آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

نتنياهو إذ يعرض على بوتين بضاعة لا يمتلكها

اليمن اليوم-

نتنياهو إذ يعرض على بوتين بضاعة لا يمتلكها

بقلم : عريب الرنتاوي

عرض رئيس الحكومة الإسرائيلية على مضيفه الرئيس الروسي «معادلة سورية» جديدة قوامها: «الأسد مقابل الخميني»، متعهداً بألا تهدد إسرائيل بقاء النظام السوري، نظير التزام روسيا بإخراج إيران وحلفائها من سوريا ... وفي السياق ذاته، لم تخف مصادر إسرائيلية متطابقة، استعداد إسرائيل للتعاون مع الأسد في المستقبل، بوصفه سلطةً شرعية في بلاده.

بنيامين نتنياهو ظهر في ثامن قمة له مع فلاديمير بوتين، كمن يبعث برسائل طمأنينة تشف عن استعداد إسرائيل الإقرار بالمصالح الروسية في سوريا، ومن ضمنها بقاء نظام الأسد... وهو أراد، من خلال سيد الكرملين، أن يبلغ الأسد، استعداده فتح صفحة جديدة مع دمشق، وطي ملف ثماني سنوات من التدخل الفج في الشؤون السورية الداخلية.

لكن مشكلة نتنياهو، تنبع من كونه يبالغ في تقدير ثمن «البضاعة» التي يعرضها على كل من دمشق وموسكو ... روسيا فرضت نفسها لاعباً رئيساً في سوريا، وكرست لنفسها منظومة مصالح ومواقع نفوذ، وهي ليست بحاجة لاعتراف إسرائيل بهذه الحقائق ... صحيح أنها تتفادى الاشتباك والمواجهة المباشرين مع تل أبيب، بيد أن الصحيح كذلك، أنها لا تنتظر ضوءً أخضر منها للبقاء في سوريا أو مغادرتها ... إسرائيل هي من تحتاج روسيا في سوريا، وليس العكس.

بقاء الأسد على رأس الحكم في سوريا أو عدمه، لم يعد أمراً تقرره إسرائيل، فبعد سنوات ثمان من الحرب في سوريا وعليها، بات النظام يسيطر على معظم مناطق سوريا، وسيّج دائرة حكمه بنفوذ وازن لحلفاء أقوياء، والزمن الذي كان فيه «قصر الشعب» تحت مرمى مدفعية الفصائل المسلحة، ولّى تماماً، وقوات النظام تقترب من خط فك الاشتباك والمنطقة العازلة، بالقوة المسلحة أو من خلال التسويات والمصالحات.

أية بضاعة تلك التي يروّج لها نتنياهو في موسكو؟ ... هل هو جاد فعلاً؟ ... وهل يقبل بوتين بمثل هذه المقايضة؟ ... من الُمخاطب والمُستهدف بعروض نتنياهو؟ ... هل هما الأسد وبوتين أم الرأي العام الإسرائيلي؟ ...

احتمالات «المقايضة» على الوجود الإيراني في سوريا، وربما على دور إيران الإقليمي، ليست عملية سهلة، فلروسيا مصالح كبرى مع إيران، ولروسياً قدرة – غير مطلقة – في سوريا، وهي وإن رغبت في إخراج إيران منها، إلا أن السؤال عن قدرتها على فعل ذلك، سيظل قائماً ... والأهم من كل ما ورد، فإن الثمن الذي يمكن أن تطلبه موسكو نظير انخراطها في مشروع «قصقصة» أجنحة إيران في الإقليم، ليس بهذا التواضع، والمؤكد أنه ليس بمقدور إسرائيل أن تقدمه، لأنها ببساطة لا تمتلكه.

إن قررت موسكو التخلي عن «ورقة الدور الإيراني في سوريا»، واستتباعاً في لبنان، فالأرجح أنها لن تقدمها لنتنياهو، بل لدونالد ترامب ... والمؤكد أنها ستطلب أثماناً أكبر من تلك التي يعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية (بقاء الأسد)، كأن ترفع واشنطن العقوبات المضروبة على روسيا، وتعترف نهائياً بـ»روسيّة» شبه جزيرة القرم، تأسيساً لشراكة بين البلدين في الكثير من الشؤون الدولية، بديلاً عن العداء والاستعداء اللذين يميزان علاقات العملاقين الثنائية.

وسيشكل لقاء الزعيمين الأمريكي والروسي في هلسنكي، في السادس عشر من الجاري، أول فرصة لاستطلاع فرصة إنجاز تسويات ومقايضات ... مع أن من المشكوك فيه، أن يتبدد ركام الشكوك والمخاوف وانعدام الثقة بين الجانبين، بمجرد انعقاد قمة واحدة فقط ... واية محاولة من نتنياهو للدخول على خط هلسنكي، ليست سوى تذكير بائس بالحسابات والمصالح الإسرائيلية.
وإذا كان من المحتمل جداً، أن يُظهر «القيصر» استعداداً عالياً لتفهم المخاوف والحسابات الإسرائيلية، بما يعني ضمان ابتعاد إيران وحلفائها لـ»مسافة أمان» عن خط الحدود بين شطري الجولان، المحتل والمحرر، فإن من المشكوك فيه، بل ومن غير المرجح أن يذهب بوتين إلى مجاراة نتنياهو في «هلوساته» من الخطر الوجودي الذي يشكله الحضور الإيراني في سوريا، على وجود إسرائيل وأمنها الوطني.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو إذ يعرض على بوتين بضاعة لا يمتلكها نتنياهو إذ يعرض على بوتين بضاعة لا يمتلكها



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:25 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 00:00 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 18:46 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:39 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 23:07 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 20:26 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الكلية التقنية للبنات تختتم برنامج "التثقيف التعليمي المهني"

GMT 15:07 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

مؤشر سوق دبي المالي يقفز بنسبة 2.57 %

GMT 14:57 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

تجنبي تلك الأخطاء في تصميم ستائرغرف نوم المنازل

GMT 17:47 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أبطال مسلسل "ومن الحب ما قتل" يقعون في أخطاء درامية واضحة

GMT 07:16 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أفضل العطور التي تلفت انتباه المرأة نحو الرجل
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon