رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو و الرئيس الأميركي دونالد ترامب

فشل الاستقبال الودّي الذي حظي به رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في صرف أنظار الإعلام العبري عن ملف الفساد الجديد الذي يطاوله، وعن الاتفاق الذي أبرمته النيابة العامة مع مستشاره الإعلامي السابق نير حيفتس ليكون “شاهد ملك”، ويرى مراقبون أن موافقة المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت على الاتفاق بين النيابة وحيفتس، وقبله وكيل وزارة الاتصال سابقاً شلومو فيلبر، ليكونا “شاهدي ملك”، ما كانت لتُمنح لو لم يكن في إفاداتهما ما يدين رئيس الوزراء في شكل صريح، وحيال هذه التطورات وانشغال الساحة الحزبية في احتمال تبكير الانتخابات العامة نتيجة خلافات حكومية، غابت زيارة نتانياهو إلى واشنطن عن العناوين الرئيسة لوسائل الإعلام العبرية، فيما لم يتوقع المتابعون أن تحمل أي جديد

وقال صحافيون مرافقون لرئيس الوزراء أن محاولاته بث انطباع أن “الأمور عادية” لم تفلح. ورأى مراسل الإذاعة العامة أن “الزيارة لم تأتِ لسبب سياسي طارئ أو ملحّ، إنما على هامش ظهور نتانياهو أمام منظمة اللوبي اليهودي “أيباك” ليحظى بتصفيق حار من “أقوى لوبي داعم لإسرائيل”، وليرى الإسرائيليون هذه الصورة لزعيم محبوب في أوساط يهود الولايات المتحدة، يتحدث اللغة الإنكليزية بطلاقة ويدافع عن مصالح إسرائيل، هذه الصورة هي ذخر سياسي له سيستخدمه في حملته الانتخابية المقبلة، لن نسمع من نتانياهو في خطابه أمام أيباك رسائل سياسية جديدة أو خطة لاختراق الجمود السياسي مع الفلسطينيين، بل سيكرّر التحذير من خطر اتساع النفوذ الإيراني في سورية ولبنان ووجوب إلغاء الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران، لكن بالأساس يريد القول للإسرائيليين: ها أنا هنا، أنا رئيس الحكومة الذي يحقق لدولته نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وأنا فقط قادر على تحقيق مثل هذا الإنجاز”.

وكتبت صحيفة “هآرتس” أنّ تصريح ترامب، ثم تهكم ضيفه بأن الحديث عن الصراع الفلسطيني لم يستغرق أكثر من ربع ساعة، يؤشران إلى تراجع الأول عن حماسته بإمكان تحقيق اختراق سياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وعملياً فإن تصريحيهما يُفقدان “صفقة القرن” من وزنها، وانشغل محللو الشؤون الحزبية بالأزمة داخل الحكومة، والتي تهدد بسقوطها، مع إعلان وزير المال موشيه كحلون أنه سيترك منصبه في حال عدم إقرار مشروع الموازنة العامة للعام المقبل حتى نهاية الشهر الجاري، فيما أعلن حزب المتدينين المتزمتين “يهدوت هتوراه” أنه لن يصوّت على الموازنة قبل إقرار قانون إعفاء الشبان المتدينين من الخدمة العسكرية الإلزامية.

ورأى المحللون أن في وسع نتانياهو حل الأزمة “خلال دقائق” إذا رغب حقاً في الإبقاء على ائتلافه الحكومي كما يقول. وأشار محلل الشؤون الحزبية في الإذاعة العبرية إلى أن نتانياهو قد لا يتسرع في الذهاب إلى انتخابات مبكرة إذا رأى تحركات داخل حزبه “ليكود” ضد زعامته على خلفية تورطه في ملف فساد آخر. وأضاف أنه على رغم مؤشرات استطلاعات الرأي إلى أن “ليكود” سيحصد أكبر عدد من المقاعد في انتخابات جديدة، لكنها تُظهر أيضاً أن احتمالات تشكيل حكومة برئاسة زعيم حزب “يش عتيد” الوسطي اليميني يئير لبيد، واردة أيضاً، خصوصاً في حال قرر كحلون الانضمام إليها.