آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حسني مبارك كما عرفته

اليمن اليوم-

حسني مبارك كما عرفته

بقلم/جهاد الخازن

قضت محكمة النقض ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك من تهمة الأمر بقتل المتظاهرين في ميدان التحرير في كانون الثاني (يناير) 2011. الحكم نهائي ولو أنه قضى بسجن حسني مبارك يوماً واحداً لفقدت ثقتي بالقضاء في مصر وكل بلد عربي.

عرفت الرئيس مبارك على امتداد ربع قرن من رئاسته مصر، وأجريت له مقابلات عدة، في قصر المنتزه وقصر رأس التين ورئاسة الجمهورية واستراحة برج العرب. رأيي فيه عن معرفة مباشرة هو أنه مصري وطني وعربي وطني.

أقول من منطلق هذه المعرفة إن أقصى ما يمكن أن يقول حسني مبارك عن المتظاهرين لوزير الداخلية حبيب العادلي وقادة الأمن: طلـّعوا العِيال دول من ميدان التحرير. لو سمعته بأذنيّ يقول: اقتلوا المتظاهرين، لما صدقت أذنيّ، فهو قضى 30 سنة وعمله حماية مصر من مغامرات عسكرية أو غيرها.

قال لي غير مرة: العرب مش عايزين يحاربوا. عايزني أغامر بمستقبل مصر وأضحي بشباب مصر، وهم قاعدين. أنا مش حاعمل كده. لا أرى أن رأيه هذا كان بعيداً من الصواب.

الرئيس مبارك اتهمه الإخوان المسلمون بإصدار الأمر بقتل المتظاهرين. هم إرهابيون يقتلون الناس ويعتقدون أن الآخرين من نوعهم. التهمة للرئيس صدرت عن الاخوان واستمرت بعد رحيلهم عن الحكم، فهم في سنة واحدة أسقطوا كل الأقنعة التي كانوا يختبئون وراءها، وكانوا بعد أن فازوا بغالبية في مجلس النواب قالوا إنهم لن يرشحوا أحداً منهم للرئاسة ثم رشحوا إثنين، وانتهوا بمحاولة السيطرة على القضاء، أي السيطرة على أجهزة الحكم الثلاثة، التشريعية والتنفيذية والقضائية.

الرئيس مبارك لم يزُرْ إسرائيل سوى مرة واحدة عندما اغتيل اسحق رابين، ما سهّل وصول اليمين الإسرائيلي الإرهابي الى الحكم، وزيارته دامت ساعات، فكان الإسرائيليون يأتون إليه في شرم الشيخ ورأيه فيهم: ولاد... اليهود دول.

مساعده الأمني الأول كان صديقي اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات، وهو عرض عليّ يوماً في مكتبه خريطة للأنفاق بين العريش وقطاع غزة. قال إنهم يعرفون مَنْ يملك كل نفق في العريش، ومَنْ يملكه في غزة، وزاد لي أن أرخص بضاعة تنقلها الأنفاق هي أنواع الأطعمة، ثم الأجهزة من كومبيوتر وغيره، وأغلى شيء السلاح.

اللواء عمر سليمان ابتسم وهو ينظر اليّ ويقول: نحن ما شفناش حاجة.

أؤيد حماس ضد إسرائيل، ولكن أدين تعاملها مع مصر، فهي تنظيم إسلامي خلفيته في الإخوان المسلمين، وأرى أن حماس قدّمت الولاء للإخوان على الولاء للوطن ودفع الفلسطينيون في قطاع غزة الثمن ولا يزالون يدفعون.

الرئيس الأسبق كان يرى مصر «أم الدنيا» وإذا سألته سؤالاً صعباً يقول: أنا أحكيك بالجملة وأنت تحكيني بالقطاعي (المفرّق بلغة عرب الشمال)، أو يقول: إنت فاكر نفسك مين!

قال لي يوماً بعد احتلال الكويت وتحريرها ومحاصرة العراق أنه أرسل الى صدام حسين رسالة تقول إنه إذا لجأ الى مصر فسيعيش مكرّماً وفي أمن، وسترفض مصر أي طلب خارجي لمحاكمته. صدام حسين لم يرد واحتل الأميركيون العراق بعد ذلك، لأسباب زوِّرَت عمداً، ودمروا بلاد الرافدين وسلموا ما بقي منها الى النفوذ الإيراني حتى اليوم.

أترك الماضي لأهله وأنتظر أن أرى الرئيس الأسبق حسني مبارك في يوم قريب لا لمقابلة صحافية وإنما لمجرد الاطمئنان عليه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسني مبارك كما عرفته حسني مبارك كما عرفته



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:33 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

اطلالات متنوعة من وحي الفاشينيستا ماريا عليا

GMT 12:24 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اجتماع للحكومه اليمنية للوقوف على الأوضاع الراهنة في تعز

GMT 22:05 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

بعد غياب 15 عاما.. جورج وسوف يحيى حفلا ضخما بالقاهرة 24 فبراير

GMT 05:46 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

المصممة الجزائرية نبيلة شيباح تعرض مجموعتها لعام 2017

GMT 14:30 2018 السبت ,12 أيار / مايو

نسب النبي صلى الله عليه وسلم

GMT 15:53 2021 الإثنين ,05 تموز / يوليو

5 أشياء عليك معرفتها قبل السفر لقضاء إجازتك

GMT 09:03 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تصنيف جديد يكشف عن جواز السفر الأفضل على مستوى العالم
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen