رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي

اتهم منسق الاتحاد الأوروبي لخروج بريطانيا، غاي فيرهوفشتات، أحد أقرب حلفاء رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، وهو المستشار السابق نيك تيموثي، بنشر نظريات المؤامرة المتطرفة التي ترعاها روسيا، بعد أن شارك تيموثي في تأليف مقال في الصفحة الأولى في صحيفة "التليغراف" البريطانية، يهاجم فيه المليادرير اليهودي جورج سوروس، بشن مؤامرة سرية لإحباط "البريكست". 

وقال منسق الاتحاد، إن المقال سيسعد رئيس وزراء المجر الاستبدادي فيكتور أوربان، الذي دأب جنبًا إلى جنب مع حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على ادعاء مطالبات سوروس بالتدخل في دول أوروبية ذات سياد، لافتًا إلى أن ماي ما تزال تصغي إلى تيموثي، ويوجه أفكارها السياسية، حيث تورط سوروس في مجموعة من حملات مناهضة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ثم كرر الادعاء بأن رجل الأعمال يتدخل في ديمقراطيات العديد من الدول الأوروبية. 

وأضاف فيرهوفشتات: "من المحزن رؤية نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة التي يديرها الكرملين بتدخل جورج سوروس في الشؤون الداخلية للبلدان الأوروبية، كما أن فيكتور أوربان وأصدقائه الليبراليون، الذين هم مهووسون بشيطنة حقوق الإنسان ودعاة حرية التعبير، سيكون فخورًا بذلك، وعلى مدى عقود، كانت المملكة المتحدة منارة ومدافعة عن المبادئ الديمقراطية الليبرالية داخل أوروبا وخارجها، وآمل أن يستمر ذلك". 

وتؤكد مؤسسة المجتمع المفتوح التابعة لسوروس، أن الحكومة المجرية برئاسة أوربان استخدمت عبارات مجازية ضد السامية تعود للثلاثينات في هجماتها، في حين وصفها سوروس نفسه بأنها أكاذيب صريحة، حيث استخدام عدوًا خارجيًا لصرف انتباه المواطنين عن مشاكل البلاد، ولكن في الوقت ذاته، فإن تيموثي يكرر الإدعاءات بأن سوروس له صلة بسقوط الأنظمة المدعومة من روسيا في جورجيا وأوكرانيا، وأنه وراء حملة "الصليبية الليبرالية المتطرفة" في المجر. 

وأثار إدعاء وقوف سورس وراء مؤامرة سرية لمنع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، غضب ستفين بولارد، محرر بصحيفة "كرونيكل اليهودية"، وقال "مقال التليغراف مزعج لأنه يستخدم فكرة المؤامرة السرية، فسوروس منفتح جدًا بشأن ما يفعله، ولكن فكرة قيادته مؤامرة سرية هو بالضبط نفس الخط الذي اتبعته المجر وأماكن أخرى على وجه التحديد لأنه يهودي"، وردًا على ذلك، قال تيموثي على وسائل التواصل الاجتماعي: "طوال حياتي المهنية قمت بحملة ضد معاداة السامية، وساعدت في تأمين مزيد من التمويل لأمن المعابد والمدارس اليهودية، وحاربت لدعم إسرائيل، ولكن التلمحيات الموجهة ضدي تعد سخيفة لأنها هجومية". 

ونشر التلفيزيون المجري حملة إعلانية ضد سوروس، حيث شعارات تقول "اليهودي النتن" و"لا تسمحوا لسوروس بالضحك في النهاية"، ورفض المتحدث باسم ماي التعليق على المقال الذي كتبه المستشار السابق، ولكنه قال "إنه هناك العديد من المجموعات السياسية والحزبية في هذا البلد، وهذا صحيح تمامًا كما تتوقعون في الديمقراطية"، فيما أوضح المتحدث باسم صحيفة "التليغراف": "أن الصحيفة لديها تاريخ تفتخر به في مكافحة معاداة السامية وأي إشارة إلى أن قصتنا بشأن جورج سوروس كانت بأي شكل من الأشكال معاداة للسامية هي هجومية ولا أساس لها من الصحة".