آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

جنوب سوريا عناصـر «الصفقـــة» وفـرصهــا

اليمن اليوم-

جنوب سوريا عناصـر «الصفقـــة» وفـرصهــا

بقلم :عريب الرنتاوي

قد لا تكون مائدة المفاوضات حول مستقبل منطقة “خفض التصعيد” جنوب سوريا، التأمت ... لكن عمليات سبر النوايا وأغوارها، تجري عبر وسائل الإعلام بكثافة هذه الأيام ... وقد لا يكون الاتفاق النهائي حول هذه المنطقة  أبرم بين الأطراف ذات الصلة، لكن ثمة ما يشي بأن عروضاً شفوية وتفاهات عامة، قد تم تبادلها خلال الأيام والأسابيع القليلة الفائتة، وفي التفاصيل:

سراً وعلانية، عبّرت موسكو عن رغبتها في خروج القوات الإيرانية والميليشيات المقربة منها والمحسوبة عليها، من سوريا، بدءاً من جنوبها ...  روسيا قد توافق على انسحاب “ممرحل” و”متدرج”، لكن وجهة الموقف الروسي باتت واضحة في هذا الاتجاه، وهي تستجيب بدرجة أقل من الحماسة، للموقفين/الشرطين، الأمريكي والروسي حيال مستقبل الأزمة السورية ... تصريحات القادة الروس في هذا المجال، قطعت الشك باليقين، وفي القنوات الدبلوماسية، يجري تناول المسألة بلغة أوضح بالطبع.

طهران ودمشق، تتبعان تكتيكاً منسقاً على ما يبدو، يبدأ أولاً؛ بالتشديد على “شرعية” الوجود الإيراني في سوريا، بوصفه جاء استجابة لطلب حكومتها الشرعية ... ويمر ثانياً؛ بنفي وجود قواعد إيرانية خاصة في سوريا، واقتصار الأمر على خبراء ومستشارين يقدمون الدعم والإسناد “الأخويين” للجيش السوري ... وينعطف ثالثاً؛ على تأكيد خلو جبهة الجنوب من القوات الإيرانية أو الميليشيات الموالية لها ... وينتهي رابعاً؛ بالسعي للوصول إلى رزمة شاملة في جنوب سوريا، تشتمل من بين عناصر أخرى، على تفكيك قاعدة “التنف” العسكرية الأمريكية، مقابل ضمانات بعدم اقتراب إيران والمليشيات من خط الجبهة الجنوبية.

إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة، وتحت ستار كثيف من “التهديد” و”الوعيد”، وأحياناً الضربات الجوية والصاروخية، تبديان استعداداً جدياً للانخراط في تسوية كهذه، ولا شك أنهما تسعيان في رفع كلفة “الاتفاق المنتظر” على الجانب الإيراني بخاصة ... من قمة بوتين نتنياهو إلى لقاء شويغو – ليبرمان، يبدو أن البحث دخل في التفاصيل، ومن بينها العودة إلى اتفاق “فك الاشتباك” وإعادة قوات الفصل والطوارئ الدولية، واستعادة سنوات الهدوء على خط الحدود (1974-2011).

لا شيء نهائياً بعد، وكل طرف يسعى في تحصين مكتسباته وتحسينها، ورفع كلفة الاتفاق على الطرف الآخر ... سوريا تريد لكامل حدودها الجنوبية أن تعود لسيادتها، إيران تدعم هذا الموقف ولا تستطيع أن تعارضه، بل أنها وهي التي تواجه وضعاً إقليميا ودولياً صعباً، لم تتردد في دعم الجهود الروسية لإعادة السيادة السورية على خط الحدود ... في المقابل، تسعى واشنطن وتل أبيب، إلى توسيع “رقعة الأمان” الخالية من أي وجود أيراني أو “ميليشياوي” في الجنوب، وتريد لتفاهماتها مع الطرف الآخر أن تفضي إلى شق مسار إنهاء الوجود الإيراني في سوريا ككل، وإضعاف حزب الله على نحو خاص.

حزب الله، الذي حولته سنوات الأزمة السورية والربيع العربي، إلى لاعب إقليمي، يبدو أكثر ميلاً للانخراط في دهاليز السياسة اللبنانية المحلية، وهو سجل اهتماماً بقضايا التأليف والتكليف وبرنامج الحكومة وتشكيلتها، وقبلها الانتخابات ونتائجها، كما لم يفعل في أي وقت مضى منذ العام 1982، وهو مؤشر على ميل الحزب للانكفاء للشأن اللبناني المحلي، بعد أن ارتفعت كلف الدور الإقليمي المتضخم للحزب.

عناصر الصفقة التي يجري تداولها، يمكن إيجازها على النحو التالي: (1) عودة الجيش وأجهزة الدولة السورية، المدنية والأمنية والعسكرية إلى خط الحدود مع الأردن والجولان المحتل ... (2) ترتيبات لنقل النصرة وداعش إلى مناطق “لجوئهما” المعروفة: إدلب والبادية الشرقية، أو مواجهة خطر التصفية والاجتثاث ... (3) مصالحات محلية وتسويات لأوضاع فصائل المعارضة المسلحة وجيش العشائرـ، تلحظ تحول بعضها إلى وحدات شرطية محلية، تحت إشراف روسي، وفي ظل سيادة الدولة السورية ... (4) إبعاد أي وجود إيراني، رسمي أو ميليشياوي مسافة أمان كافية (25-50 كم) شمالاً ... (5) فتح معبر نصيب/ جابر الحدودي بين الأردن وسوريا، توطئة لاستئناف حركة الأفراد والبضائع والخدمات، وتمهيداً لعودة ما بين 250-300 ألف لاجئ سوري من أبناء تلك المنطقة إلى ديارهم، كما يأمل الأردن على نحو خاص... (6) تفكيك قاعدة “التنف” الأمريكية، وهي قضية ما زالت موضع شد وجذب بين موسكو ودمشق من جهة وتل أبيب وواشنطن من جهة ثانية.

التفاوض “عبر الإعلام” تناول مختلف هذه العناوين، وأوضح “المواقف التفاوضية الابتدائية” لمختلف الأطراف حيالها... والاجتماع الثلاثي الأردني – الروسي – الأمريكي على مستوى نواب وزراء الخارجية، قد يكون مناسبة لوضع المزيد من النقاط على الحروف ... وما لم يطرأ ما ليس في الحسبان، فإن من المنتظر إن تبصر “الصفقة” الخاصة بجنوب سوريا النور، وبديل الإخفاق في ذلك، ربما يكون المزيد من المواجهات الدامية، التي يبدو أن الأطراف تستعد لها كما لو أنها واقعة غداً، مع أنها لا ترغب في الانزلاق إلى أتونها أبداً.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنوب سوريا عناصـر «الصفقـــة» وفـرصهــا جنوب سوريا عناصـر «الصفقـــة» وفـرصهــا



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 13:37 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طيار يخطب فتاة على متن رحلة الخطوط الملكية الأردنية

GMT 05:15 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جنيفر لورانس مثيرة في فستان بتوقيع ألكسندر ماكوين

GMT 01:57 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الدكتور مجدي بدران يكشف سبب إصابة الأطفال بـ "الربو"

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 06:42 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

عرض أضخم خريطة قديمة بعد أكثر من 400 عام

GMT 05:00 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل جديدة عن دور غادة عبد الرازق في "الكارما"

GMT 21:51 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أبطال "مسرح مصر" في "آثار جانبية" الجمعة على "إم بي سي مصر"

GMT 23:04 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تحرير الشام تستعيد قرى من النظام في ريف حلب

GMT 05:46 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عشاق جوان ديدون يتوجونها على عرش الموضة رغم السن

GMT 04:07 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

"مرسيدس" تتحدى كل منافسيها بسيارتها الكابورليه

GMT 09:40 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فندق فارالدا كرين- أمستردام من أميز وأغرب فنادق أوروبا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen