آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

زيارة مارين لوبن: كلّنا متورّطون

اليمن اليوم-

زيارة مارين لوبن كلّنا متورّطون

بقلم/ حازم صاغية

فضيحة أن يستقبل بعضنا مارين لوبين. فضيحة أكبر ألاّ يستقبلها بعضنا الآخر لأنّها لا تغطّي شعر رأسها. هناك ألف سبب وسبب للامتناع عن استقبالها، لكنّ الإعلان عن تلك الأسباب جاء قليلاً أو خافتاً. وليد جنبلاط وسمير جعجع ميّزا نفسيهما مشكورين. سعد الحريري نبّهها إلى الفارق بين الإسلام والمسلمين وبين الإرهاب. أغلب الظنّ أنّها لم تتنبّه. نبيه برّي، بشطارته المعهودة، لاذ بالفرار إلى الخارج. «حزب الله» صمت وفرّ إلى الداخل، وخيّب مرّة أخرى آمال تابعيه «المناهضين للعنصريّة». الحزب الشيوعيّ أصدر بياناً، لكنّ أعلى مراتب قوّته إصدار بيان. تأييد مارين لوبن لبشّار الأسد أسكت بعض المتشدّقين باليساريّة والتقدّميّة.

أكثر ما رسخ في الذهن وما تناولته العناوين كان الموقف المسيحيّ في إجماله. لقد رحّب وبالغ في الترحيب، كاشفاً، وليس هذا بجديد، أنّه مأزوم ومضطرب، لا يجد حلاًّ لمعضلة «مسيحيّي المشرق» إلاّ في تلك العنصريّة التافهة وفي عنصريّين آخرين يشبهونها وراء البحار.

فهذا الإجماليّ المسيحيّ يتراءى له أنّ من يعادي الإسلام والمسلمين هو من يوفّر للمسيحيّين حياة أفضل بين المسلمين! كيف؟ بالأساطيل ربّما.

المشكلة هنا تتعدّى استلهام التاريخ الكولونياليّ أفقاً للمستقبل. إنّها تنمّ أيضاً عن نازع انتحاريّ خطير سبقه تمرينان على الانتحار: مرّةً عند التصفيق لبشّار الأسد بوصفه من يقود «حلف الأقلّيّات»، وليس بوصفه من استأنف سياسة أبيه في تدمير لبنان وقتل سياسيّيه وصحافيّيه. ومرّةً عند التصفيق لـ «حزب الله» بوصفه «حامي الأقلّيّات»، لا بوصفه أكبر المعطّلين لقيام دولة في لبنان.

لكنْ ما الذي جعل المسيحيّين هكذا؟ لماذا لا تُسمع اليــــوم بقـــوّة أصوات كأصوات بشارة الخوري وحميد فرنجيّة وفؤاد شهاب وجان عزيز وميشال الخوري وسمير فرنجيّة ونسيم مجدلاني وسواهم من الحريصين على العيش المسيحيّ– الإسلاميّ، وعلى الحضور والفعل في البيئة العربيّة الأعرض؟

ما الذي جنّن المسيحيّين اللبنانيّين؟
إدانة الاحتفال بمارين لوبن لا تكتمل من دون مراجعة عميقة ومديدة لتاريخ من السلوك أشعر المسيحيّين بأنّهم لا يُستشارون في أمر بلدهم وفي مصيره. النهج هذا بدأ مع الاستيلاء العسكريّ في الجوار العربيّ، وكان استعراضه الأوّل في 1958، حين أراد عبد الناصر جرّ هذا البلد إلى موقع يتعارض مع مصالحه الاقتصاديّة والثقافيّة والسياسيّة. وهو بلغ ذروته الأولى مع تحويل لبنان «هانوي العرب» التي تعبرها المقاومة الفلسطينيّة لتحرير فلسطين. ثمّ كانت الذروة الأعلى مع حكم الوصاية الأسديّة التي توّجتها 15 سنة من التهميش الذي لم يعترض عليه أيّ صوت لبنانيّ قويّ خارج البيئة المسيحيّة. أصحاب هذه الأصوات القويّة رسملوا على استبعاد «الأخوة في الوطن». هذان الصمت والرسملة هما مصدر العونيّة الأوّل.
إلغاء الآخر لم يبدأ مع «داعش»، بل ورثته «داعش».

احتفال الإجماليّ المسيحيّ بمارين لوبين ينمّ عن جنون وعن نازع انتحاريّ يضع المسيحيّين خارج كلّ ما هو مضيء وتقدّميّ ومستقبليّ في الغرب، كما يضاعف أسباب خوفهم حيث يقيمون في بلدانهم. إنّه يؤاخيهم بحثالات الغرب ومهرّجيه الأشرار، كما يقدّمهم شركاء صغاراً لمن يتجبّرون على العمّال المهاجرين في فرنسا، وعلى الفرنسيّين ذوي الأصول المسلمة.

إلاّ أنّه ينمّ أيضاً عن قسوة غير اعتياديّة وبالغة الاستبداديّة حيال المسيحيّين اللبنانيّين، قسوةٍ لا تتوقّف عن فرض صوابها السياسيّ المتنازع عليه، ولا تكفّ عن معاقبتهم لأنّهم بنوا بلداً يبقى، بقياس الحرّيّة، رأس المنطقة بلا منازع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة مارين لوبن كلّنا متورّطون زيارة مارين لوبن كلّنا متورّطون



GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

بين ترامب وإيران… ما ذنب لبنان
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 11:28 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى النكبة

GMT 20:55 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب أوراوا الياباني يكشف صعوبة هزيمة الهلال

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:27 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

ممارسة الرياضة تمنع التقدم في العمر

GMT 11:38 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ديل تسوق لحاسبها الشخصي من فئة الكل في واحد

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen