آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

شعراء فطاحل وأمراء كانوا .. ولكن!

اليمن اليوم-

شعراء فطاحل وأمراء كانوا  ولكن

بقلم - حسن البطل

زميلي خالد سليم، من طاقم تطوير وسائل الإعلام - جامعة بيرزيت، سوية مع زميلي عماد الأصفر، كتب على صفحته في الفيسبوك انه لا يستذوق شعر «أمير الشعراء» في عصره، أحمد شوقي!لا أذكر من شعر «الأمير» سوى قصيدته التي فيها: «سلام من صبا بردى أرقّ / ودمع لا يكفكف يا دمشق». الدمع العربي غزير على دمشق، والدم في سورية اكثر غزارة، زمن قصيدة شوقي كان وقت القصف خلال الانتداب الفرنسي. لكن جاء دمشق زمن وازمان، قبل زمن الدمع والدم، وقال فيها الشاعر الفلسطيني محمود درويش شعراً كما قال غيره شعراً مغنى من الشعراء المعاصرين. قال درويش «أعدّ اضلاعي فيهرب من يدي بردى / وتتركُني ضفافُ النيلِ مبتعدا /وأبحث عن حدود أصابعي / فأرى العواصم كلها زَبَدا».

هل نتفق؟ عراقية هي القص
يدة العربية الجديدة في فجرها مع السياب ونازك الملائكة، هذان شاعران لا يختلف الناس في ريادتهما .. لكن في جامعة دمشق، كان طلاب من العراق يختلفون في استذواقهم لشعر محمد مهدي الجواهري، او شعر عبد الوهاب البياتي (لا اعرف من منهما أنشدَ الأسد الأب «يا حافظ العهد»؟
في بيت صديقي الراحل، الشاعر فيصل قرقطي، مجموعة دواوين للبياتي قلبتها عشوائيا، ثم لم أستذوق ما فيها من شعر. الشعر الحقيقي له معدن الذهب لا الحديد والفولاذ.

في مرحلة لاحقة، صارت القصيدة العربية لبنانية في مجراها، مع يوسف الخال، وادونيس، وانسي الحاج .. وآخرين مثل محمد مهدي شمس الدين.

الآن، ربما تبدو القصيدة العربية فلسطينية مع محمود درويش وله قول لا يعرفه الكثيرون عن شاعر عربي كبير آخر ومعاصر، هو: لا يوجد في شعره ماء.

درويش وادونيس، وغيرهما، يتفقون على أن المتنبي رائد من رواد الحداثة في الشعر، لقوله: «كأن الريح تحتي».

«هل غادر الشعراء من متردم» نعم .. لكن حتى في زمن المعلقات السبع بماء الذهب في الكعبة، هناك لعنترة صورة شعرية جميلة عن فروسيته، «هلاّ سألت الخيل يا ابنة مالك» وعن فرسه صورة إنسانية لا اجمل منها: «فازورّ من وقع القنا بلَبانه / وشكا إلي بعبرة وتحمحُم. لو كان يدري ما المحاورة اشتكى / ولكان لو علم الكلام مكلمي».

هذه الصورة أجمل من قول شاعر عن فرسه: «مكر. مفر. مقبل. مدبر معا / كجلمود صخر حطه السيل من عل».

رقّ الشعر العربي مع الشعر الأندلسي (ولاحقاً مع سعيد عقل) ومنه قول ولادة بنت المستكفي عن حبيبها ابن زيدون: «أغار عليك من عيني ومني / ومنك ومن زمانك والمكان. ولو أني خبَأتُك في عيوني، الى يوم القيامة ما كفاني».

وكذا قولها: «انا والله أصلح للمعالي / وأمشي مِشيتي وأتيه تيها. أمكّن عاشقي من صحن خدّي / وأُعطي قبلتي من يشتهيها». هذه ابنة خليفة!

تذوق الشعر يختلف من قارئ واحد لآخر، واستذواقه يختلف في القارئ نفسه من ظرف الى آخر، مثلاً مع المحنة السورية الراهنة يمكنك تذوق شعر سوري كتبه محمد الماغوط او بالذات نزيه ابو عفش قبل المحنة.. كما يمكن تذوق ما كتبه شاعر «مجهول» آخر هو رياض الصالح حسين، الذي مات قبل محنة بلاده.

رياض الصالح حسين، شاعر سوري شاب. ولد ١٩٥٢ ومات مريضاً ١٩٨٢. شارك مع الشاعر الفلسطيني خالد درويش في اصدار «الكراس الادبي» الذي صدر منه ٩ اعداد، ثم توقف لاعتقال اغلب المشاركين فيه. هاكم قصيدتين له:

الدراجة
الولد فوق الدراجة
سعيداً، ضاحكاً، منتشياً
يدور في فناء قبره
حين كان حيّاً
سقط عن الدراجة ومات
الولد في فناء قبره
يدور بدراجة من عظام
سعيداً، ضاحكاً منتشياً
لم يمت الطفل وإن مات
ولم يعش الطفل وان عاش ثانية

إنني أتنفس
ومنذ أن ولدتُ بلا وطن
ومنذ ان اصبح الوطن قبراً
ومنذ ان اصبح الكتاب معتقلاً
ومنذ أن اصبح المعتقل حلماً
ومنذ ان اصبح الحلم وطناً
بحثت عن غرفة صغيرة وضيقة
استطيع فيها التنفس بحرية
انني اتنفس بحرية
في غرفة صغيرة وضيقة
اخلع ثيابي وأنام
اخلع قدمي وأقوم بنزهة تحت غيار السرير
مفتشاً عن بقايا أطعمة
وقطط تحب المداعبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعراء فطاحل وأمراء كانوا  ولكن شعراء فطاحل وأمراء كانوا  ولكن



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 10:48 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن سيارتها "H1 2018" بتحديثات جديدة

GMT 16:44 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادي أتلتيكو مدريد يكشف حجم إصابة توماس ليمار

GMT 01:14 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مقتل شخص وإصابة العشرات في زلزال على ساحل الإكوادور

GMT 03:52 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

توزيع الوسائد على الأرض للحصول على ديكور جذاب

GMT 02:44 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختاري إطلالتك على طريقة مدونة الأزياء دلال الدوب

GMT 02:44 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 19:18 2016 الثلاثاء ,12 تموز / يوليو

فوائد صحية لبذور دوار الشمس

GMT 03:54 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مغارة "جعيتا" لمغامرة جديدة ومميّزة في لبنان
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen