آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

نذر التصعيد تتلبّد في سماء سوريا (3-3) .. إيران وإسرائيل: من “حروب الوكالة” إلى “حرب الأصالة”

اليمن اليوم-

نذر التصعيد تتلبّد في سماء سوريا 33  إيران وإسرائيل من “حروب الوكالة” إلى “حرب الأصالة”

بقلم :عريب الرنتاوي

تعهّدت إسرائيل، بمستوييها الأمني والعسكري، بالعمل على منع إيران من الاحتفاظ بنفوذ وازن في سوريا، وهي منذ بداية الأزمة السورية، وضعت هذا الهدف، إلى جانب منع حزب الله من الحصول على سلاح “كاسر للتوازن”، في صدارة أهدافها وأولوياتها السورية.

وفي المقابل، تعهدت إيران، وبمستوياتها الثلاث: الأمني والسياسي و”الإيديولوجي”، والأخير هو الأهم ربما، بتدمير إسرائيل في أي حرب قادمة، وهي وأن أكدت في مرات عدة، بأنها لن تكون بادئة في هذه الحرب، إلا أنها بعد الضربة العسكرية الإسرائيلية على مطار “التيفور”، أكدت بما يدع مجالاً للشك أو التراجع، بأنها سترد الصاع صاعاً أو ربما صاعين لـ “الشيطان الأصغر”.

عملية “التيفور” حدث مفصلي في تاريخ الأزمة السورية، ما قبله ليس كما بعده ... هكذا تحدث السيد حسن نصر الله، كشخص مطلع على ما يدور في أرفع أروقة صنع القرار الإيراني، وليس كمراقب أو زعيم لحزب لبناني بعيد عن طهران ... وجنرالات الحرس الثوري، لم يتركوا مناسبة تمر، من دون أن يؤكدوا أن ردهم على مقتل الإيرانيين في “التيفور” آت لا ريب فيه.

حتى أن السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد، كتب في آخر مقالة له، أن المواجهة بين إيران وإسرائيل، آتية، وأن الجدل يدور حول توقيتها وكيفيتها ومدياتها، وليس حول ما إذا كانت ستحصل أم لا ... وفي السجال الدائر حول أول “حرب أصالة” بين البلدين، بدأ المراقبون يقترحون توقيتات محتملة للضربة الإيرانية المقبلة، بعد أن تأكد لإيران، أن خبراءها وضباطها لم يقتلوا في “التيفور” عن طريق الخطأ، وأنهم كانوا مستهدفين بشكل خاص، وأن إسرائيل كانت تعتقد ان الجنرال قاسم سليماني، ربما يكون من بينهم.

في مسألة توقيت الضربة الإيرانية، نستبعد كثيراً أن تفعلها إيران قبل الانتخابات اللبنانية المقررة في السادس من أيار المقبل، وهي الانتخابات التي يوليها حليف إيران القوي في لبنان والمنطقة: حزب الله، أهمية خاص، لـ”تحصين سلاحه وتجديد شرعيته” ... ونرجح أن تنتظر طهران، إلى ما بعد الثاني عشر من الشهر ذاته، وهي نهاية المهلة التي سيقرر دونالد ترامب بعدها، ما إذا كان سيحافظ على الاتفاق النووي مع إيران أم سينسحب منه.

وفي مسألة شكل الضربة وحجمها ومداها، فإنه يصعب التكهن بما يدور في خلد القيادات الأمنية والعسكرية الإيرانية، فهي قد ترد من سوريا، في أول مواجهة جوية مع إسرائيل، إن باستهداف طائراتها بشكل كثيف، حتى وهي تطير في سماء لبنان، أو بإرسال طائرات مسيرة، من دون طيار، وربما تختار تنفيذ عملية في العمق الإسرائيلي من خلال أي من الفصائل الحليفة لها، وربما تلجأ إلى قصف بصواريخ أرض – أرض، عند أول اعتداء إسرائيلي على سوريا، وهي اعتداءات دورية ومتكررة على أية حال، ولن يطول انتظارنا قبل أن نرى المزيد منها وقد جرت مقارفته ضد أهداف سورية أو على الأرض السورية.

قد تلجأ إسرائيل إلى توسيع دائرة استهدافاتها، وتدخل المنطقة برمتها، في دوامة الأفعال وردود الأفعال العسكرية، وقد تجد الأطراف، غير الراغبة في الانزلاق إلى قعر الهاوية، صعوبة في البقاء على حافتها، أو الابتعاد عن هذه الحافة، خطوة أو خطوتين للوراء... إيران، كما تقول التقارير، تكثف حضورها العسكري في سوريا، وإسرائيل، كما يقول إعلامها، في أعلى درجات الاستنفار والجاهزية لمواجهة السيناريو الأسوأ، وقد يجد البلدان، صعوبة فائقة في تفادي مواجهة أسوأ الخيارات.

وأسوأ السيناريوهات هنا، هو ألا تظل الحرب بين الجانبين، محصورة بالجغرافيا والأجواء السورية واللبنانية، إذ ربما تقوم إسرائيل بضرب أهداف في العمق الإيراني، رداً على عملية إيرانية مؤلمة، ما يسقط الحرج عن إيران، التي هدد قادتها العسكريون بإمطار كل شبر من أراضيها بالصواريخ الإيرانية ... هو سيناريو شديد الغرابة لحرب بين دولتين تفصلهما ألوف الكيلومترات، بيد أنه سيناريو ليس مستبعداً تماماً، وقد تجد المنطقة نفسها، تتجه صوبه، بتسارع مذهل، وبدفع وتشجيع من إدارة متطرفة في واشنطن، وقيادات إقليمية، تستعجل الحرب على إيران، وتتطلع لإزالتها عن خريطة الإقليم.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نذر التصعيد تتلبّد في سماء سوريا 33  إيران وإسرائيل من “حروب الوكالة” إلى “حرب الأصالة” نذر التصعيد تتلبّد في سماء سوريا 33  إيران وإسرائيل من “حروب الوكالة” إلى “حرب الأصالة”



GMT 09:49 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تأملات في المشهدين اللبناني والعراقي

GMT 16:22 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

«بيان سوتشي» يجبُّ ما قبله... وما بعده

GMT 11:59 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

عشر ساعات هزت سوريا والإقليم

GMT 13:14 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أبعد من «شرق الفرات»

GMT 09:01 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الأكراد كما العرب... لا يتعلمون
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 02:30 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 18:46 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

إختتام بطولة النخبة المفتوحة للبولينج في صنعاء

GMT 20:02 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الحكم على المغنية الشعبية بوسي غيابيا بالسجن 3 سنوات
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen