آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تطويع ؟

اليمن اليوم-

تطويع

بقلم : حسن البطل

منذ إعلانه نيته بـ «صفقة القرن» ضرب السيد الجديد للبيت الأبيض، المرقوم الرئيس الـ45، آجالاً عدّة لإعلان خطوطها وبنودها، بحيث ذكرنا بحكاية الجدّات عن «إبريق الزيت»!

الموعد الجديد، غير النهائي كما يبدو، هو «عيدية» ما بعد رمضان الحالي، إن لم تطرأ ظروف لضرب موعد آخر.في البداية، تردّد أن دونالد هذا سيعلنها خلال خطاب التنصيب، أي قبل أن يشكل طاقم إدارته ومساعديه المقرّبين. لاحقاً بعد أن استكمل جزئياً طاقم إدارته، واستكمل فريق «الصفقة» الثلاثي اليهودي، قيل إن الإعلان سيكون في مرور سنة على التنصيب.

في السادس من كانون الأول المنصرم وقّع الرئيس ترامب مرسوماً بنقل أوّلي ـ بروتوكولي لسفارة بلاده إلى القدس الغربية، أي باستبدال لافتة القنصلية بلافتة السفارة، وادّعى بعد التوقيع: «أزحنا مشكلة القدس عن طاولة التفاوض».

في رد فوري، ألقى رئيس السلطة خطاب الرفض لإجراء نقل السفارة، كما لخطة الصفقة ـ الصفقة جملة وتفصيلاً.

رافقت دبلوماسية تسريبات بنود الصفقة، ومواعيد إعلانها، مشاورات «سرية» أجراها فريقها الثلاثي مع دول الجوار العربي، باتجاه مواكبة خطوات التطبيع العربي مع إسرائيل مع خطوات تطويع الرفض الفلسطيني، على غرار «حذوك النعل بالنعل»!

عارضت غالبية دولية كاسحة خطاب الاعتراف الترامبي بالقدس عاصمة لإسرائيل ولكنها، من جهة أخرى، خالفت ما ورد في خطاب الرفض ـ الرد الفلسطيني بأن واشنطن لم تعد وسيطاً، حتى أن الدول العربية المعنية لا ترى في الصفقة خروجاً أميركياً من معادلة التسوية والسلام، نظراً لدورها الدولي، كما لعلاقتها الخاصة بإسرائيل، التي صارت خاصة جداً، بحيث يُقال إن ما كان الذَنَب الإسرائيلي للكلب الأميركي صار يُحرّك الرأس الأميركي. كيف؟

تعمّد ترامب أن يبدأ جولاته الخارجية بزيارة «ملوكية» للعربية السعودية بالذات، وهي صاحبة مبادرة السلام العربية المعلنة عام 2002 في قمة بيروت، وهي المبادرة التي لم تقبلها إسرائيل الرسمية، ولم ترفضها، أيضاً، بل تعاملت معها من «ياء» التطبيع، وليس من «الف» الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.

فكرة شمعون بيريس بـ «شرق أوسط جديد» تحوّلت في ولاية ترامب إلى تحالف أميركي ـ إسرائيلي ـ عربي سنّي. لكن بعد انسحاب ترامب من اتفاقية فيينا النووية مع إيران، من بعد انسحابه من «حل الدولتين» الدولي، صارت بمثابة تحالف أميركي ـ إسرائيلي ـ خليجي، يمهّد لتطويع الرفض الفلسطيني بتطبيع متدرج عربي ـ إسرائيلي.

لا أعرف لماذا اختار ترامب فترة ما بعد رمضان، التي تصادف شهر حزيران، لإعلان موعد جديد، أخير أو قبل الأخير، لإعلان «الصفقة»، مع التهديد بفرض أقسى العقوبات على إيران لجذب دول الخليج، خاصة السعودية، نحو مزيد من التطبيع مع إسرائيل.

شهر حزيران يصادف «النكسة» العربية، كما احتلال إسرائيل لباقي أرض فلسطين، ولعلّ اختياره مقصوداً للقول إن الانسحاب الإسرائيلي من الضفة إلى خطوط ما قبل حزيران لإقامة دولة فلسطينية لم يعد واقعياً، بل الانسحاب من «كانتونات» فلسطينية تشكل نصف الضفة، مع تواجد إسرائيلي عسكري وسيادي على الأغوار!

هل تعمّدت إسرائيل ـ بيغن وشارون أن تشنّ حرب العام 1982 في ذكرى حرب النكسة الخاطفة والأسطورية، التي دامت ستة أيام، بينما حرب العام 1982 دامت 84 يوماً، وكانت أول حرب حقيقية وشاملة فلسطينية ـ إسرائيلية.

هل في حزيران القريب ستشن أميركا على السلطة الفلسطينية حرباً سياسية لتطويع الرفض الفلسطيني وإخضاعه للتطبيع العربي ـ الإسرائيلي، وعن طريق «عقوبات» أميركية سياسية واقتصادية على السلطة الفلسطينية، التي هي «الجوزة الصلبة» أمام «صفقة القرن» الجائرة؟

نعرف أن هناك خمس قضايا للسلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي، حسب اتفاقية أوسلو، وحسب آخر تسريبات بنود الصفقة، فقد أسقط فريق ترامب منها مسألتي القدس واللاجئين، كما لمحّ إلى إسقاط ما جاء في أوسلو من وحدة سياسية وإدارية بين الضفة وغزة، ولوّح بالتعامل مع غزة كدويلة، وإلحاق الحكم الذاتي الموسّع في الضفة، وعاصمته في أبو ديس، وبما لا يشمل القدس العتيقة، بدويلة غزة، مع برامج لإفشال غزة اقتصادياً، ووضع شرط لعلاقة الضفة بها، وهو نزع سلاح حركة حماس!

صحيح، صدرت عن دول العالم معارضة لاعتراف أميركا بالقدس عاصمة لإسرائيل دون عاصمة لفلسطين، لكن ليست معارضة لدورها في الحل الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وبالتالي لحل التطبيع العربي ـ الإسرائيلي؛ وصدرت عن قمم عربية وإسلامية بيانات تدعم الموقف الفلسطيني.

قيل عن الفارق بين الكلام والفعل: «أوسعتهم شتماً وفازوا بالإبل». هل تفوز فلسطين بكلام التأييد، بينما تفوز إسرائيل وأميركا بـ «عيدية» ما بعد رمضان وبتطويع الرفض الفلسطيني مع خطوات التطبيع العربي ـ الإسرائيلي!

حتى لو كانت الجوزة فارغة من المضمون العربي، فإن فلسطين تبقى قشرة الجوزة الصلبة صعبة الكسر .. هذا إذا أحسنت السلطة والشعب خوض معركة حزيران السياسية الثالثة، كما صمدت بعد نكسة حزيران 1967 وحرب حزيران 1982. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطويع تطويع



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 18:38 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لابورت لاعب بلباو يُفسّر رفضه اللعب لكل من سيتي وبرشلونة

GMT 11:30 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

15 قاعدة في الأناقة تعلمك إياها أمل كلوني

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

البعثة السويسرية تعرض 10 قطع أثرية مهمة في وادي الملوك

GMT 16:22 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة تونس تقفل تدولات الاربعاء على ارتفاع

GMT 12:37 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

أفكار ديكور تساهم في تجديد الطاقة في مكتب العمل

GMT 06:14 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل عطور الخريف والشتاء

GMT 23:47 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

بابا الفاتيكان يُطلق تطبيقًا رقميًا للصلاة معه

GMT 21:21 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

عمر السومة يبيّن أن كريستيانو رونالدو هو الأفضل في العالم

GMT 18:30 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عازف القانون ماجد سرور يخطف أنظار الجمهور في دار الأوبرا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen