أضحى سكان اليمن بين انتهاكات مليشيات الحوثيين والتفجيرات الانتحارية لتنظيم "القاعدة" و"داعش" وبين الغارات الخاطئة لمقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين، لا تتورع مليشيات الحوثيين في استخدم جميع الوسائل المحرمة دوليًا ضد خصومها ومعارضيها من قتل، تعذيب ، اختطاف، وإخفاء قسري ، وتدمير منازل في الكثير من المحافظات الخاضعة لسلطاتهم، والتي كان أخرها الانتهاكات المستمرة بحق قيادات ومنتسبي حزب المؤتمر جناح الرئيس الراحل علي عبد الله صالح الذي لقي حتفه حديثًا في معارك ضدهم في العاصمة صنعاء شمال اليمن.
وقال وزير حقوق الإنسان الدكتور محمد عسكر أن مليشيا الحوثي قتلت أكثر من 1000 من أسرة صالح وقيادات ومنتسبي حزب المؤتمر الشعبي العام خلال العشرة الأيام الماضية، كما شنت موجة من الاختطافات وتفجير المنازل بعد فشل انتفاضة صنعاء.
قصف الأحياء السكنية
وتشن مليشيات الحوثيين قصفًا عنيفًا على الأحياء والقرى والمناطق المأهولة بالسكان في الكثير من المناطق التي تدور فيها المعارك مع قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، تالمئات من المدنيين الذين سقطوا خلال قصف الحوثيين للأحياء السكنية والقرى في مدينة تعز جنوب اليمن، ولاتزال المليشيات تواصل قصفها للأحياء السكنية.
واستهدفت المليشيات القرى السكنية في محافظة حجة شمال غرب اليمن عقب انتفاضة صنعاء التي قادها الرئيس الراحل صالح، زعيم حزب المؤتمر الشعبي العام والتي انتفضت في الكثير من المحافظات اليمنية، واستمرت قبائل محافطة حجة في انتفاضتها لكن المليشيات شنت قصفًا عنيفًا على منازل المواطنين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى إضافة إلى تدمير الكثير من المنازل.
زراعة الالغام
الألغام هي الموت المفاجئ في اليمن الذي راح فيه مئات المدنيين بين قتيل وجريح أغلبهم من النساء والأطفال ولازالت إلى الآن في وقت تعجز المنظمات الدولية والإنسانية من الحد من زراعة الألغام، وتزرع القوات المتحاربة في البلاد الآف الألغام للحد من تقدم القوات المعادية في مناطق النزاع المسلح، لكن كل القوات في جبهات القتال تملك خبراء وأجهزة للكشف عن أماكن تواجد الألغام لنزعها بينما يصبح الضحية هم المدنيين.
ويحصد التحالف العربي العشرات، إن لم تخطئ مقاتلات التحالف العربي يومًا في استهداف المدنيين أن ذلك يكون أسبوعيًا على الاقل، المئات من المدنيين لقوا حتفهم في غارات جوية ومن أشهرها استهداف قاعة الكبوس جنوب العاصمة صنعاء والتي راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى إلى جانب استهداف سوق الليل في محافظة صعدة أقصى شمال اليمن والذي راح ضحيته 30 قتيل وعشرات الجرحى.
ويرى رشاد قاسم أنه لا يجدر بالعالم الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان في وقت تشهد اليمن أكبر المآسي الإنسانية في العالم.
مضيفًا أن العشرات من المدنيين يلقوا حتفهم يوميًا خلال المعارك الدائرة في البلاد في وقت لا تقدم المنظمات الدولية والأممية سوى الإدانات للذين يمارسون الانتهاكات بحق المدنيين سواءً التحالف العربي أو الحوثيين أو القوات الحكومية.
القاعدة تهدد الامن المدني
تشيد عقائد عناصر تنظيم "القاعدة" بالتفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة من دون التميز بين الأماكن المستهدفة أو الأشخاص من دون التوضيح لأسباب الاستهداف، وتستمر عناصر تنظيم "القاعدة وداعش" في تهديد الأمن العام والمدنيين في المحافظات الجنوبية أبين، شبوة، عدن، لحج، حضرموت، والتي تنفذ فيها الكثير من الاغتيالات والعمليات الانتحارية تستهدف القادة العسكريين والسياسيين ورجال الأمن والسياسين.
ويرى الصحافي ضيف الله أحمد أن الوضع الأمني في البلاد في غاية الاضطراب بسبب غياب الأمن في الكثير من المحافظات والتي يجعلها أخطر البلدان للعيش فيها، مضيفًا أن الكثير من المدنيين يفضلون الهجرة من البلاد بسبب الانتهاكات والممارسات التي تطالهم إلى جانب المعارك المشتعلة في 80في المائة من الأراضي اليمنية.
فرض الحصار
ولازال التحالف العربي يفرض حصارًا خانقًا على المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين بغرض الحد من تهريب السلاح إليهم من إيران وحزب الله اللبناني لكن تأثيره الكبير على السكان ، وبسبب الحصار وانعدام المرتبات لموظفي الدولة تسببت في مجاعة كبيرة مات على أثرها الكثير من المدنيين، ووفق منظمة الأمم المتحدة فإن 9 ملايين يمني باتوا على وشك المجاعة بينهم مليونا طفل باتوا على حافة الموت.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر