آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

إسرائيل و«حرب الأنفاق»

اليمن اليوم-

إسرائيل و«حرب الأنفاق»

بقلم/حسن البطل

قبل تدمير نفق خان يونس، 30 تشرين الأول، صرّحت مصادر إسرائيلية أن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، المعروفة عندهم، بصفقة جلعاد شاليت، ولدى "حماس" بـ"صفقة وفاء الأحرار" لن تتكرر.. إلاّ بشروط إسرائيلية جديدة: واحد مقابل واحد، أو جثة مقابل جثة!

طيلة أربعة أيام محمومة، رفضت إسرائيل استجابة مطالب فلسطينية بالبحث عن خمسة مقاتلين فُقدوا، بادعاء أنهم فُقدوا في الجانب الإسرائيلي، ما اضطر حركة الجهاد الإسلامي إلى إعلان وفاتهم مع نشر صور وأسماء المفقودين. بذلك، بلغت حصيلة ضحايا النفق 12 شهيداً.

بعد عملية تدمير النفق بوسائل جديدة، أعلنت حركة "الجهاد" أن النفق أعدّ، مستقبلياً، لاختطاف إسرائيليين ومبادلتهم في صفقة تبادل أسرى، افتداء بصفقة شاليت.

منذ بعض الوقت، أعلنت إسرائيل أنها ستعزّز فاعلية الجدار الأمني العازل فوق الأرض بآخر تحتاني إسمنتي ـ حديدي أسفله بعمق 6 ـ 10 أمتار، وباشرت به بالفعل ليتم إنجازه في غضون عام ونصف العام إلى عامين.
حتى قبل بناء الجدار العلوي، وخصوصاً بعده، حظرت إسرائيل الاقتراب منه لمسافة 200 ـ 300م بقوة النيران حتى ضد الفلاحين، وأحياناً باجتياحات محدودة.

هل تمّ لإسرائيل تحييد "حرب الأنفاق" وإبطال جدواها؟ سنعرف هذا بعد إكمال الجدار التحتاني. لكن، لشلّ جدوى سلاح الصواريخ ما أمكن لدى فصائل المقاومة في غزة، بنت إسرائيل ثلاثة نطاقات من دفاعات صاروخية مضادة تعمل على ثلاثة مستويات لإسقاط الصواريخ القصيرة، والمتوسطة، والطويلة.

إلى الجدار العلوي القائم والسفلي المخطط له، وكذا حظر الاقتراب منه، والدفاعات الصاروخية المضادة، قيّدت إسرائيل نطاق المجال البحري الغزّي أمام سفن الصيادين إلى 3 أميال بحرية، أو 6، ونادراً وموسمياً إلى 9 أميال، خلافاً لاتفاقية أوسلو التي حدّدت مجال الإبحار بـ20 ميلاً بحرياً.

المهم، أن مصادر الجيش الإسرائيلي أعلنت، بعد انتشالها لخمسة جثامين أنها ستطبق سياسة صارمة جديدة: واحدا مقابل واحد، وجثّة مقابل جثّة.

بعد آخر حرب على غزة، في العام 2014، صار في أيدي "حماس" جثّتا جنديين إسرائيليين: غولدن وشاؤول، واثنان آخران من المدنيين (بدوي وفلاشي)، وأعلنت أن أي صفقة تبادل جديدة يجب أن تشمل إعادة تحرير عشرات من محرّري صفقة "وفاء الأحرار"، الذين اعتقلوا من جديد في الضفة الغربية، بعد خطف وقتل ثلاثة شبان إسرائيليين.

تقول إسرائيل، بعد تدمير النفق، إنها راقبت عن كثب ورصدت النفق، ومن الواضح أنها تعمّدت تدميره لامتحان تجلد فصائل غزة عن الردّ الفوري مع مباشرة خطوات المصالحة الفلسطينية، فلجأت فصائل غزة، بعد نصائح مصرية، إلى ما تلجأ إليه سورية بعد كل ضربة عمق إسرائيلية: سنرد في الوقت والمكان المناسبين!

في المحصّلة، نجحت إسرائيل في تدمير نفق آخر، واحتجاز خمسة جثامين لمقاتلي حركة "الجهاد" .. لكن تَجَلُّد الفصيلين عطّلا على إسرائيل تدمير خطوات أولى للمصالحة، التي هدفت إليها إيران؟
هل لاحظنا كيف استغلت إسرائيل دعاوياً شكوى أخرى لوكالة "الأونروا" من اكتشاف بداية نفق آخر تحت إحدى مدارس الوكالة، وهي شكوى غير جديدة تضاف لادعاءات إسرائيل أن فصائل غزة لم توفر حفر بعض أنفاقها تحت المستشفيات، بما فيها مستشفى "الشفاء" الرئيسي!

بعد تردد وتلكُّؤ وإهمال، مالت "حماس" إلى التعاون مع مصر بصدد ضبط الأنفاق بين غزة وسيناء، ولكنها ليست بصدد مثل هذا بصدد أنفاق غزة مع إسرائيل، والأرجح أن ترفض شروطاً إسرائيلية من نوع: واحد مقابل واحد، وجثّة مقابل جثّة.

قالت إسرائيل، حتى قبل تدمير نفق خان يونس، إنها استعدت لحرب على جبهتي لبنان مع "حزب الله" و"حماس" في غزة، وبعد تدمير النفق في أجواء الصلحة الفلسطينية تريد إسرائيل تركيز جهدها السياسي والعسكري في مواجهة "حزب الله" الأكثر خطورة عليها من فصائل غزة، والذي اكتسب تجربة قتال من تدخله في الصراع السوري، الذي كبّده، في تقديرها، 3000 قتيل، وقبل انسحاب قواته من سورية العام المقبل مع بوادر حسم الجيش السوري صراعه الباهظ مع الفصائل المسلحة المناوئة.

تدمير النفق، وشروط تبادل أسرى متكافئة بين غزة وإسرائيل، له ما بعده، كما لاستقالة رئيس الحكومة اللبنانية في السعودية، وشكواه من تحكُّم "حزب الله" كوكيل إيراني بلبنان وأمنه، لها ما بعدها، أيضاً.
تجلَّدت فصائل غزة، ولو مؤقتاً، بعد تدمير نفق خان يونس، وعلى "حزب الله" وباقي طوائف لبنان أن تجد طريقة لتبريد تفاعلات استقالة قد تقود إلى تجدد الحرب الأهلية في لبنان. الأمر منوط بذكاء إيران في لعبة الشطرنج السياسية، كما لعبت بصبر وذكاء في مفاوضات الـ 5+1 بصدد برامجها النووية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل و«حرب الأنفاق» إسرائيل و«حرب الأنفاق»



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 00:00 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 02:32 2016 الثلاثاء ,24 أيار / مايو

هبة قطب توضح بكل صراحة تأثير طول العضو الذكري

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 16:28 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ناصر بن حمد يكشف سبب انضمامه إلى بحرين بوست للسباحة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 21:05 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

5 أفكار لأزياء أنيقة ومريحة في عيد الأضحى

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:48 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

ناقد فني يكشف أسباب فشل أفلام "الرعب" المصرية

GMT 14:39 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتراض صاروخ باليستي أطلقته الحوثيين على مأرب

GMT 04:15 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

نحو اتفاق عالمي جديد حول الهجرة

GMT 14:55 2016 الجمعة ,12 آب / أغسطس

فوائد الميرمية وطرق استخدامها

GMT 21:05 2016 الخميس ,21 إبريل / نيسان

علاجات منزلية بسيطة لتبييض اليدين
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen