آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تعرَّضت صورة "التمرّد والردع" المُصدَّرة للمجتمع لشرخ خطير

علي خامنئي أمام "خيارات صعبة" عقب اغتيال قاسم سليماني في بغداد

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- علي خامنئي أمام "خيارات صعبة" عقب اغتيال قاسم سليماني في بغداد

المرشد الإيراني علي خامنئي
طهران - اليمن اليوم

خسر النظام الإيراني ثاني أهم رجل في البلاد وذلك بمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وتعرضت صورة "التمرد والردع" التي حرص على تصدريها للمجتمع الدولي لشرخ دائم وخطير، وضع قادة البلد، على رأسهم المرشد علي خامنئي، في مأزق بشأن خيارات الرد المناسب.
وقُتل قاسم سليماني في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار، فجر الجمعة، استهدفت سيارة كانت تقله بالقرب من مطار بغداد الدولي، بعيد وصوله إلى العاصمة العراقية، ولسليماني ثقل كبير في العراق، فهو المخطط والآمر والناهي في كثير من الأمور السياسية والعسكرية والأمنية، خاصة في ظل علاقاته المتشعبة وهيمنته على الكثير من الميليشيات، التي يحركها هنا وهناك لتخوض حربا بالإنابة ضد الولايات المتحدة وغيرها ممن يعارضون النظام الإيراني.

وتحدث الخبير في الشأن الإيراني هاني سليمان، عن أهمية سليماني في العراق، قائلا: "يتمتع سليماني بمكانة رمزية، وله ثقله في قلب النخبة والعناصر الثورية، بالإضافة إلى موقعه الأمني والاستراتيجي على الأرض كأحد أهم أدوات إيران في تعميق نفوذها الإقليمي، بما يمتلكه من علاقات ونفوذ في العراق ولبنان وسوريا".
وأضاف : "نفوذ سليماني تجاوز كل الخطوط؛ فهو يعين ويقيل ويرفض ويقبل مسارات سياسية، وله تأثير كبير على جملة الأحداث والتوازنات في الإقليم، من خلال تحالفاته مع ميليشيات موالية لإيران، وقيادته لفيلق القدس، وهندسة ورسم جملة المصالح الإيرانية".

نقطة فاصلة في الصراع
ومع أهمية سليماني، تبرز أهمية الرد الذي قد تلجأ إليه إيران على التصعيد الصادم للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي جاء بدوره ردا على الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في بغداد، بأوامر إيرانية.
وهنا يكمن المأزق، فخيارات طهران تنحصر في شقين، إما التصعيد، على الأقل لحفظ ماء الوجه أمام المجتمع الدولي، مما يضعها في مأزق أكبر نظرا لأنها الكفة الأضعف أمام واشنطن، أو الالتزام بخفض التصعيد والسعي للتهدئة.
واعتبر سليمان أن مقتل سليماني هو "حدث فاصل" في العلاقات الأميركية الإيرانية وطبيعتها، مضيفا أن "مرحلة ما بعد سليماني في العلاقات بين البلدين، لن تكون كالمرحلة التي سبقتها".
وأضاف: "رغم تعقيداتها (علاقات البلدين) وجملة الخلافات التي تعتريها، فإن هناك ضوابط وخطوط حمراء لما يمكن أن يتجاوزه كل طرف، غير أن مقتل سليماني يعد تحولا كبيرا في الاستراتيجية الأميركية، وإعلان عن حالة تحد وكسر لتلك الخطوط، في مواجهة سلوك إيران، وهو بمثابة إعلان عن بداية مرحلة جديدة".

اختبار صعب
ومع تعقد الوضع، رأى الخبير في الشأن الإيراني، أن النظام في طهران "يواجه اختبارا صعبا، فهو بين حالة ارتباك ورغبة انتقامية كبيرة، كونه يريد أن يوجه رسالة مفادها أن إيران قادرة على الرد وأنها ما زالت تسيطر على الأوضاع".
وأضاف: "كما يريد النظام أن يكون الرد مقنعا داخليا في مواجهة الشعب الساخط أصلا، وخارجيا للحفاظ على صورة إيران القوية المتمردة القادرة على الردع والرد".
تلك الاحتمالات والخيارات المرة أمام إيران، "تجعل خامنئي في مأزق شديد وتضعه بين المطرقة والسندان، خاصة أن تبعات مقتل سليماني سيمتد أثرها بعيدا، في ظل مشهد خطير ومعقد تخسر فيه إيران في الداخل العراقي وفي لبنان"، بحسب سليمان.
واعتبر الخبير أن مقتل سليماني "سيشكل حافزا قويا للمتظاهرين وحلفاء واشنطن، لممارسة مزيد من الضغط على طهران".
ورأى مدير المركز الأحوازي للإعلام و الدراسات الاستراتيجية، حسن راضي، أن النظام الإيراني سيتجه إلى التصعيد، قائلا: "النظام الإيراني لا يسعى إلى التهدئة، على الأقل من أجل الحفاظ على ماء الوجه، ولأن الشخصية التي تم استهدافها هي ثاني أهم شخصية بإيران، والأقوى في العراق على الصعيد الأمني والعسكري والسياسي، إذ لا يمكن لأية شخصية أن تخالفه، بمن فيهم رئيس الوزراء".
وفي حال قرر النظام في طهران الرد على الضربة الأميركية الموجعة، فإن استخدام الميليشيات سيكون أول تلك الخيارات، بحسب راضي.
وأضاف: "إيران تخشى المواجهة المباشرة مع أميركا، وبالتالي إذا دخل النظام حربا مع الولايات المتحدة فسيسقط بالتأكيد، فهو في وضع صعب على الصعيد الاقتصادي، وهناك تفكك بالنظام نفسه، كما أنه لا يمتلك الميزانية الكافية لمثل هذه المواجهة"، وأشار راضي ، إلى أن "تحريك ميليشيات العراق"، سيكون خيار طهران الأول، قائلا: "إيران تمتلك عشرات المليشيات في العراق، ولدى أميركا تواجد كبير هناك، سواء دبلوماسيا أو عسكريا، لذا قد تستهدف الميليشيات تلك المواقع".
ونوه راضي أيضا إلى أن "هذا لا يعني عدم لجوء إيران إلى ميليشيات حزب الله أو الميليشيات اليمنية، للرد بصورة غير مباشرة"، أما السيناريو الثاني، الذي يرتكز على "المواجهة المباشرة" مع الولايات المتحدة عن طريق الحرس الثوري الإيراني، فاستبعد راضي حدوثه، معتبرا أنه سيكون بمثابة "انتحار" لنظام طهران.

"صدمة داخلية"
أما عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، موسى أفشار، فركز على التبعات التي خلفتها الضربة الأميركية على الداخل الإيراني.
وقال لموقع "سكاي نيوز عربية": "تلقى نظام الملالي ضربة صادمة، وقبل أن يفكر بكيفية الرد على أميركا، فهو يفكر بلم شمله وكيف يمكن له أن يمنع تساقط قواته، في ظل الإحباط الشديد لمعنويات قوات الحرس والباسيج، التي يعتمد عليها خامنئي لمواجهة المد الشعبي والانتفاضة الداخلية للشعب الايراني".
واعتبر أفشار أن الخيار الذي سيلجأ له النظام الإيراني، بالتصعيد من عدمه، "يتوقف على موقف المجتمع الدولي تجاه هذا النظام والجرائم التي يرتكبها منذ 3 عقود بالمنطقة"، وتابع: "إذا شعر النظام في الوقت الحاضر أن هناك نوع من التهاون فقد يفكر بالتصعيد، لكن إذا شعر أن الصرامة التي استخدمتها الولايات المتحدة، لها امتدادات إقليمية ودولية، فسيُجبر على أن يفكر مليا قبل أي تصعيد، خاصة إذا كان التصعيد يهدد الأمن الإقليمي".
وبعد مقتل سليماني، تتجه الأنظار كلها إلى خلفه، العميد إسماعيل قاآني، وأولى خطواته بعد توليه هذا المنصب، إلا أن راضي اعتبر أنه "لن يتمتع بنفوذ سليماني وسطوته في العراق"، وأضاف: "قاآني لن يكون بديلا لسليماني لأنه لا يمتلك السطوة والنفوذ بالعراق كما كان لسليماني، كما أنه شخصية غير بارزة بالرغم من أنه شخصية متشددة وشارك بالحرب العراقية الإيرانية، لكنه لا يمتلك الأدوات والسطوة بالمنطقة".
وأشار راضي في الوقت نفسه، إلى أن "الساحة الأولى لقاآني ستكون بالعراق، بسبب الولاء الكبير من الميليشيات العراقية للنظام الإيراني".
أما سليمان، فاعتبر أن تعيين قاآني "سيشكل ضغطا إضافيا، خاصة في ظل الترقب الإقليمي والضغط المفروض عليه لتقديم أوراق اعتماده، ومحاولة إعادة الهيبة لفيلق القدس، وحالة المقارنة التلقائية التي ستفرض نفسها بينه وبين سليماني".
وبغض النظر عن طبيعة الردود التي قد يقبل عليها النظام الإيراني، فإن جميعها مرة، إذ "ستكون دفعا باتجاه الزوال"، بحسب أفشار الذي قال: "إذا صعّد نظام الملالي بالحروب النيابية، فإنه يدفع تلك الميليشيات إلى الحرق، كما فعل بدفعها في العراق لاقتحام السفارة الأميركية"، أما خيار التصعيد المباشر، فهو "مستبعد"، واعتبر أفشار أنه "سيصب في خانة انتفاضة الشعب الإيراني في الداخل".

قد يهمك أيضًا:

 مجلس الشيوخ الأميركي يتبنى تشريعًا بفرض عقوبات ضد روسيا وإيران وسوريا

ترامب يؤكد أن شبكة تنظيم داعش المتطرف تم تفكيكها بالكامل

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علي خامنئي أمام خيارات صعبة عقب اغتيال قاسم سليماني في بغداد علي خامنئي أمام خيارات صعبة عقب اغتيال قاسم سليماني في بغداد



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen