آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

فى العالم العربى الحلول مؤجلة!

اليمن اليوم-

فى العالم العربى الحلول مؤجلة

بقلم/ عماد الدين أديب

بعض أصحاب الرأى فى عالمنا العربى يأخذون -وبحسن نية- على ما يصدر من الأفعال الظاهرية ويتخيلون متفائلين أن المصالحات العربية - العربية، والعربية الإقليمية سوف تنتهى إلى غير رجعة فى القريب العاجل.

ويلجأ هؤلاء إلى قاعدة أساسية فى العلوم السياسية، وبالذات فى تخصص علم التفاوض «أن كل الصراعات مهما احتدمت حتى لو وصلت إلى حد الحروب المدمرة، تنتهى فى النهاية إلى أن يجلس أطرافها إلى مائدة مفاوضات سياسية».

هذه القاعدة، من الناحية النظرية والعلمية، صحيحة مائة فى المائة ولا تقبل الجدل بعدما أثبتها عالم ما بعد الحربين العالميتين، ولكن يبقى السؤال الكبير وهو: «متى» يصبح الجلوس إلى مائدة تفاوض مقبولاً وممكناً؟

هذا هو ما نطرحه اليوم أمام الذين تفاءلوا بالسلام والمصافحة التى تمت بين وزير خارجية السعودية السفير عادل الجبير ووزير خارجية إيران جواد ظريف على هامش اجتماعات الدول الإسلامية حول الأوضاع فى القدس.

وتفاءل البعض الآخر بدعوة الرياض للزعيم الشيعى مقتدى الصدر الذى يمثل تيار الشيعة العرب لزيارة المملكة.

وتفاءل البعض الثالث بإعلان السعودية عن استعدادها لقبول أى حاج قطرى مقبلاً من الدوحة على أى شركة طيران، حتى لو كانت الشركة القطرية.

وتفاءل البعض بالاتفاق الذى تم بين حزب الله الشيعى وجبهة النصرة السلفية، التى تعتبر الممثل التنظيمى لتنظيم القاعدة فى الشام.

الأزمة أن هناك فارقاً بين الشكل والمضمون لهذه الصراعات، وأن هناك فارقاً جوهرياً بين الظاهر والباطن، وبين الأصول التاريخية المتجذرة فى المنطقة، وبين محاولات التلطيف الدبلوماسى لتخفيف سخونة الصراعات حتى لا تصل إلى نقطة اللاعودة.

الحقيقة أن الخلاف السعودى - الإيرانى قديم منذ انشقاق العالم الإسلامى إلى فرق ومذاهب، وحديث منذ الحرب الإيرانية العراقية التى وقفت فيها الرياض مع نظام صدام حسين، ومعاصر منذ أن ظهر ذلك على جبهات سوريا والعراق وأخيراً فى اليمن.

والحقيقة أيضاً أن أزمة قطر مع شركائها فى مجلس التعاون ومصر أعقد من فتح مؤقت لخط طيران من أجل مناسك الحج، وأصعب من أن تحله أى وساطة إقليمية أو دولية.

ومن المؤكد أن تبادل الجثث والأسرى بين حزب الله اللبنانى وجبهة النصرة فى سوريا لا يعنى بداية شهر عسل، ولكنه اتفاق مؤقت لرعاية مصالح إنسانية قبيل عيد الأضحى.

المتفائلون فى العالم العربى عليهم أن يأخذوا «عطلة عقلية» حتى إشعار آخر، لأن جذور الصراعات وتاريخها والقائمين عليها الآن لا يؤشرون بأى حلول إيجابية قريبة.

ذات يوم، كما تقول القاعدة السياسية، سوف تنتهى أطراف الصراع إلى الجلوس إلى مائدة مفاوضات، ولكن ليس قريباً، وليس الآن!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى العالم العربى الحلول مؤجلة فى العالم العربى الحلول مؤجلة



GMT 06:00 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

تاريخنا كذب فى كذب!

GMT 06:28 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

أرجوكم لا تتحدثوا عن «تطابق»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 04:29 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

8 أشياء عن "جسر العمالقة" جعلته الأكثر شعبية في بريطانيا

GMT 02:30 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 19:29 2016 الأحد ,04 أيلول / سبتمبر

فوائد الشطة لتخفيف نزلات البرد

GMT 13:15 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حامل اللقب واريورز يخسر مباراة القمة أمام رابتورز

GMT 20:47 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيورنتينا يكتسح روما بسباعية في كأس إيطاليا

GMT 16:53 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

هل تواصل إسبانيا عزف "السيموفونية الناقصة" أمام ألبانيا

GMT 00:22 2016 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة متميّزة من سجاد الصلاة ستشعركِ بالراحة النفسيّة

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 05:30 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار ومواصفات سيارة BMW Z4 2019 الجديدة كليّا

GMT 05:18 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

محنة سيريلانكا!

GMT 05:06 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

أهم وأبرز اهتمامات الصحف الليبية الصادرة الإثنين
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen