GMT 05:44 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

2020... طريق النهضة وطريق الهاوية

GMT 10:36 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

هل ستحارب تركيا في ليبيا؟

GMT 00:13 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

نَفَسٌ تحرري في الثورات
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:25 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 23:07 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 12:20 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen