رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يستعد للترشح لفترة ولاية خامسة، العديد من التحديات السياسية في الفترة السابقة، من اتهامات بالرشوة والتزوير وخيانة الثقة، انتقد وسائل الإعلام والمعارضة السياسية والأقلية العربية في إسرائيل بلغة حادة ومثيرة للانقسام لتحفيز قاعدته الوطنية.

وقبل انتخابات 9 أبريل/نيسان ، قام نتنياهو الذي تراجع في الاستطلاعات بعد الإعلان عن إدانته بشأن الفساد، بانتقاد نائب عربي بارز وهو أحمد الطيبي حيث وصفه بأنه تهديد للأمن القومي لتعزيز خطابه الانقسامي، ففي فعاليات الحملة الانتخابية وفي وسائل التواصل أعاد نتنياهو إحياء شعار سياسي يقول "إما بيبي (نتنياهو) أو الطيبي" في إشارة إلى أحمد الطيبي، العضو العربي في الكنيست.

وباستخدام لقبه الخاص، كان نتنياهو يكرر شعار الحملة: "إما بيبي أو الطيبي"، حيث يبرز الشعار اللاذع الذي أطلقه حلفاؤه المتشددون جهود نتنياهو في وصف منافسيه على أنهم "يساريون" ضعيفون يتآمرون مع عرب إسرائيليين ووسائط إعلام معادية للإطاحة به.

أقرأ أيضأ :إزدياد فرص بقاء بنيامين نتنياهو في منصبه لفترة رابعة رئيساً لوزراء "إسرائيل"

كما أنه يسلط الضوء على الطيبي - وهو محارب سياسي بارع ، محنك في وسائل الإعلام ويتحدث العبرية بطلاقة، ويشتهر  بانتقاده الشديد لسياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه المواطنين العرب في البلاد وإلى الفلسطينيين الذين يعيشون تحت السيطرة الإسرائيلية في المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

على الرغم من الأوضاع المتوترة، قال الطيبي إنه قلق بشأن ما يعتبره محاولة نتنياهو لتشويه صورة الأقلية العربية في إسرائيل.

وقال: "إن نتنياهو ينزع الشرعية عن الأحزاب العربية والمشرعين العرب والجمهور العربي بشكل عام" "إنه يحاول من خلال شعاره انقسام الآراء والاختيار ما بينه هو القائد اليهودي الوطني المفترض، أو أنا الذي أمثل العرب الذي يمكن أن يسيطرون على البلاد ويقررون من سيكون رئيس الوزراء وهو يصور ذلك للشعب على انه كابوساً".

ويشكل العرب نحو 20% من سكان إسرائيل البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة. إنهم يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة ولكنهم واجهوا عقبات من التمييز والعنصرية.

وزادت حكومة نتنياهو التي انتهت ولايتها من التوترات من خلال تمرير قانون مثير للجدل يعرّف إسرائيل على أنها الدولة القومية للشعب اليهودي. وأوصت لجنة برلمانية مؤخرا بمنع حزب عربي من خوض الانتخابات، في حين أن نتنياهو قام بكشف دعم المتطرفين المعادين للعرب على أمل تحسين فرص إعادة انتخابه.

وكان جزء من خطاب نتنياهو المعتاد في هذه الأيام يزعم أن منافسه الرئيسي ، القائد العسكري السابق بيني غانتز ، لن يتمكن من بناء ائتلاف حاكم دون دعم الأحزاب العربية ولم تجلس الأحزاب العربية أبداً في حكومة ائتلاف إسرائيلية، ويقولون إنهم ليسوا مهتمين بالقيام بذلك الآن.

وقد سارع غانتز إلى رفض هذه الرابطة ، متنافيا مع سجله العسكري الصارم المتمثل في قصف متشدّدي غزة، وقال إنه لن يعتمد على الكتلة العربية في البرلمان من أجل تحقيق الاستقرار في حكومة مستقبلية.

ومع ذلك، فإن هذا الأسلوب جزء من أسلوب نتنياهو المعتاد، ففي الماضي خوفاً من احتمال وقوع خسارة في يوم الانتخابات في عام 2015، حشد نتنياهو مؤيديه من خلال إطلاق مقطع فيديو حذر فيه من أن الناخبين العرب كانوا يتجهون "بأعداد كبيرة" إلى صناديق الاقتراع، وبدا أن هذه الخطوة، التي اعتذر عنها لاحقا، ساعدت في تحويل مجرى الأمور وتأمين فترة أخرى له.

ويقول يوهان بلسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلية، إنه إذا ما فاز نتنياهو مرة أخرى، فإنه يتوقع أن يتخلى عن خطابه المعتاد،وأضاف إن نتنياهو يميل إلى التحدث عن الأقلية العربية لمحاولة سد الفجوات الواسعة بين العرب واليهود، لكن خلال الحملات الانتخابية، يحاول نتنياهو حشد الداعمين له.

ويقول خطاب أبو راس، المدير المشارك لمبادرات صندوق إبراهيم، وهي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى تعزيز المساواة في إسرائيل، إن مثل هذا الخطاب سيشجع المزيد من الناخبين العرب على الابتعاد عن الانتخابات.

وأضاف أن "الكثير من الناس يقولون الآن اننا لا نستطيع الاستمرار في التظاهر بأن إسرائيل دولة لجميع مواطنيها." "وسيقولون إننا يجب أن نبرز ذلك من خلال مقاطعة الانتخابات".

في نفس الوقت، العديد من اليهود الإسرائيليين، خاصة بين القاعدة اليمينية لنتنياهو، تعتبر الأقلية العربية غير مؤيدة للتعاطف مع الفلسطينيين وغيرهم من الخصوم العرب.

وقد يهمك أيضأ :"أيباك" ترفض اتفاق نتنياهو مع "القوة اليهودية " لخوض الانتخابات

استطلاع يؤكّد أنّ الاتهامات بالرشوة تهدّد نتنياهو بخسارة الانتخابات