آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مبادرة السلام الاميركية ستفشل

اليمن اليوم-

مبادرة السلام الاميركية ستفشل

بقلم : جهاد الخازن

الولايات المتحدة ستنشر مقترحاتها للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال أيام أو أسابيع. أرى أن إدارة ترامب ستنشر مقترحات أملاها الإرهابي بنيامين نتانياهو على الرئيس دونالد ترامب، وهي بالتالي مرفوضة جملة وتفصيلاً.

السلطة الوطنية تقاطع إدارة ترامب منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعد إعلان اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل. المقاطعة مستمرة، ولا أرى المفاوضين الفلسطينيين يجلسون مع الأميركيين أو الإسرائيليين في وقت قريب.

إسرائيل كلها فلسطين المحتلة وقد قبلنا مع القيادة الفلسطينية دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية في 22 في المئة فقط من فلسطين، لكن «رضينا بالهمّ الهم ما رضي بينا»، والهمّ هنا هو دونالد ترامب، رجل الأعمال الذي أصبح رئيس الولايات المتحدة واستطاع في سنة وشهر أن يخاصم حلفاء بلاده الأساسيين من الاتحاد الأوروبي الى كندا والمكسيك ودول أخرى.

مبعوث السلام الأميركي جاريد كوشنر هو زوج ايفانكا إبنة ترامب، والمفاوض الرئيسي معه هو جيسون غرينبلات، وهذا محامٍ سابق للرئيس. أسرة كوشنر من اليهود المتدينين وتؤيد المستوطنين بالمال، ما يلغي دور جاريد كوشنر لأنه يهودي يؤيد إسرائيل. أما المحامي فهو يمثل دونالد ترامب لا الولايات المتحدة. أيضاً كوشنر يعتقد أن الرئيس عباس يريد السلام وهو مستعد للجلوس معه. أبو مازن لا يريد الجلوس مع مندوب ترامب.

المفاوض الفلسطيني صائب عريقات قال إن الجانب الفلسطيني لن يقابل كوشنر وغرينبلات لأن إدارة ترامب تقف موقفاً لا جدل فيه وهي تؤيد إسرائيل ضد الفلسطينيين، أصحاب الأرض الوحيدين في فلسطين كلها.

المبعوثان الأميركيان زارا عواصم عربية بينها عمّان والقاهرة. الملك عبدالله الثاني تحدث باسم الفلسطينيين والعرب كلهم عندما قال إن الحل المطلوب هو دولة فلسطينية مستقلة في الأراضي المحتلة عاصمتها القدس الشرقية.

لا أدري كيف يعتقد دونالد ترامب أنه يستطيع حل مشكلة بدأت قبل 70 سنة باحتلال صهيونيين أوروبيين تؤيدهم الولايات المتحدة فلسطين وتشريد أهلها. إذا كان يعتقد أن الفلسطينيين سيقبلون التخلي عن القدس فهو يحلم أو يهذي. مع ذلك، مسؤولون أميركيون يقولون كيف سيحصل الفلسطينيون على حقوقهم بالمقاطعة. أقول إن المقاطعة أهون من قبول شروط ترامب وهي إسرائيلية كتبها له حليفه نتانياهو.

أسوأ ما في حملة إدارة ترامب لقبول عرض السلام الأميركي القادم هو محاولة استمالة دول الخليج الى الموقف الأميركي. أنا أعرف الملك سلمان منذ كان أمير الرياض وعلى امتداد أكثر من 40 سنة. أقول إن السعودية لن تقبل العرض الأميركي - الإسرائيلي مهما حاول الرئيس رجل الأعمال الذي يقيم بين واشنطن ونادي غولف له في فلوريدا.

السعودية والإمارات العربية المتحدة لهما موقف مشترك من إيران في اليمن وفي الخليج العربي، إلا أن هذا لا يعني أنهما ستقبلان التنازل عن الحرم الشريف في القدس لأن ترامب يطلب ذلك مقابل وعود بتأييد دول مجلس التعاون ضد ايران. هو عقد اتفاقاً مع كوريا الشمالية ولعله يريد اتفاقاً مماثلاً مع إيران التي تخلت عن برنامجها النووي العسكري في معاهدة وقعتها ست دول كبرى وانسحبت منها إدارة ترامب لأن المعاهدة لا تناسب إسرائيل التي تهاجمها كل يوم.

الآن أقرأ أن إدارة ترامب تحاول رشوة الفلسطينيين ببليون دولار لإعادة تعمير قطاع غزة الذي دمرته إسرائيل بسلاح أميركي ومال وبتأييد من الكونغرس الذي اشتراه لوبي إسرائيل. السلطة الوطنية لا تستطيع الخروج على إرادة الشعب الفلسطيني الذي يريد دولة مستقلة، وهو يحظى بتأييد العالم كله كما رأينا في قرار أخير للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ترامب سيفشل مع الفلسطينيين وربما سيبكي على كتف نتانياهو، فلعله يستفيق عندما يخسر الحزب الجمهوري الانتخابات النصفية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

المصدر : جريدة الحياة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرة السلام الاميركية ستفشل مبادرة السلام الاميركية ستفشل



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 12:53 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

«طلاء حيوي» يقاوم التآكل والبقع وأشعة الشمس

GMT 07:34 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الافصاح عن بناء أول مزرعة موجية لتوليد الطاقة في بريطانيا

GMT 13:30 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

أفكار جديدة وبيسطة لديكور ركن الصلاة في المنزل

GMT 17:42 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بيكيه يستفز كريستيانو رونالدو ويؤكد أن "البرغوث" من كوكب آخر

GMT 01:00 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد الجمباز في بيروت يعلن جوائز بطولة لبنان للذكور

GMT 08:23 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

المرأة تميل إلى السلوك الودي والاجتماعي عكس الرجال

GMT 03:17 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

حرب شعواء تُضرم بين "سي إن إن" و"فوكس نيوز"

GMT 05:58 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

رشا شربتجي تفصح عن طرق التعذيب في سجون سورية

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen