آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

استحدث الإنقلابيون 30 مدفنًا في ذمار ودفنوا 1300 مقاتل في عمران

الجماعة الحوثية تسطو على أراضي المواطنين وتحوّلها إلى مقابر لقتلاها

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- الجماعة الحوثية تسطو على أراضي المواطنين وتحوّلها إلى مقابر لقتلاها

الميليشيات الحوثية
عدن ـ عبدالغني يحيى

وكشفت مصادر خاصة في كل من: العاصمة صنعاء، وإب، وذمار، وعمران، والمحويت وصعدة عن استحداث الميليشيات الحوثية مؤخرًا عشرات المقابر الجديدة في تلك المحافظات، نظرًا لازدياد عدد قتلاها الذين لقوا حتفهم على أيدي قوات الجيش الوطني.

وأوضحت المصادر أن الميليشيات استحدثت مؤخرًا مقبرتين بمنطقتي حزيز وقاع القيضي جنوب العاصمة صنعاء، في حين استحدثت في الوقت نفسه 3 مقابر أخرى على طول خط المطار شمال العاصمة صنعاء. وأشارت المصادر إلى أن الأراضي التي حوّلتها الميليشيات إلى مقابر لجثث قتلاها، البعض منها مملوك لمواطنين يمنيين بينهم مغتربون في الخارج، فيما يتبع البعض الآخر الأوقاف، وجميعها أراض استولت عليها الميليشيات بقوة السلاح خلال العامين الماضيين.

وتقدر مساحة كل مقبرة جديدة بنحو كيلومتر مربع، في حين أكدت إحصائية حديثة صادرة عن وزارة الأوقاف في حكومة الشرعية أن الميليشيات تسيطر في الوقت الحالي على أكثر من 75 في المائة من أراضي الوقف بمناطق سيطرتها.

وشكا سكان محليون في بعض المناطق الخاضعة للجماعة من استمرار نهب مشرفي الميليشيات الانقلابية أراضيهم وذويهم بقوة السلاح، وتحويل البعض منها إلى مقابر لصرعاها. وقالوا في لقاءات مع "الشرق الأوسط"، إنه "كان حريًا بهذه الجماعة أن تخصص على الأقل جزءًا من أراضي الأوقاف التي سطت عليها ونهبتها منذ انقلابها، مقابر لقتلاها بدلًا من بيعها والمتاجرة بها، ثم اللجوء لأراضي المواطنين للسطو عليها". وتابع أحد السكان قائلًا: "للأسف لا توجد أي مشاريع لهذه الميليشيات سوى مشاريع القتل والدمار والموت واستحداث المقابر الجديدة".

وعبر المواطن "م.ع، س" من صنعاء، عن حزنه العميق تجاه ما تقوم به "الميليشيات التي ملأت القبور بجثث الشباب والأطفال اليمنيين، بعدما غررت بهم وضللتهم فكريا وطائفيًا، وزجت بهم على جبهات القتال، ثم عادوا جثثًا هامدة ليُدفنوا في المقابر التي جهزتها لهم". وأضاف: "كنت أتمنى وكثير من اليمنيين أن تكون مشاريع الجماعة الحوثية للحياة وليست للموت، لكن للأسف ما حدث هو العكس، ويعد نتاجاَ لثقافة وأفكار وبرامج الميليشيات الضيقة والدخيلة علينا نحن اليمنيين". وتابع بقوله: "المعضلة تكمن فقط في العقلية الحوثية المريضة، التي تسترخص حياة اليمنيين، وتعدّ كل قتيل من قتلاها في الجنة وما دونهم في النار".

وعلى المنوال ذاته، كشف ناشطون ومهتمون في صنعاء عن تلقيهم معلومات خاصة تؤكد أن محافظات صعدة وذمار وعمران وصنعاء وأمانة العاصمة وإب على التوالي، من أكثر المحافظات اليمنية التي أنشأت فيها الجماعة مئات المقابر. وقال الناشطون والمهتمون بهذا الشأن، إن محافظة ذمار وحدها تحتضن أكثر من 30 مقبرة جديدة أنشأها الحوثيون على مدى سنوات الانقلاب.

واستحدثت الجماعة الانقلابية بذمار، مطلع الشهر الحالي، مقابر جديدة في أماكن متفرقة من المحافظة، عقب ازدياد عدد قتلاها في الجبهات الذين لقوا حتفهم في مواجهات مع قوات الجيش الوطني.

مسؤول سابق في أوقاف ذمار، ذكر هو الآخر لـ"الشرق الأوسط" أن الميليشيات استحدثت مقبرتين جديدتين بعد امتلاء مقبرتين سابقتين بعدد من قتلاها، ليتم فتح مقبرتين جديدتين بموقعين مختلفين بالمحافظة واستغلالهما على عجل دون اكتمال تسويرهما، نظرًا لإغلاق ثلاجات الموتى بذمار بعد امتلائها بالجثث. وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه خوفًا من انتقام الميليشيات: "الأعداد المتاحة من جثث القتلى الحوثيين هي التي تم حصرها ودفنها، بينما هناك أعداد كبيرة لم تتمكن الميليشيات من إحضارها للمقابر لأسباب عدة؛ أبرزها الاكتفاء بقبرهم في مواقعهم لضيق المدافن، وآخرون يصعب الوصول إليهم، بينما يترك البعض الآخر في الجبال والأودية".

وأشار إلى أن "الحوثيين فرّغوا مؤخرًا 40 مقاتلًا من عناصرهم لمهمة حفر القبور وتجهيزها، والعمل على حصر القبور بعضها بجوار بعض لتتسع لأكبر عدد من القتلى، مع منع الحضور من مشاهدة وجوه القتلى والاكتفاء بدفنهم بشكل عاجل وإعلان الأسماء".

وفي محافظة إب، المجاورة (جنوب ذمار) كشفت مصادر محلية بالمحافظة عن استحداث الميليشيات قبل شهر 3 مقابر جديدة؛ الأولى وسط منطقة السبل "وتقع بأطراف مدينة إب"، والثانية بمديرية الظهار التي تمتلك أعلى كثافة سكانية بالمحافظة وبها مساحات وأراض واسعة، فيما استحدثت المقبرة الثالثة بمنطقة قحزة الواقعة بالجهة الغربية لمدينة إب.

إلى ذلك، كشفت مصادر محلية يمنية مطلع العام الماضي عن استحداث الميليشيات خلال 3 أعوام من الانقلاب أكثر من 16 مقبرة في العاصمة صنعاء وحدها، توزعت على أكثر من 10 مديريات. وبحسب إحصائية محلية، فإن منطقة الجراف بمديرية الثورة شمال العاصمة صنعاء، (معقل الحوثيين)، تعدّ من أكثر المناطق التي استحدثت فيها مقابر جديدة، حيث وصلت إلى 4 مقابر ذات مساحات كبيرة تقدر بما بين ألفين و3 آلاف متر مربع، ودفن فيها الآلاف من قتلى الحوثيين.

وقبل عام استحدث الحوثيون مقبرة بمنطقة "بيت بوس" بمديرية حدة جنوب العاصمة، وتبعد عن الخط الرئيسي كيلومترات قليلة ومساحتها تقدر بـ"1200" متر تقريبًا، بالإضافة إلى افتتاح مقبرة سموها "الخلود" في حي السنينة بمديرية معين.

وأكد "مركز العاصمة الإعلامي" في إحصائية له أن الميليشيات حولت مساحات واسعة من الأراضي التابعة لبعض المرافق الحكومية بالعاصمة إلى مقابر جماعية لقتلاها، حيث دشنت قبل عامين "مقبرتين" خلف مبنى وزارة الخارجية بشارع "الستين"، وأخرى داخل حديقة نادي ضباط الشرطة. ورصد المركز استيلاء الحوثيين بقوة السلاح على أرضية تابعة لمواطن بحي السنينة، قبل أن يحولوها إلى مقبرة. كما أكد المركز أن سكانا محليين بمناطق "السبعين والجراف وبيت بوس" بالعاصمة صنعاء شكوا من امتلاء المقابر الموجودة بمناطقهم، الأمر الذي أدى، بحسبهم، إلى ارتفاع أسعار القبور نتيجة ازدياد عدد الوفيات وجثث قتلى الميليشيات الآتية من مختلف الجبهات الذين سقطوا خلال المعارك مع القوات الحكومية.

وحولت جماعة الحوثي كثيرًا من الأراضي الزراعية إلى مقابر، كما حدث مؤخرًا بمحافظتي عمران، وصعدة، التي توجد بها مقبرة تتجاوز مساحتها أكثر من كيلومترين في دلالات تشير إلى العدد الكبير لقتلاها.

وكانت مصادر محلية في عمران ذكرت أن الميليشيات أنشأت في وسط المدينة مقابر جديدة، دفنت فيها حتى الآن أكثر من 1300 قتيل من عناصرها منذ انقلاب الحوثيين وإعلان حربهم على الدولة. وفي المقابل، تعدّ محافظة صعدة المعقل الرئيسي للميليشيات، حيث توجد فيها أكبر مقبرة في الشرق الأوسط، وفق ما ذكرته مصادر محلية سابقة. في حين يُطلق كثير من اليمنيين على مدينة صعدة اسم "مدينة القبور".

ومنذ الانقلاب على السلطة، شهدت صعدة افتتاح عشرات المقابر خصوصًا في مديريات رازح وساقين وكتاف وغيرها، ويأتي ذلك في ظل الخسائر البشرية المتلاحقة التي تتكبدها الميليشيات خلال حروبها على مدى السنوات الماضية.

وتبرع الجماعة الحوثية في إنشاء المقابر وتزيينها بأشكال هندسية، وتقوم بتزيينها بالزهور والأعشاب، كما تخصص لها ميزانية سنوية تحت إشراف مؤسستها المختصة في شؤون القتلى.

قد يهمك ايضاً

تركيا تُصدر مذكرة دبلوماسية ضد أيسلندا بسبب معاملة منتخبها

"موديز" تُخفض التصنيف الائتماني السيادي لتركيا إلى درجة خطيرة

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجماعة الحوثية تسطو على أراضي المواطنين وتحوّلها إلى مقابر لقتلاها الجماعة الحوثية تسطو على أراضي المواطنين وتحوّلها إلى مقابر لقتلاها



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

تفاصيل وطرق تطور صناعة القش في البلدان العربية

GMT 18:21 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 00:18 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

عبد المجيد الرافعي يعتبر ذاكرة مدينة طرابلس

GMT 01:29 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

هاني جهشان يبيّن أن القتل الجماعي للأسرة ظاهرة خطيرة

GMT 11:31 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

غريفيث يزور مسقط غدًا السبت لإنعاش المفاوضات

GMT 12:50 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

تعرف على مزايا "يوتيوب ميوزيك" الجديدة

GMT 05:11 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

البورصة التونسية تغلق على تراجع في تعاملاتها

GMT 22:45 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

بايرن ميونخ يفقد روبرت ليفاندوفسكي في لقاء ليفركوزن
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen