آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

عن قمة سوتشي وتفكيك النصرة

اليمن اليوم-

عن قمة سوتشي وتفكيك النصرة

بقلم :عريب الرنتاوي

لا أحد يعرف ما الذي يعنيه «تفكيك» جبهة النصرة وعزلها، أو تمييزها عن المعارضة «المعتدلة»، تلك المهمة الغامضة إلى أوكلت إلى تركيا بموجب مسار أستانا، وسيجري بحثها مطولاً غداً في قمة سوتشي بين الرئيس التركي ونظيره الروسي، وربما كانت السبب وراء تأجيل هجوم سوري منسق مع حلفاء دمشق، لاسترداد محافظة إدلب.

هل المقصود أن تعلن النصرة «حل نفسها» وتسريح مقاتليها وتذويبهم في فصائل المعارضة المسلحة؟ ... مثل هذا السيناريو رفض من قبل «شرعيي» النصرة وقادتها على حد سواء، وهو بمثابة شهادة وفاة/انتحار، لأكبر وأقوى فصيل مسلح في إدلب ... هل المقصود تغيير اسمها والاندماج بهياكل المعارضة وأطرها وجبهاتها الموحدة؟ ... مثل هذا السيناريو جُرب غير مرة من قبل، من دون أن تفقد النصرة هويتها «الجهادية»، بل ومن دون أن تقطع حلبها السُري مع «القاعدة الأم»، ومن دون أن ترفع عنها سمة «الإرهاب» المرذولة ... هل المقصود إخراج العناصر الأجنبية من صفوف النصرة، وإبقائها تنظيماً سورياً، متطرفاً نوعاً، ولكنه يبقى سورياً، ويستحق أن يندرج في أية ترتيبات لحل مشكلة إدلب من ضمن الحل الأشمل للأزمة السورية؟ ... مثل هذا السيناريو، تجري ترجمته واقعياً، وبمعزل عن مسار أستانا أو «استعصاء إدلب»، فمعظم العناصر الجهادية الأجنبية، غادرت النصرة إلى «حراس الدين»، الأقرب لأيمن الظواهري، ويبدو أن الأمر يتم برضا أو عدم ممانعة «أبو محمد الجولاني» على أقل تقدير، ومن دون أن تكف النصرة، في نسختها السورية المحسنة، عن أن تكون تنظيماً جهادياً مصنفاً إرهابياً.

المخاوف من سيناريو «تفكيك النصرة» بأشكاله ومندرجاته السابقة، استثار التيار «الجهادي» العالمي، الذي بات يخشى من مغبة الإمعان في «التفكيك»، وفي ظني أن «تكفير أردوغان» في فتوى «أبو محمد المقدسي»، إنما تندرج في سياق «قطع الطريق» على محاولات تركيا، «تفكيك» جبهة النصرة، وتقطيع السبل بتيار داخل النصرة، يسعى للتكيف مع المساعي التركية، وتدبر مستقبل الحركة في إطار التسويات والحلول المنتظرة لأزمة إدلب وسوريا.

وفي المقابل، وبرغم الضغوط الهائلة التي تكثفت على روسيا والكرملين في الأيام والأسابيع القليلة الفائتة، فإن «تفكيك النصرة» من وجهة نظر موسكو، يعني عزلها سياسياً وعسكرياً وجغرافياً عن بقية فصائل المعارضة المسلحة، توطئة لاستهدافها بالحديد والنار ... خيار موسكو الأول، هو أن تنخرط المعارضة المسلحة في الحرب على النصرة، لتكتسب جدارتها في أن تصبح جزءاً من الحل السياسي في إدلب وسوريا، ولكن هذا الأمر لا يلقى صدى واسعاً لدى أنقرة.

من جهتها تحتفظ طهران ودمشق، بوجهات نظر مختلفة حيال الأمر ذاته .... هنا، لا فوارق تذكر بين النصرة وغيرها من الفصائل المسلحة ... هنا، قد تبدو الفصائل المسلحة أشد خطورة من النصرة، بالنظرة لأهليتها من وجهة نظر المجتمع الدولي للشراكة في الحل السياسي ... هنا، يبدو خيار الحسم العسكري هو الخيار المفضل، وإن كانت الدولتان الحليفتان، تدركان صعوبته الكبير وأكلافه العالية، بالنظر لحالة الاستنفار التي تهيمن على عواصم الغرب والإقليم على خلفية المشهد المتأزم في إدلب.

الصورة ستنجلي غداً، بعد قمة سوتشي، فموسكو لا تكف عن تحميل أنقرة مسؤولية الحسم بمصير النصرة ... روسيا لا تمانع في حسم عسكري متدرج، يقضم الأرض تدريجياً من تحت أقدام النصرة ... وروسيا لا تعارض أية ترتيبات بخصوص إدلب، تنخرط بموجبها أنقرة وحلفائها في حل سياسي، يعيد للدولة السورية حضوراً ولو رمزياً في المحافظة، أقله على المدى التكتيكي ... لكن هل تقبل دمشق وطهران بسيناريو كهذا، وما البدائل أمامهما في حال ظل الافتراق قائماً بين أولويات موسكو من جهة وأولويات كل من دمشق وطهران من جهة ثانية.

مشكلة إدلب تعقدت أكثر مع تزايد احتياج إيران لتركيا وهي تواجه نظاماً صارماً للعقوبات الأمريكية المفروضة عليها ... مشكلة إدلب ازدادت تأزماً بعد «الانقلاب» في الموقف الأمريكي من سوريا، من إبداء الاستعداد للانسحاب سريعاً منها وتسليم الملف لروسيا، إلى إبداء الاستعداد للبقاء طويلاً فيها، والعودة لطرح صيغ وشروط تعجيزية للحل النهائي، كما ورد في بيان

مجموعة السبع المصغرة من أصدقاء سوريا أمس الأول، وهي الشروط التي لا يمكن فهما إلا بوصفها سبباً إضافياً للتصعيد وتعبيراً جديداً عن مستوى التأزم في العلاقات الأمريكية – السورية.بيان مجموعة السبع، يعطي أنقرة هامشاً إضافياً للمناورة في مواجهة كل من طهران وموسكو، ويعزز موقفها التفاوضي في إدلب وحولها، وفي ظني أن محصلة كل هذه التطورات في مواقف الأطراف ومواقعها، ستتضح من خلال البيان الختامي لقمة سوتشي يوم غدٍ الاثنين

.المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن قمة سوتشي وتفكيك النصرة عن قمة سوتشي وتفكيك النصرة



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 14:59 2016 الجمعة ,19 آب / أغسطس

طرق التعامل مع الزوج المهمل

GMT 08:05 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

دراسة تعلن أن الشيخوخة تصيب العقل بعد سن الـ 25

GMT 20:58 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

نجم لبناني يتكفل بحل قضية فنانة عربية في بيروت

GMT 12:48 2019 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"اكسترا" تدخل موسوعة غينيس بعرض مبهر على برج خليفة

GMT 06:57 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

أبرز وأهم عناوين الصحف السعودية الصادرة الإثنين
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen