آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الايزيديون: فلسطينيو القرن الحادي والعشرين

اليمن اليوم-

الايزيديون فلسطينيو القرن الحادي والعشرين

جهاد الخازن
بقلم : جهاد الخازن

كنت أعرف عن الإيزيديين في العراق اسمهم ولا شيء غيره. الآن أصبح هذا الاسم مرادفاً للمأساة أو المصيبة أو تصفية الجنس.

أكثر الأخبار عنهم لا يصلح للنشر في جريدة عائلية مثل «الحياة» فالدولة الإسلامية المزعومة استباحتهم، والإرهابيون دخلوا سنجار وقتلوا بضعة ألوف من الإيزيديين وشردوا حوالى 400 ألف، وأخذوا بنات صغيرات، دون سن المراهقة، سبايا فلا أزيد.

إذا كنت لا أعرف الإيزيديين فإنني أعرف المستأمنين، وهي صفة قوم لم يحاربوا المسلمين فأعطوا أماناً على أنفسهم وأموالهم. وفي القرآن الكريم «وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون» (سورة التوبة، الآية 6).

ما هو عذر الإرهابيين في الخروج على نصّ قرآني واضح؟ الإرهابيون قتلوا الرجال والأولاد الإيزيديين فوق 12 سنة، والنساء المسنات اللواتي لا يصلحن «سبايا»، وأخذوا أخريات سبايا وبعضهن دون المراهقة، ثم نقلوا حوالى ستة آلاف منهن الى الموصل، والآن أسمع أنهن نقلن الى الرقة. بعد سنتين من غزو سنجار قررت الأمم المتحدة في حزيران (يونيو) الماضي إن ما حدث فيها كان إبادة جنس.

إيزيديات كثيرات فررن من الدولة الإسلامية المزعومة، وحكين قصصاً لا يمكن نشرها هنا، فقد اعتُدي على بعضهن مئات المرات، ونُظمت مزادات لبيعهن. بعد أن اشترى عراقي ثري صغيرتَيْن، وأرسلهن الى أهلهن، أصدرت داعش بياناً يمنع ذلك ويهدد كل مخالف بالقصاص.

أختار مثلاً ناديا مراد التي خُطِفت مع أسرتها كلها من شمال العراق قبل سنتين، وهي في حوالى العشرين من العمر، فقد ضُرِبت واغتُصِبَت... وفرّت. هي بدأت حملة لتوعية الناس حول العالم الى كارثة الإيزيديين ونالت جائزة فاكلاف هافل لحقوق الإنسان. وعينتها الأمم المتحدة الشهر الماضي سفيرة نوايا حسنة تمثل ضحايا الاتجار بالبشر.

هناك مَنْ يساعد وألمانيا قبلت بموجب برنامج خاص للاجئين حوالى ألف ايزيدية من نساء وصغيرات، تعرضن لوحشية الإرهابيين، وهن الآن آمنات ولهن سكن ورعاية طبية شاملة. في كندا انضم الليبراليون الى المحافظين المعارضين في رعاية قرار يحتضن ضحايا حملات إبادة الجنس التي تشنها الدولة الإسلامية المزعومة. والحكومة الكندية تعتزم بدء استضافة الإيزيديات خلال أربعة أشهر. أيضاً المحامية أمل كلوني، ابنة زميلتنا بارعة علم الدين وزوجة الممثل جورج كلوني، أعلنت أنها ستمثل ضحايا الإرهابيين من الإيزيديات في المحاكم الدولية. أمل تركز على القانون الدولي وحقوق الإنسان ولا بد أن تصبح صوتاً مسموعاً في الدفاع عن الضحايا من الإيزيديين جميعاً.

الدول العربية كلها مقصرة، ومعها بريطانيا حيث تحمل عريضة توقيع 270 ألف مواطن يطالبون حكومتهم بالانتصار للإيزيديين. الحكومة لم تفعل شيئاً بعد، إلا أنني أعتقد بأن رئيسة الوزراء تيريزا ماي مشغولة بقضايا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، والخلافات داخل حزب المحافظين الحاكم. أرجح أن تساعد عندما تجد الوقت للقضايا الأخرى.

أيضاً الإيزيديون في العراق لهم صفة مهجّرين أو لاجئين داخل بلادهم، وفي هذه الحال المساعدات لهم أقل كثيراً منها للاجئين في الخارج. أجد مأساة الإيزيديين من حجم «فلسطيني» وأرجو أن تهبّ كل دولة عربية قادرة لمساعدتهم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الايزيديون فلسطينيو القرن الحادي والعشرين الايزيديون فلسطينيو القرن الحادي والعشرين



GMT 15:41 2016 السبت ,06 آب / أغسطس

(أشراط الساعة معنا اليوم)
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen