آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

لهذه الأسباب حزب الله لا يريد الإنتخابات النيابية

اليمن اليوم-

لهذه الأسباب حزب الله لا يريد الإنتخابات النيابية

بقلم/ علي الأمين

مقتطف: المشكلة ليست في أنّ حزب الله سيحصد الفوز في الإنتخابات النيابية المقبلة، أيّا كان قانون الانتخاب، علماً أنّ لا الفوز بالأكثرية أو خسارتها يعني شيئاً، في ظلّ سطوة السلاح، المشكلة في مكان آخر أنّ حزب الله صار"بيّ الكل" لا الرئيس في بعبدا.
 
جملة: الكل يقدم لحزب الله ما يريده وينتظرون رد الجميل في الانتخابات
 
لا شكّ أنّ حزب الله استشعر قلقاً بعد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو قلق مشروع في إيران، فكيف لأبرز ذراع لها في لبنان والمنطقة. الرئيس الأميركي الجديد وكلّ فريقه في الإدارة لا يبدون أيّ ودّ تجاه إيران، كما كان حال الرئيس السابق باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري. التوجه الأميركي يتخذ بعداً تصعيدياً ضد النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، ترامب وضع العراق كساحة مواجهة مع النفوذ الإيراني، إيران لوحت بصواريخ حزب الله ضد اسرائيل واستتبعته بعقد مؤتمر عن فلسطين في طهران.
 
حزب الله يتلمس بطبيعة الحال الوجهة الأميركية الجديدة، كما البهجة الإسرائيلية بالرئيس ترامب، وهو نفسه غالباً ما يكرر عبر وسائل إعلامه الحديث عن التقارب العربي مع اسرائيل على قاعدة الضد مع إيران، وهذا ما عبّر عنه أمينه العام السيد حسن نصرالله في خطابيه الأخيرين عبر التصعيد اللفظي ضد إسرائيل وعلى طريقته بوسيلة تحذير إسرائيل من التورط في مغامرة ضد لبنان أو حزب الله، بأنّه –أي حزب الله- سيستهدف مفاعل ديمونا ومخازن الأمونيا في حيفا وفي البحر.
 
يدرك نصرالله وهو يرفع من نبرة التحذير أو التهديد ضد إسرائيل بعد المذبحة السورية، أنّ جمهور الشيعة في لبنان من مؤيديه، لا يريدون أن يعودوا إلى نغمة الحرب مع اسرائيل. هم الذين يدركون أنّ مروحة الأعداء تكاد تحاصرهم بالكامل، بعدما فعل تدخل حزب الله في سوريا فعله في النفوس وباتت ورقة الإستقرار على الحدود مع إسرائيل هي الورقة الذهبية والوحيدة التي يملكها حزب الله، ويقايض فيها جمهوره بالولاء. وبالتالي يمكن فهم لماذا عمدت وسائل إعلام الممانعة وشبكات التواصل الخاصة بحزب الله، إلى تفسير كلام نصرالله بأنّه تصعيد لمنع الحرب، وليس لإشعالها. كما ترددت بشكل لافت مقولة أنّ تحذير نصرالله هو الذي لجم اسرائيل من تنفيذ عدوانها على لبنان.
 
وفي كلا الحالين سواء ذهبنا إلى تبني فرضية أنّ إيران تريد أن تستخدم حزب الله ضد اسرائيل للتخفيف من الإندفاعة الأميركية ضدها، أو تبنينا مقولة أنّ تصعيد حزب الله اللفظي هدفه لجم ضربة اسرائيلية مقررة ضد لبنان وحزب الله، فهذا يعني أنّ حزب الله الذي أعاد ترتيب المعادلة الداخلية بما يتناسب مع متطلباته الإقليمية ليس في وارد زعزعتها أو الإنشغال فيها خلال وقت حرج إقليمياً.
 
لا يمكن تخيل معادلة ملائمة لحزب الله أفضل من المعادلة القائمة: الجميع يريد رضاه، رئيس الجمهورية لا يتأخر في تلبية ما يريده من مواقف إقليمية، النائب وليد جنبلاط لا يريد العودة إلى زمن المواجهة مع "الدويلة"، القوات اللبنانية لا ترغب في خضم التحالف مع الرئيس عون، إلاّ أنّ تكسب ودّ حزب الله، أما تيار المستقبل فهو مضطر أن يطلق مواقف مبدئية ولفظية ضد السلاح غير الشرعي وضد شتيمة العرب، ولا يريد أن يوقف الحوار مع حزب الله، إمّا عبر عن ذلك نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم.
 
عملياً لا مزعجات في المعادلة النيابية ولا الوزارية ولا الرئاسية بالنسبة إلى حزب الله، فيما الإنتخابات النيابية كفيلة بأنّ تدخله في دوامة وحسابات هو حالياً في غنى عنها. حلفاء حزب الله من السنّة والمسيحيين والدروز الذين ينتظرون موسم القطاف في الإنتخابات النيابية، لن يستطيع حزب الله تلبية ما يتوقعونه منه، لا لبخل بل لعجز، ولشعور بخطر أن يكون فوزهم وبالاً عليه وليس مكسباً له. فرضوخ جنبلاط والحريري والقيادات المسيحية لمعادلة حكم حزب الله اليوم، هو أفضل بكثير مما يمكن أن تحدثه الإنتخابات النيابية من فرز جديد لا يتحكم حزب الله بمفاصله ولا بتداعياته. فالمسألة ليست في قدرة حزب الله على تطويع الأكثرية النيابية وكسبها في الإنتخابات المقبلة، بل في ثورة الخاسرين التي لن تنفجر إلا في وجهه سواء كانوا حلفاء له أو خصوماً. ويجب الإشارة إلى أنّ الأكثرية النيابية التي مثلتها قوى 14 آذار في انتخابات 2009 ، لم تعنِ شيئاً في ميزان القوى الذي يرجحه حزب الله، بسطوة السلاح سواء كانت الأكثرية النيابية معه أو ضده.
 
من هنا يجب الإنتباه إلى موقف حزب الله من الإنتخابات النيابية، فالحزب متوجس من أيّ تغييرٍ في المعادلة النيابية المسيحية وفي الوقت نفسه لا يريد إزعاج رئيس الجمهورية، الذي يعطي الحزب في مقابل أن يقبض الثمن في الإنتخابات النيابية. الكل يعطي حزب الله اليوم ما يريده في السياسة، من سليمان فرنجية إلى عبد الرحيم مراد وطلال أرسلان ووئام وهّاب وأسامة سعد، وغيرهم من المسيحيين "المشرقيين" و"أشاوس" الممانعة، وأيضاً الكل من سعد الحريري إلى وليد جنبلاط وسمير جعجع، وغيرهم من رموز السياديين يعطون طائعين أو مرغمين، فيما يكتفون في تصفية الحسابات داخل طوائفهم بحثاً عن انتصار عجزوا عنه خارجها...
 
أفضل من المعادلة القائمة لن يحقق حزب الله لأنّها مثالية له وأفضل المتاح. والإنتخابات النيابية تحت سطوة السلاح وبغياب مشروع سياسي وطني معارض لحزب الله تصبح عبئاً على "الحزب"، في مرحلة إقليمية حساسة. لذا فالإنتخابات ستفرض انهماكاً تنظيمياً هو بغنى عنه، ونسبة من المساءلة، في الحدّ الأدنى عبر سؤاله عن المنافع الإلهية التي ينتظرها بعض المرشحين من دعم، والناخبين من عطايا، درج عليها حزب الله في كل موسم انتخابي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهذه الأسباب حزب الله لا يريد الإنتخابات النيابية لهذه الأسباب حزب الله لا يريد الإنتخابات النيابية



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 03:17 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أبرز الأماكن السياحية التاريخية في مدينة بوردو

GMT 19:32 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

أكرم عفيف يحلم بالحصول على الألقاب مع السد القطري

GMT 04:19 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أجنة الرجال كبار السن تعاني من النمو البطيء

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 10:36 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

حميد الشاعري يعود لوصاله عبر "خمسة وخميسة"

GMT 01:23 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الكشّف عن تفاصيل مُثيرة بشأن حادثة مقتل الأميرة ديانا

GMT 09:31 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيفروليه كامارو الرياضية بطلة جديدة وقوة أكبر

GMT 23:43 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

التطريزات الهندية تعطي حقائب موسم صيف 2016 الجمال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen