آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مات «أبو حسن» الغرائبي !

اليمن اليوم-

مات «أبو حسن» الغرائبي

بقلم - حسن البطل

اسم الولادة: جلال. لقب العائلة هو اسم المحل: الكسواني (سوبر ماركت، ومحمص.. ومحل أراكيل)، لكن المحامية نائلة عطية، كانت تناديه، كما زبائن المحل «أبو حسن» منذ دفاعها عنه، أيام الانتفاضة الأولى.

بين انتفاضة أولى وثانية، سألته عن أحواله وعياله. قال: «كانوا ست بنات، وصاروا تسع بنات.. وأنت مدعوة لزفاف البنت الكبيرة».

مات «أبو حسن» قبل أن يُكمل مأمول الحياة الفلسطيني العادي للرجال بـ15 سنة. هل كان اسم والده حسن، أم يكنّون «أبو البنات» به، كما ينادون مَن اسمُه عبد الله بـ «أبو حسن»، ومن كان اسم ولادته «حسن» ينادونه «أبو علي».. إلخ؟

لا أدري بأي مرض صار جسمه جسيماً جداً، بحيث ضغطت أحشاؤه على قلبه تدريجياً، وسببت له وهناً متمادياً وموتاً عادياً غير مفاجئ، لقصور متزايد في ضربات القلب.

محمص الكسواني في جوار قريب، وكذا أراكيل الكسواني، و»سوبر ماركت الكسواني» هو الأكبر والأشهر في رام الله ـ التحتا. إنه فريد وغريب سوبر ماركتات البلد، حيث حركة البيع لآلاف السلع، لا تتم وفق «شارة سعر» على البضاعة، ولا حتى بتمريرها أمام شعاع حاسوب. عماله يسألونه عن سعر الوحدة في العلبة، أو سعر الكيلو ومضاعفاته وأجزائه، وهو يحفظها كلها في رأسه، حاسوبه البشري.

«سوبر ماركت» كان أقرب إلى عمل دكانة كبيرة، أو حتى دكانة ومخزن. لكن لمّا أحسّ «أبو حسن» بدنوّ الأجل، صارت حركة البيع نصف الكترونية قبل شهرين، ثم الكترونية بالكامل بعد أسبوع من رحيله غير المفاجئ. البركة بالبنات التسع. الآن، كبراهن العائدة من أميركا وصغراهن تديران سوبر ماركت نسوي بالكامل!

على بعد أمتار قليلة كان مجلس العزاء، حيث كان المبنى القديم لبلدية رام الله ـ التحتا، ولصقها المسجد حيث صلوا عليه، كما يتقبلون العزاء بالشهداء أو جلسات السهر والفرح بالإفراج عن الأسرى. أسرى رام الله ـ التحتا كثيرون.

على الحيطان شعارات فصائل: «احذروا الموت العادي»، لكن الموت العادي لـ «أبو حسن» حصل مطلع الشهر الجاري، وفيه نشر التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين، إحصائية الموت غير العادي، من مطلع السنة إلى مطلع الشهر الجاري. العدد 234 شهيدا، أي بمعدل شهيد كل 72 ساعة، وبنسبة أربعة أضعاف عن شهداء العام الفارط!

ما هو الموت العادي في زمن الموت غير العادي؟ ليس عادياً في بلادنا أن تكون كل خلفة الرجل حتى تسع بنات، ولا أن يدير حاسوب بشري حركة البيع في سوبر ماركت كبير.. ولا أن يختار أبو البنات التسع أن يكنّى «أبو حسن».

الاجتياح من «الشرفة»
في رابعة نهار اليوم التالي، تغلغلت في بطن الهوا ـ رام الله ـ التحتا وجوارها 25 مركبة عسكرية إسرائيلية. عملية المداهمة استغرقت ساعات، خلالها جاء جيران الى شرفتي المطلة لمتابعتها.
ساعات كافية لمراقبة حركة الكرّ والفرّ بين الجنود والأولاد، بين حجارة متطايرة وطلقات الرصاص، وحركة السير، وكاميرات التصوير. مشهد نهاري من الطبقة الخامسة، يطلّ على الأحداث من مسافة 80 متراً.

أنجزت خلاله شيئاً مفيداً لكنس الشرفة المهملة، وتشذيب مزروعاتها، ومسح الغبار عن كراسيها. تبقى مشكلة بلا حل: الحمام يستطيب الجلوس دائماً على جهاز تدفئة الماء في أيام الشتاء.. ويستطيب أن يملأ المكان بروثه و»زرق الحمام» بعضه سماد يفيد قورات نباتات الشرفة المزهرة وغير المزهرة، وبعضه يحتاج شطفاً وغسلاً كل أربعة شهور. لا أولاد في البيت.. وللحمام أن يستوطن الشرفة.

ضحايا الحضارات
حسب جامعة لويفيل الأميركية عن ضحايا صراع الأديان والحضارات من بدء التوقيت الميلادي حتى عامنا هذا، فإن ذمّ الدين والحضارة الإسلامية، بوصفها «دموية» غير صحيح.
سقط في الفتوحات الإسلامية، والحروب المذهبية المرافقة لها حوالي5,22 مليون ضحية. أمّا في الحروب المسيحية، فتوحاتها وصراعات مذاهبها، فقد سقط 30,73 مليون ضحية. الإمبراطوريات الإلحادية تسببت في موت 12,64 مليون ضحية. أمّا البوذية فقد تسببت في 15,19 مليون، والحضارات البدائية 7,87 مليون. الإمبراطورية السوفياتية عدد ضحاياها 18,64 مليون.

.. فقط، صراعات حضارات الهنود الحمر تسجل 0,9 مليون ضحية فقط، وهي أقل عدد من بين الحضارات.

نقلا عن الأيام الفلسطينة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مات «أبو حسن» الغرائبي مات «أبو حسن» الغرائبي



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 10:11 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسن يوسف ينعي محمود عبدالعزيز ويؤكد أن أعماله بصمة

GMT 16:27 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

فوائد البطيخ الأصفر

GMT 18:00 2016 الأربعاء ,29 حزيران / يونيو

سمك بلطي مشوي بالردة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen