آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

«عندما يتساوى حضورك مع غيابك.. ارحل فوراً»

اليمن اليوم-

«عندما يتساوى حضورك مع غيابك ارحل فوراً»

بقلم-عماد الدين أديب

كيف يمكن أن تبقى فى موقع، منصب، علاقة عمل، علاقة إنسانية، ووجودك فيها لا معنى له؟ كيف يمكن أن تستمر فى أى شىء دون أن تشكل أى قيمة مضافة أو أن تؤدى الحد الأدنى المطلوب منك؟ كيف تفعل أى شىء وهو لا يضيف لك أى سعادة أو متعة، بل يضيف لك كل يوم تعاسة واكتئاباً؟

يقول الشاعر المبدع محمود درويش فى إحدى قصائده المليئة بالحكمة والرؤية العميقة:

«إذا تساوى غيابك مع حضورك فليس أمامك سوى أن ترحل فوراً».

ارحل فوراً إذا كنت لا تضيف شيئاً.

ارحل فوراً فليس المهم أن تبقى ولكن أن يكون لبقائك معنى وإضافة.

ارحل فوراً لأن قيمة الحياة ليست فى «التواجد» ولكن فى «الوجود».

ارحل فوراً لأن وجودك بلا معنى سوف يجعل عطاءك الوحيد هو السلبية لأنك غير مقتنع وغير راضٍ عما تفعل.

بقاؤك فى موقع أو علاقة أو منصب لا تستحقه هو احتلال لمكان ومكانة شخص آخر يستحقه أكثر منك.

بعض الناس يتحججون بحجة أنه «ليس لى خيار أفضل أو خيار آخر».

من العار أن تعانى دون أن تتألم.

ومن العار أن تتألم دون أن تصرخ.

ومن العار أن تصرخ دون أن تكون موضوعياً.

ومن العار أن تكون موضوعياً دون أن تحدد مسئوليتك عما يحدث وتلقى بالمسئولية كاملة على غيرك.

من العار أن تشعر أنك غير قادر على العطاء الإنسانى أو المهنى وتستمر فى احتلال مكان غيرك الذى قد يكون أفضل منك وأكثر جدارة فى أن يعمل ويخلق ويبدع ويسعد من حوله.

حينما يشعر من حولك بأن وجودك مثل غيابك فلا معنى للاستمرار.

وحينما يشعر من حولك أن وجودك أسوأ من غيابك فلا معنى لاستمرارك فى مكانك.

وحينما يشعر من حولك أن غيابك أفضل من وجودك فهذا حرام.

أحياناً تشعر بأن الحياة صعبة، وأن مجرد التنفس مشروع مستحيل، وأن الدنيا ضاقت بك، تذكّر أن أرض الله واسعة، وأن الفرص أكثر من اللافرص، وأن الخيارات أكثر مما تتخيل.

ولنا فى سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام الأسوة والقدوة حينما أوذى فى مكة وضاقت به السبل هو وأنصاره، أذن له سبحانه وتعالى بالهجرة إلى المدينة (يثرب)، واستمر فى هجرته 26 يوماً مطارداً ملاحقاً من الكفار.

أسهل شىء أن يقوم الإنسان بعمل «غسيل مخ ذاتى» ويسوّق لنفسه فكرة أنه الضحية الكاملة للظروف أو للمحيطين به.

التفكير الإيجابى هو الطريق للخروج من حالة الاستسلام لحالة الضحية الكاملة، وصدق من قال: «عليك أن تحب ما تفعل حتى يتساوى حضورك مع غيابك».

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عندما يتساوى حضورك مع غيابك ارحل فوراً» «عندما يتساوى حضورك مع غيابك ارحل فوراً»



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 10:48 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن سيارتها "H1 2018" بتحديثات جديدة

GMT 16:44 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادي أتلتيكو مدريد يكشف حجم إصابة توماس ليمار

GMT 01:14 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مقتل شخص وإصابة العشرات في زلزال على ساحل الإكوادور

GMT 03:52 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

توزيع الوسائد على الأرض للحصول على ديكور جذاب

GMT 02:44 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختاري إطلالتك على طريقة مدونة الأزياء دلال الدوب

GMT 02:44 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 19:18 2016 الثلاثاء ,12 تموز / يوليو

فوائد صحية لبذور دوار الشمس

GMT 03:54 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مغارة "جعيتا" لمغامرة جديدة ومميّزة في لبنان
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen