آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مصر؟

اليمن اليوم-

مصر

بقلم - حسن البطل

 شربتُ من كأس الخيبة. كيف؟ زرتُ القاهرة لأوّل مرّة.. ولم أرَ النيل. مناسبة الزيارة كانت تكريمي، قبل ثلاث سنوات، وثُلَّة من الصحافيين العرب، بدرع اتحاد الصحافيين العرب في حقل اليوبيل الذهبي للاتحاد. عدت بدرع ثقيلة، وكان ودّي أن أرى محمد حسنين هيكل، الذي اعتذر عن حضور الحفل وتكريمه لارتباطات سابقة!
بدلاً من هيكل، حظيتُ بدردشة عابرة على الواقف مع الرئيس السيسي. قلت له: سيادة الرئيس: التاريخ العربي تاريخ قبائل قبل الإسلام، وتاريخ خلفاء بعده.. والآن يبدأ تاريخ شعوب!
شربت من ماء النيل ولم أرَه، مع أنني في يفاعتي وزمن الوحدة السورية ـ المصرية بالذات، تشرّبت معرفة مصر من صحفها ومجلاتها كافة، وبالذات من «كتاب الشعب» الذي كانت توزعه جريدة «الجمهورية» شهرياً على المشتركين من جامعي «الكوبونات».
من أحلامي، غير رؤية النيل، أن أركب سفينة تبحر فيه من الصعيد إلى القاهرة، وكاد الحلم أن يتحقق هذا الشتاء لولا «فركشة» الأصدقاء للرحلة، فهم سيصطحبون زوجاتهم، وليس لي زوجة ولا حبيبة أو صديقة!
الأسهل من رسم خارطة فلسطين هو رسم خارطة مصر، التي تشبه علبة سردين مربعة.. محشوة بالمشاكل، وأهمها فرط زيادة السكان البالغين حالياً 90 مليوناً، أي بعد نيجيريا وأثيوبيا، ويتوقعون أن يبلغ تعدادهم عام 2050 زهاء 170 مليون.
أعرف، أنكم تهتمون بمصر الأمنية والسياسية والديمقراطية. أي أمنها مع ليبيا وفي سيناء.. وأمنها الحيوي ـ المائي مع سدّ النهضة الأثيوبي، وانتخابات رئيسها!
هذا الربيع، ستجري انتخابات رئاسية مصرية، هي الثانية منذ انتخاب الرئيس السيسي، ومنذ أن صارت فترة ولاية الرئيس أربع سنوات.
الأصدقاء يُعَلِّقون على انسحاب الفريق المتقاعد أحمد شفيق، الذي نافس في انتخابات أوّل رئيس مدني ـ إخواني، وأخفق بكسور عشرية، قيل إن قائد الجيش آنذاك محمد حسين طنطاوي لعب فيها، خشية على أمن البلاد من حرب أهلية يدبرها «الإخوان»؛ إن فشل المرشح مرسي.
بعد 80 سنة من «التمكين» الإخواني الفاشل، أعاد الجيش حكم مصر، فتذكرت كتاب أنور عبد الملك الشهير عن مصر التي يحكمها العسكر منذ انقلاب العام 1952!
هل تتذكرون؟ في العام 1977 كانت انتفاضة الخبز في مصر، التي دعاها الرئيس السادات «انتفاضة الحرامية»!
لكن، بعد انتفاضة «ساحة التحرير» ضد حكم حسني مبارك، تدهور الاقتصاد المصري، لتدهور السياحة لأسباب أمنية، ولأن فرط زيادة السكان يبلغ مليوني مولود سنوياً، وكادت تجفّ احتياطات مصر من العملة الأجنبية، وصار الشيكل الإسرائيلي يعادل سعر صرف خمسة جنيهات!
حاول السيسي تعويم الاقتصاد المتهاوي بمشاريع عملاقة مثل توسيع قناة السويس، وبدء بناء «القاهرة ـ الجديدة»، وقبول إصلاحات البنك الدولي، وبدء تشغيل حقول الغاز البحرية العملاقة، بما سيمكّن مصر من العودة إلى تصديره.
الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية ألقت عبئاً ثقيلاً على الشعب، لكن العام المنصرم بدأت بوادر نجاح تعويم الاقتصاد، وارتفعت موجودات النقد الأجنبي من 13 ملياراً بعد انتفاضة عام 2011 إلى 38 ملياراً حالياً.
شخصياً، أنا مهتم بمصر الاقتصادية أكثر من السياسية والأمنية؛ لأن الاقتصاد القوي عمادهما، لتعود مصر قوة إقليمية وازنة لإيران وتركيا.. وإسرائيل، أيضاً.
عضلات الجيش المصري القوي يلزمها سيقان اقتصادية قوية، وللجيش المصري ذراع اقتصادية وإنتاجية، كما أنه جيش منضبط.
لأحمد شفيق أسبابه في الانسحاب من التنافس مع الرئيس السيسي، لكن لعله أمر لا يؤثر على تنافس عسكريين كبيرين على دور الجيش وانضباطه، لكن الفريق سامي عنان أقل قوة من الفريق أحمد شفيق على من منافسة السيسي، ولا تبدو فرصة لمرشح مدني.
في حكم السيسي عادت روسيا إلى مصر عسكرياً واقتصادياً بالذات، مع مشروع بناء محطات ثلاث نووية للأغراض السلمية، كما جرى الاتفاق بعد زيارة بوتين لمصر.
ماذا عن حصة مصر في مياه النيل بعد بناء أثيوبيا سدّ النهضة؟ تقول «لوموند دبلوماتيك» في عددها الصادر في كانون الأول: إن كفاءة تدوير المياه في مصر هي الأعلى في أفريقيا... لكن، المطلوب رفع هذه الكفاءة لتضارع الكفاءة الإسرائيلية في التدوير، ونزع ملوحة مياه البحر «زملحة»، لتعويض الفارق بين حصة مصر من النيل البالغة 60 مليار م3 واحتياجاتها البالغة 114 مليار م3.
كثير من قرؤوا دراسات جمال حمدان عن عبقرية مصر في المكان، المكملة لدراسات علماء حملة بونابرت في «وصف مصر». ما يلزم مصر هو نوع من «عبقرية الإنسان» القادر على تعويمها ونهضتها الاقتصادية، ومن ثم السياسية ومن بنى الأهرامات ـ المعجزة، عليه أن يبني هرماً اقتصادياً للبلاد، كما فعلت اليابان والصين وكوريا الجنوبية وتفعل الهند.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر مصر



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 06:22 2016 الإثنين ,03 تشرين الأول / أكتوبر

"أسوس" تعلن عن شاشة عرض مخصصة لعشاق الألعاب

GMT 15:16 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

الفنانة اليمنية ”بلقيس” تتعرض لوعكة صحية

GMT 06:39 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حامد ممتاز يلتقى وزير خارجية جمهورية الصومال الفدرالية

GMT 07:16 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أفضل العطور التي تلفت انتباه المرأة نحو الرجل

GMT 22:07 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

6 قصص غريبة عن نساء نجحن في اغتصاب الرجال بالقوة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen