آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حلب.. انتصرت الهمجية

اليمن اليوم-

حلب انتصرت الهمجية

معتز بالله عبد الفتاح
بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

من يتابع ما يحدث فى حلب يصل إلى استنتاج أن العالم رجع إلى واحد من أسوأ عهوده البربرية من المنظور الإنسانى ومرحلة جديدة من الصراع فى سوريا. وكما جاء على موقع «بى بى سى»، نشرت صحيفة «صاندى تلغراف» مقالاً تحليلياً عن تبعات سيطرة القوات السورية الحكومية على مدينة حلب، وخروج فصائل المعارضة المسلحة منها، وتأثير ذلك على النزاع المسلح فى البلاد.

يقول الكاتب كون كوغلين إن النصر الذى حققته القوات السورية الحكومية فى حلب لا يُتوقع أن ينهى النزاع فى البلاد، لأن فصائل المعارضة المسلحة تعهدت بمواصلة القتال. ويذكر كوغلين أن حلب كانت منذ اندلاع النزاع ضد نظام الرئيس بشار الأسد محط أنظار المعارضة المسلحة، لأن المدينة بعدد سكانها البالغ أكثر من مليونين، تُعتبر مركزاً مالياً واقتصادياً فى سوريا.

ويضيف أن المدينة لم تكن فى البداية مسرحاً للاحتجاجات التى بدأت فى عام 2011، «لكن الانتفاضة وصلت إليها سريعاً بحكم قربها من تركيا، التى تدعم السنة فى سوريا فى سعيهم لإسقاط الدكتاتورية العلوية، المتحالفة مع إيران الشيعية». ولم تتمكن فصائل المعارضة المسلحة فى هجومها عام 2012 من السيطرة على كامل حلب، التى بقيت مقسمة بين قوات النظام المدعومة من روسيا وإيران غرباً والمعارضة المدعومة من دول غربية وعربية شرقاً.

ويقول الكاتب إن التدخل الروسى فى النزاع عام 2014 هو الذى رجح الكفة ميدانياً لصالح القوات الموالية للنظام السورى، وإن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تدخل فى سوريا بعد تراجع الولايات المتحدة وبريطانيا عن تعهدهما بقصف النظام السورى إذا واصل استعمال الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السورى.

«وسمح التعاون بين الغارات الجوية الروسية وقوات الحرس الثورى الإيرانى والميليشيات الشيعية مثل حزب الله لقوات النظام بشن حملة لاستعادة السيطرة على كامل حلب»، وتكون بذلك أحكمت سيطرتها على كبريات المدن فى البلاد، بحسب ما ورد فى المقال.

لكن الكاتب يستبعد أن تنهى معركة حلب النزاع فى سوريا، لأن الكثير من فصائل المعارضة المسلحة تعهدت بمواصلة القتال، حتى إن اضطرت إلى الانسحاب من المدينة، ويتوقع أن تنتهج هذه الفصائل حرب العصابات، التى يعرفها الجيش الروسى منذ حرب أفغانستان فى الثمانينات.

ويقول كوغلين إن النظام السورى لا بد أن يدرك أن الوحشية التى تعامل بها مع المدنيين العالقين وسط المعارك لا يمكن إلا أن تزيد فى حشد أتباع الجماعات المقاتلة مع المعارضة. ويتوقع الكاتب أيضاً من تركيا والسعودية ردة فعل على سقوط حلب بمواصلة دعم الجماعات المقاتلة ضد الأسد والإيرانيين.

إن ما حدث فى حلب نصر كبير للرئيس بشار الأسد وإدانة للغرب لأنه لم يقدم الدعم المناسب لهؤلاء الذين يقاتلون منذ 2011 من أجل إسقاطه.

كما نشرت صحيفة الأوبزرفر مقالاً تحليلياً عن المصالح التى حققتها إيران وروسيا من السيطرة على حلب، وبيان نقاط التقاطع والتنافر بينهما مستقبلاً فى سوريا. ويقول مارتن تشولوف فى مقاله إن وقف إطلاق النار يعد تتويجاً لتدخل موسكو فى حلب، ويعطيها أحقية المشاركة فى صياغة أى اتفاق للسلام، بعد 15 شهراً من القصف الجوى على مناطق المعارضة.

أما طهران فترى أن السماح للمدنيين والمسلحين بالخروج من حلب يُفقدها بعض القوة، خاصة أن نفوذ إيران أصبح يحجب دور روسيا.

ويضيف أن إيران رفضت خروج المدنيين المحاصرين فى حلب، رغم اتفاق تركيا وروسيا على ذلك، وطالبت فى المقابل برفع الحصار عن بلدتين تسكنهما أغلبية شيعية شمالى حلب هما الفوعة وكفريا.

ويقول إن «حلب مهمة فى استراتيجية إيران بالمنطقة، إذ تسعى طهران إلى إنشاء خط برى مفتوح للشيعة باتجاه البحر المتوسط، واقترحت إرسال السوريين السنة إلى محافظة إدلب وجلب الشيعة من الفوعة وكفريا إلى الزبدانى».

حلب ليست فقط مأساة إنسانية ولكنها خطوة فى اتجاه سيطرة إيران على مفاصل المنطقة.

المصدر : صحيفة الوطن

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلب انتصرت الهمجية حلب انتصرت الهمجية



GMT 23:40 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

شبعا والضفة بعد الجولان!

GMT 06:36 2018 السبت ,04 آب / أغسطس

سورية كما رآها الشعراء

GMT 00:20 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

مات أحمد سعيد لكن الهزيمة لم تمت

GMT 06:02 2018 الأربعاء ,28 آذار/ مارس

شروط لدولة علوية عاصمتها دمشق

GMT 06:19 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

إيران والحاجة إلى حرب…
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 16:15 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

شقيقة الفنان الراحل رشدي أباظة تتحدث عن حياته في "مساء الفن"

GMT 22:50 2016 الخميس ,11 آب / أغسطس

الألوان الزيتية والمائية

GMT 09:48 2016 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أفضل الملابس المتماشية مع رحلات الكريسماس

GMT 18:53 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

أحمد خليفة مديرًا فنيًا لمنتخب الجودو للمرة الثانية

GMT 17:20 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أسطورة "ليفربول" الإنجليزي جيمي كاراغر يُشيد بثنائي "تشيلسي"

GMT 22:40 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

فيلم the nun حديث مواقع التواصل الاجتماعي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen