يودع اليمنيون أكثر الأعوام شؤمًا مر عليهم 2017، بسبب القتل والمجاعة وانتشار الأوبئة في البلاد، عام مر كان يتفاءل اليمنيون بالخير وانتهاء الحرب في البلاد لكنه كان الأسوء على الإطلاق، حيث أسفر عن 10 آلاف قتيل خلال المعارك الدائرة في البلاد، بالإضافة إلى وفاة أكثر من ألفين حالة جراء تفشي وباء الكوليرا وإصابة أكثر من مليون شخص.
هذا وتتصدر اليمن الأسوأ عالميًا في الأوضاع الأمنية والمعيشية والاقتصادية والتعليمية، إذ تعاني أسوأ مستوى معيشي، حيث سيطر الفقر والمجاعة على المساحة الواسعة من البلاد، وأصبح 22مليون يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 3 ملايين شخص من منازلهم، فيما يعيش 9 ملايين تحت خط المجاعة.
وفي السياق ذاته، تعد اليمن أسوأ بيئة للأطفال بسبب الفقر المدقع الذي تعيشه البلاد التي اضطرت الكثير من الأسر إلى الدفع بابنائها إلى جبهات القتال والحرب والحصار الذي لا زال قائمًا.
انتهاء الحرب
مبادرات تلو الأخرى بين الأطراف اليمنية للسلام وانتهاء الحرب، حلمًا يراود اليمنيون وينتظرون قدومه لكن رفض الحوثيين للقرارات الدولية عرقلت عملية السلام، وكانت مبادرة المبعوث الأممي لدى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، هي الأمل الأخير لفك الحصار وتوقف القتال بين الطرفين، وتنص على تسليم ميناء الحديدة غرب اليمن إلى طرف محايد وتسليم مرتبات الموظفين إضافة إلى توقف إطلاق النار، لكنها ظلت في أذهان من وضعوها.
القادم أسوأ
بعد أن فشلت كل عمليات السلام في البلاد بين قوات الحوثيين والحكومة الشرعية ظل الخيار الوحيد هو الحسم العسكري أمام رفض الحوثيين كل الخيارات، بعد أن تفردوا بالسيطرة الكاملة على العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات اليمنية عقب قتلهم الرئيس السابق صالح مطلع شهر ديسمبر .
وكثفت قوات الحكومة الشرعية، مسنودة بقوات ومقاتلات التحالف العربي من هجماتهما العسكرية، على مواقع الحوثيين في مناطق متفرقة في البلاد، حيث تنقل قوات الجيش المعارك من منطقة إلى أخرى في عملية تشتيت ذهني وعسكري لمليشيات الحوثي، في عملية قد تكون جادة لاستعادة بسط سيطرة الحكومة الشرعية، على كافة التراب اليمني.
وسيطرت قوات الجيش على العديد من المناطق اليمنية التي كانت ترضخ تحت سيطرة الحوثيين، حيث استكملت تحرير محافظة شبوة شرقي البلاد بالإضافة إلى السيطرة على ثلاث مديريات من محافظة البيضاء الإستراتيجية وسط اليمن والتي تحد ثماني محافظات، كما سيطرت على مديرية حيس والخوخة في محافظة الحديدة غرب البلاد، ومركز مديرية الخب والشعف في محافظة الجوف والخط الرابط بين الدولي الرابط بين مديرية البقع بمحافظة صعدة والجوف شمال شرقي اليمن، ولا تزال المعارك والاشتباكات على أشدها في مختلف جبهات القتال في وقت يستميت الحوثيون في الحفاظ على المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
2018 على اليمنيين
حذرت منظمتا اليونيسيف والصحة العالمية من تحول الأزمة الإنسانية في اليمن إلى "كارثة عميقة"، وذلك في ظل حاجة 75% من اليمنيين إلى مساعدات عاجلة، بينهم أكثر من 11 مليون طفل لن يصمدوا من دون هذه المساعدات.
وقالت المنظمتان إن الأسر اليمنية أصبحت غير قادرة على تحمل يوم آخر من الحرب، مضيفتا أن القيود التي تفرضها قوات التحالف العربي على دخول الوقود أدت إلى تفاقم أزمة المياه وعطلت العمل في المستشفيات، وهو ما يهدد بانتشار مزيد من الأوبئة، ولا سيما الكوليرا.
من جهته، عبر وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، للصحافيين في البنتاغون، عن عدم ارتياحه بشأن سقوط ضحايا مدنيين في الحرب في اليمن، وتحدث منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك، عن انتهاكات ترتكب من جميع الأطراف.
وأمام الأرقام والإحصائيات المخيفة عن ارتفاع نسبة الفقر والمجاعة، عبر وزير الدفاع الأميركي، عن عدم الرضا لسقوط ضحايا مدنيين في حرب اليمن، وأضاف أنه لولا المشاركة الأميركية في الجهود الحربية لكان هناك مزيدًا من الضحايا.
وزيرة التنمية الدولية البريطانية، بيني موردنت، من جانبها توقعت أن يشهد عام 2018 أسوأ مأساة إنسانية للمدنيين من اللاجئين والمتضررين من الحروب، وقالت في بيان لها إن بلادها تنظر إلى أزمتي مسلمي الروهينغا والحرب في اليمن على أنهما أكبر كارثتين إنسانيتين متواصلتين خلال العام المقبل، موضحة أن الدبلوماسية البريطانية نجحت بمساعدة المجتمع الدولي في التأكد من فتح ميناء الحديدة بعد أشهر من إغلاقه، وذكرت بقرار حكومة بلادها زيادة الدعم الذي تقدمه لصندوق الإغاثة العاجلة التابع للأمم المتحدة بواقع 21 مليون جنيه إسترليني إضافية "28.35 مليون دولار أميركي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر