آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

ضربة ترامب وغموض ما قد يلي...

اليمن اليوم-

ضربة ترامب وغموض ما قد يلي

بقلم/ حازم صاغية

ضربة دونالد ترامب الأخيرة بالطبع لن تنقذ سوريّة ولن تنصر ما تبقّى من ثورتها. هذا وهم. وهي بالطبع، وفي حال توقّفها هنا، لن تحدث تعديلاً نوعيّاً في توازن القوى على الأرض. والضربة بالتأكيد لن تحوّل ترامب من شخص سيّء وقائد رديء إلى شخص محبوب وقائد عظيم. هذا يتطلّب معجزة.

لكنْ تحت هذه العتبة بكثير، أُنجز هدفان جزئيّان قد يجوز النقاش في مدى فائدتهما، إلاّ أنّهما بالتأكيد غير مضرّين.
سوريّاً، ربّما كُرّس القتل الكيماويّ بوصفه الاستثناء المحرّم في عمليّات القتل الأسديّ. الإنجاز بالتأكيد متواضع جدّاً ما دام لا يوقف أشكال القتل الأخرى والكثيرة. إنّه إنجاز لزمن الثورة المضادّة فحسب. إلاّ أنّ له تأثيرات مرجّحة على صعيد الاحتكار السياسيّ – العسكريّ لمثلّث الموت، أي الأسد وروسيا وإيران (و «حزب الله»...): الدخول الأميركيّ إلى الحلبة ليس دليلاً على دور أكبر لـ «قوى الخير»، لكنّه دليل على تزايد الارتباكات والتناقضات في جبهة «قوى الشرّ».

لصّان في بيت واحد، يسرقانه ويروّعان أهله فيما يحارب واحدهما الآخر، خير من لصّ واحد يحتكر سرقة البيت وقتل أفراده غير آبه بأيّ اعتبار. فكيف وأنّ اللصّ هذا أخصّائيّ في خنق الأطفال بالكيماويّ!؟
كونيّاً، تسبّبت ضربة دونالد ترامب في توسيع الفجوة بين واشنطن وموسكو، وفي انفضاض بعض قوى اليمين الشعبويّ الأوروبيّ عن ترامب. يصحّ هذا في مارين لوبن الفرنسيّة وفي نايجل فاراج البريطانيّ وفي «رابطة الشمال» الإيطاليّة وفي سواهم. كلّهم عبّروا عن استيائهم من فعلة ترامب، وعن اعتراضهم عليها. الأمميّة البوتينيّة أصيبت بتصدّع ملحوظ. علامات التلاحم الأطلسيّ عادت إلى الواجهة، بدليل أنّ وزير خارجيّة بريطانيا بوريس جونسون عزف عن زيارة موسكو التي هاجمت بريطانيا. الولايات المتّحدة باتت تتحدّث مجدّداً عن مسؤوليّات كونيّة، وترسل مجموعة بحريّة هجوميّة إلى غرب المحيط الهادئ لتعزيز انتشارها قريباً من كوريا الشماليّة.
الإجماع حول «دور الأسد في مستقبل سوريّة» بدأ يهتزّ. سقوط الإستراتيجيّ الأيديولوجيّ ستيف بانون من ذروة نفوذه في مجلس الأمن القوميّ الأميركيّ قد يعزّز الوجهة هذه.

تواضع النتائج، وربّما تواضع الاحتمالات، ليسا بالضرورة تواضعاً في المعاني: ما إن قصف الأميركيّون المطار العسكريّ السوريّ حتّى تبيّن خواء نظام القوّة الذي أحرز انتصارات الأشهر الأخيرة في سوريّة. إنّه نظام ينبع أبرز أسباب قوّته من الغياب الأميركيّ السابق. الجماعة، في النهاية، لا تحتمل ضربة كفّ. قوّتها الوحيدة أنّ ما من ضارب كفّ في الساحة.

كيف ستبني أميركا ترامب، وماذا ستبني، على هذه الحقيقة؟ وكيف ستتصرّف روسيّا (وإيران) في المقابل؟ وفي هذه الحدود، هل ستوفّر القوى المحلّيّة، بعد الإنهاك الذي تعرّضت له في السنوات الأخيرة، المرتكزات التي تُبنى عليها استراتيجيّات جديدة للمواجهة؟ أسئلة ستقود الإجابة عنها إلى أوضاع يصعب التكهّن بها الآن.

الحساب طبعاً ليس حساب ثورات، ولا حساب مستقبل. لكنّه قد يؤدّي إلى وقف التدهور العظيم عند حدٍّ لا يُقتل فيه الأطفال بغاز السارين «المناهض للإمبرياليّة»!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضربة ترامب وغموض ما قد يلي ضربة ترامب وغموض ما قد يلي



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen