مليشيات الحوثيون

رست سفينة في ميناء الحديدة، الأحد، تحمل 5500 طن من الطحين، وهي أول سفينة ترسو في الميناء خلال أكثر من أسبوعين منذ إعلان التحالف العربي إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية لليمن.

وأعلن التحالف العربي، إغلاق المنافذ الجوية والبرية والبحرية لليمن في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني لوقف تدفق الأسلحة على الحوثيين من إيران، وذلك في أعقاب اعتراض السعودية صاروخًا باليستيًا إيرانيًا أطلقه الحوثيون باتجاه مطار الملك خالد في الرياض. وهذه أول شحنة مساعدات تصل اليمن عبر ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين بعد أن سمح التحالف برحلة جوية تحمل عمال إغاثة إلى العاصمة اليمنية صنعاء السبت.

وكشفت مصادر بريطانية لـ"الشرق الأوسط" عن اجتماع وزاري للمجموعة الرباعية حول اليمن سيعقد في لندن الثلاثاء، وسيضم الاجتماع وزراء خارجية السعودية والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بحضور المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ.

ولم تفصح المصادر عن مزيد من المعلومات، إلا أن ولد الشيخ أحمد الذي لم يصرّح منذ آخر جولة عقدها في المنطقة حدد ثلاثة محاور رئيسية تحملها أوراقه الأخيرة، وتتمثل في "وقف الأعمال العدائية وتدابير لبناء الثقة والعودة إلى طاولة المفاوضات". وشنت قوات الجيش اليمني هجومًا عنيفًا على مواقع لمليشا الحوثي وصالح، في منطقة البقع الحدودية مع المملكة العربية السعودية في محافظة صعدة أقصى شمال اليمن.

وقالت مصادر محلية، إن قوات الجيش الوطني سيطرت على مواقع جديدة في منطقة البقع الحدودية بعد أن شنّت هجومًا عنيفًا على مواقع الحوثيين. ويشن الجيش اليمني هجمات متتالية على مواقع الحوثيين في مختلف جبهات القتال في تحركات متسارعة لقوات الجيش مع التقدم الذي أحرزته في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء. وأبرز التحركات الجديدة وصول تعزيزات عسكرية قوامها لواءان من مدينة مأرب إلى محافظة صعدة لدعم وحدات الجيش في جبهة كتاف البقع القريبة من الحدود السعودية.

ويأتي هذا بالتزامن مع استعادة الجيش الوطني السيطرة على مواقع استراتيجية في الجبهة الواقعة بين محافظتي صعدة والجوف والاستيلاء على كميات من الأسلحة والمتفجرات. ووصلت تعزيزات أخرى أرسلها التحالف إلى جبهة نهم تشمل منصات إطلاق صواريخ ومدفعية بعيدة المدى طالت آخر مواقع عسكرية وثكنات المليشيات في ضاحيتي أرحب وبن حشيش شمال شرق العاصمة صنعاء شمالي البلاد.

وشنت مليشيا الحوثي وصالح، هجومًا عنيفًا على مواقع الجيش اليمني في محاولة لاستعادة مواقع جبل المرثد بجبهة صرواح غرب محافظة مأرب، الذي سيطر عليها الجيش أخيرًا. وقالت مصادر محلية إن قوات الجيش اليمني صدت الهجوم وأجبرت الميليشيات على التراجع بعد مقتل القيادي الحوثي العميد عبدالله أحسن الحمزي، المكنى أبو حيدر وعشرة آخرين. وطيران التحالف العربي من جهته شن أكثر من 15 غارة على مواقع ومخابئ سرية للميليشيات في مزارع النسيم والخضراء جنوب منطقة حرض الحدودية في محافطة حجة شمال اليمن.

وكشف رئيس الحكومة  اليمنية أحمد بن دغر، عن رفض مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية لمبادرة طرحها رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإطلاق سراح كل المعتقلين ومن كل الأطراف دون أي شروط، واعتبر ذلك "تحديا واضحا للمجتمع والمنظمات الدولية". جاء ذلك خلال لقائه مع رئيسة رابطة أمهات المختطفين أمة السلام الحاج، في مدينة عدن جنوب اليمن. ودعا بن دغر المجتمع الدولي إلى ممارسة مزيد من الضغط على المليشيا لوقف الاعتقالات التعسفية بحق المدنيين وكل من خالفهم الرأي والبدء بإطلاق سراح الأبرياء.

ووجه رئيس الحكومة اليمنية بصرف الدفعة الأولى ولشهر بمبلغ 149ميلون ريال لأسر المختطفين لعدد (2483) مختطف ومختف، موجها بالبدء في إجراءات تحويل الدفعة الثانية للشهر الثاني بنفس الآلية، حتى يتم استكمال البيانات الخاصة بكل المعتقلين والمخفيين وتحديثها.

ودان رئيس الوزراء اليمني، جرائم التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون في سجون المليشيا الانقلابية، وأدت لموت الكثير منهم. يُذكر أن عدد المعتقلين في سجون الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، بحسب تقرير صادر أخيرًا عن وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية بلغ 13 ألف معتقل.

وأكدت مصادر ميدانية في مديرية المخاء، في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، أن طيران الأباتشي، التابعة للتحالف، العربي الذي تقوده السعودية  بعمليات تمشيط واسعة ضد مواقع الميليشيات على طول الشريط الساحلي الغربي، الممتدة بين منطقة يختل شمال المخاء، وصولاً إلى مديريتَي حيس والجراحي في محافظة  الحديدة، غرب البلاد.

وأضافت المصادر، أن العمليات العسكرية ضد الميليشيات، من قبل قوات الجيش والتحالف، استمرت على مدى الأيام الثلاثة الماضية، وأنها حققت تقدماً كبيراً في شمال منطقة يختل وشرقها وصولاً إلى أطراف الرويس على بعد كيلومترات قليلة من مديرية الخوخة، أولى مديريات الحديدة من الجهة الجنوبية. وتسعى قوات الجيش اليمني، والتحالف من خلال العمليات الجوية والبرية في الساحل الغربي لليمن، لتأمين المناطق التي تتخذها الميليشيات منطلقاً لتهريب الأسلحة من إيران و"حزب الله".