آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

«حزب الله»: شيعة لبنان أم إيران؟

اليمن اليوم-

«حزب الله» شيعة لبنان أم إيران

بقلم/ حازم صاغية

منذ نشأته أوائل الثمانينات، كانت لـ «حزب الله» وظيفتان: تمكين الطائفة الشيعيّة وخدمة النفوذ الإيرانيّ، واستطراداً السوريّ. الوظيفتان ليستا متجانستين. إنّهما بالأحرى متضاربتان. وإذا صحّ أنّ حرباً مع إسرائيل تلوح في الأفق، ولهذا يستطلعها مسبقاً «الإعلاميّون»، جاز القول بأنّ التضارب بين الوظيفتين يبلغ الآن أقصاه: إحداهما لا بدّ أن تفجّر الأخرى: إمّا أن ينفصل الحزب عن الطائفة ليغدو مجرّد عصا إيرانيّة في تطويعها، وإمّا، وهذا هو الاحتمال المستبعد، أن ينفصل عن إيران ويعاود الالتحام بأهله وتغليب مصالحهم.

تبدأ المشكلة في التمكين. تمكين «حزب الله» للشيعة ليس من النوع الذي تُحدثه «أمل» بطريقتها: قضم للمواقع في الإدارة والمؤسّسات. إنّه تمكين سلاحيّ يقوم على افتراض الحرب الدائمة. وككلّ تمكين يقتصر على القوّة المحضة، يمكن في أيّة لحظة أن ينقلب إلى تدمير للطائفة التي يراد تمكينها. والمطالبة بالتضحية لا يمكن أن تمضي هكذا، وإلى قيام الساعة، من دون أيّ مقابل.

لهذا يجوز الافتراض بأنّه لو تُرك الأمر لـ «حزب الله» بتنا أمام سلاح يُلوّح به ولا يُستعمل. التلويح به قد يوحي بتمكين الأهل، بمعنى توازن القوّة. أمّا استعماله فيهدّد بتبديدهم. الدور الإيرانيّ المقرِّر هو الذي يدفع في الاتّجاه الآخر. الشيعة اللبنانيّون، في النهاية، ليسوا أهل الإيرانيّين، والإيرانيّون ليسوا أهلهم. إنّهم غير معنيّين بهم في ما يتعدّى استخدامهم أدوات في توسيع نفوذ طهران. للغرض هذا دفعوا «حزب الله»، ويدفعونه، كي يكون حزب مقاومة دائمة، مرّة على الحدود الجنوبيّة للبنان، ومرّة في سوريّة.

إذا صحّ اليوم أنّنا عشية حرب كبرى غرضها حماية النفوذ الإيرانيّ المستجدّ في سوريّة، صحّ أنّ كارثة محقّقة ستنزل على لبنان، وعلى شيعته وجنوبيّيه خصوصاً.

لنستعرض بعض العناصر التي طرأت منذ 2006 والتي تدلّ كلّها على أنّ الشروط الحربيّة ضعيفة جدّاً. يصحّ هذا في القدرة العسكريّة كما في سياسات الحرب واقتصادها: نوايا التدمير الثأريّ الإسرائيليّ أكبر بلا قياس. الاستعدادات الوحشيّة لم تكتمها التصريحات والمقالات التي تهبّ علينا بإيقاع متعاظم من تلّ أبيب. أموال البناء والتعمير التي توافرت في 2006 هي اليوم أقلّ بلا قياس في يد طهران كما في يد الدولة اللبنانيّة. النظام الدفاعيّ الأميركيّ – الإسرائيليّ المعروف بـ «القبّة الحديد» عطّل فعاليّة الصواريخ التي يتباهى بها «حزب الله». الأخير استُنزف بشريّاً وقتاليّاً في حربه منذ ثلاث سنوات على الشعب السوريّ. العلاقات الطائفيّة، لا سيّما السنّيّة – الشيعيّة، أسوأ من أيّ وقت سابق، وهي لن توفّر أيّ حاضن، كالذي وفّرته في 2006، لضحايا عمليّة عسكريّة إسرائيليّة. تحويل الأموال ونقلها أصبحا، مع إدارة ترامب، أصعب من أيّ وقت سابق. العلاقات الأميركيّة – الإيرانيّة لم تبلغ، منذ خطف رهائن السفارة الأميركيّة في طهران عام 1979، مستوى التردّي الذي تبلغه الآن.

تعبير «أشرف الناس» لن يكفي لإطعام الأفواه وبناء البيوت المهدّمة. إنّه يغدو، والحال هذه، رشوة لا ترشو أحداً. وبالمعنى نفسه فإنّ اعتذاريّة «لو كنت أعلم لما فعلت» لن تعذر صاحبها هذه المرّة. أخبار الحرب باتت في كلّ مكان. الكلّ على بيّنة من شروطها واحتمالاتها. الكلّ بات يعلم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حزب الله» شيعة لبنان أم إيران «حزب الله» شيعة لبنان أم إيران



GMT 01:27 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

(مع "الرأي الآخر" للقراء)

GMT 06:28 2017 الأحد ,06 آب / أغسطس

حسن نصر الله بين الكويت وعرسال

GMT 05:40 2017 الخميس ,18 أيار / مايو

(العقوبات الاميركية ضد لبنان كله)

GMT 06:14 2017 الثلاثاء ,16 أيار / مايو

(الكل يقرر نيابة عن السوريين)

GMT 08:05 2017 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

سحب «القوات اللبنانية» من سورية!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 09:22 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

ريم البارودي تكشف عن السر وراء نجاح مسلسل "قيد عائلي"

GMT 20:35 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

مواجهات حاسمة خلال شهر كانون الثاني في ختام دوري الطائرة

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 23:54 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

أرسنال يسقط تشلسي بخطأ من جورجينو

GMT 15:07 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

طارق صالح يبشر بقرب نهاية مليشيات الحوثي

GMT 11:36 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

"الحداثة المصرية" في مركز البحوث الأمريكية الأربعاء
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen