آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

عودة أطفال الدواعش

اليمن اليوم-

عودة أطفال الدواعش

بقلم - أمينة خيري

فى العام الماضى تابعت عن كثب تفاصيل عودة الدواعش المراهقين والشباب البريطانيين إلى بلادهم بعد انتهاء مهامهم «الجهادية» فى سوريا والعراق، أو بعد استيقاظهم ذات صباح على وقع حياة لم تكن فى الحسبان. ورصدت وقتها مشاعر مختلطة ومتباينة، حيث عودة الابن «المجاهد» إلى بلده شوكة فى حلق الجميع. فلو كان قد قتل فى أرض المعركة لتنفس الجميع الصعداء، على الرغم من دموع الأهل على الابن الذى راح. لكن عودته سليمًا معافى البدن تعنى أن صفحة من صفحات الجحيم انفتحت على مصراعيها للجميع. فالأهل فى حيص بيص لا يملكون من أمرهم شيئًا. فإما هم يميلون إلى كفة التطرف والتشدد لكنهم ملتزمون بالسكوت إذعانًا لقوانين البلاد (وهؤلاء كثر)، وإما هم أنفسهم فوجئوا بجنوح الابن أو الابنة بعيدًا عن أعينهم. أما الدول فتجد نفسها فى موقف صعب لا تحسد عليه. فالقوانين هناك صارمة، والقواعد حاكمة. تجد الدولة نفسها عادة بين نارين: نار بذل الجهد  من أجل الدمج وإعادة التأهيل، ونار التشكك والمراقبة خوفًا من انتقال الفيروس إلى آخرين. وكل من الطريقين مزعج وطويل ومكلف، لا سيما أن جانبًا من الفكر الحقوقى الظاهر يفرض على الدولة هناك اعتبار المواطن «الجهادى» كيوت وجميلا لحين إشعار آخر وثبوت ضلوعه فى ذبح هنا أو تفجير هناك أو اغتصاب وتفخيخ سبايا هنا وهناك.

ومن هناك إلى هنا، حيث عودة أطفال الدواعش المصريين تباعًا إلى مصر قادمين من ليبيا. 12 طفلا وطفلة مصريين فقدوا آباءهم الدواعش المصريين فى المعارك الطاحنة فى ليبيا. اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت أنه تمت إعادة 12 طفلا غير مصحوبين بذويهم من مدينة مصراتة إلى القاهرة. وبحسب القوانين والأعراف الدولية، فإنه حفاظًا على خصوصية الصغار وعائلاتهم، فإن مزيدًا من التفاصيل لن يكون متاحًا. لكن المتاح هو أنه تم العثور على أولئك الأطفال من أعمار مختلفة أثناء المعارك الضارية فى عدد من المدن الليبية. أولئك الأطفال خضعوا- بحسب الصليب الأحمر- لعمليات إعادة تأهيل لعدد من الأشهر فى ليبيا قبل التوصل إلى اتفاق إعادتهم إلى مصر. والأسئلة التى تطرح نفسها حاليًا ودون أدنى مواربة أو محاولة لتزيين الكلمات هى: البيئات المجتمعية والدينية الموجودة فى أماكن عديدة فى مصر، بما فى ذلك فى داخل المدن وليست القرى والأماكن النائية فقط، حاضنة ومحبة ومشجعة للتشدد والتطرف، فهل يهرب أولئك الصغار من نيران داعش على خط النار ليجدوا أنفسهم فى نيران مرحلة ما قبل داعش؟ وإذا كنا كمصريين ممن لم يقعوا صرعى فتونة التديين الإرهابى والترهيبى والمستورد عبر الحدود نعانى الأمرين من مقاومة عاتية وممانعة رهيبة فى ملف تجديد الخطاب الدينى للخروج به من غياهب العصور الوسطى، فهل يتوقع أن يجد أولئك الصغار خطابًا مختلفًا عن ذلك الذى تربوا عليه فى كنف آبائهم وأمهاتهم من الدواعش؟ سيكون أولئك الصغار أعادوا الكرة، فبعد ما قفزوا من المقلاة إلى النار، يعاودون للقفز فى المقلاة مجددًا.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة أطفال الدواعش عودة أطفال الدواعش



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 02:42 2017 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

أشرف بنشرقي يتطلع للحصول على دوري أبطال أفريقيا

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال 21 شخصًا في أعمال شغب بسبب نزاع في ماليزيا

GMT 17:58 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طريقة تحضير منقوشة الزعتر بالخضار

GMT 19:04 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفضل تصفيفات وتسريحات الشعر الكيرلي

GMT 10:39 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"من فيسبوك" تغضب مستخدمي "واتسآب" وتدفعهم إلى حذف التطبيق

GMT 06:35 2016 الأربعاء ,27 تموز / يوليو

Glamorous New York Fashion

GMT 06:22 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مميزة لديكور تلفزيون مودرن في غرفة المعيشة

GMT 20:24 2016 الإثنين ,08 آب / أغسطس

فوائد عشبة القلب
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen