وزارة الخارجية الأميركية

حذّرت الولايات المتحدة الذين يسعون إلى الالتفاف على العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في ليبيا، من مغبة حجب الدعم عنهم، بعد أن رحبت بإعلان الموفد الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة خريطة طريق من أجل المصالحة السياسية في ذلك البلد المضطرب الأربعاء الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك.

وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً أول من أمس، أثنت فيه على “التواصل المكثف من جانب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة مع القادة الليبيين”، داعيةً كل الليبيين إلى دعم جهود الوساطة والمشاركة فيها، مؤكدةً أن الاتفاق السياسي الليبي لا يزال هو إطار الحل السياسي للصراع طوال الفترة الانتقالية.

وأكد البيان أن واشنطن لن تدعم الأفراد الذين يسعون إلى الالتفاف على العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، وأنها لا تزال ملتزمة بالعمل مع ليبيا والأمم المتحدة والشركاء الدوليين للمساعدة في تحقيق المصالحة السياسية وهزيمة الإرهاب وتعزيز مستقبل أكثر استقراراً للشعب الليبي، وكان وزير الخارجية في حكومة الوفاق محمد سيالة ناقش مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، تطورات الملف الليبي في اجتماع عُقد أول من أمس على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.

وجدّد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا تأكيده أن مؤيدي نظام العقيد معمر القذافي يمكنهم المشاركة في العملية السياسية، بعد أن كان أطلق هذا الموقف في مقابلة مع “الحياة” نُشرت الخميس الماضي، واعتبر سلامة في مقابلة تلفزيونية أن “الانتخابات “البرلمانية والرئاسية” يجب أن تكون مفتوحة للجميع، أريد ألا يكون الاتفاق السياسي ملكاً خاصاً لهذا أو ذاك. فهو يمكن أن يشمل سيف الإسلام “نجل القذافي”، ويمكن أن يشمل مؤيدي النظام السابق الذين استقبلهم علناً في مكتبي”، ورداً على سؤال حول مشاركة “الإسلاميين”، قال سلامة إن هؤلاء يشكلون “مجموعة كبيرة جداً، إذا كنتم تتحدثون عن جماعات عنيفة، فهي لا تريد المشاركة في اللعبة الديموقراطية وهي تستبعد نفسها، يجب أن نهيئ الظروف للانتخابات، ونعرف كيف ننتخب رئيساً وأي سلطة سنمنحه إياها”.
وذكر مصدر أمني ليبي أن كتيبة ثوار طرابلس التي يتزعمها هيثم التاجوري هاجمت أمس، مجموعة مسلحة من الجماعة الليبية المقاتلة في منطقة عين زارة، ورجّح المصدر ارتباط المجموعة بميليشيات قادمة من خارج العاصمة ترابط على مدخلها الجنوبي، تزامناً مع دعوات الناشط عبدالباسط قطيط للتظاهر ضد الأوضاع العامة في طرابلس غداً، وأكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج ترحيبه بالجهود المصرية لتوحيد المؤسسة العسكرية. وكان بحث ووزير الخارجية المصري سامح شكري في تطورات الأوضاع في ليبيا خلال لقائهما في نيويورك أول من أمس.

وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبوزيد أن السراج أطلع شكري خلال اللقاء على أبرز المستجدات على الساحة الليبية سياسياً واقتصادياً وأمنياً، كما عرض نتائج اتصالاته ولقاءاته على الصعيدين الإقليمي والدولي، معرباً عن تطلعه لزيارة مصر قريباً. كما ثمن الجهود التي تقوم بها مصر لاستضافة الشخصيات العسكرية الليبية بهدف توحيد الجيش الوطني الليبي.

وأحاط شكري رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمخرجات الاجتماع السداسي الذي عقد في لندن أخيراً في شأن ليبيا، بالإضافة إلى أبرز ما تم تناوله في الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية مصر وتونس والجزائر الذي عقد في نيويورك، كما تم التطرق إلى أهم ما تم تناوله الاجتماع رفيع المستوى الذي عقد في نيويورك في شأن ليبيا، ولفت أبوزيد إلى أن شكري أكد أن القضية الليبية من أولويات السياسة الخارجية المصرية في كل اتصالاتها العربية والإقليمية والدولية، مشدداً على استمرار بلاده في بذل جهودها لتقريب وجهات النظر بين القيادات الليبية.
وثمن السراج الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للقضية الليبية، معرباً عن تطلعه إلى مزيد من التنسيق والتشاور مع مصر في هذا الشأن، وكان وزراء خارجية مصر وقبرص واليونان عقدوا اجتماعاً أول من أمس في نيويورك بهدف مواصلة التشاور في سبل تعزيز آليات التعاون في ما بينهم، والأوضاع في شرق المتوسط، وسبل تحقيق الأمن والاستقرار في ظل الأزمات المتفاقمة التي يشهدها الإقليم.
 وأوضح الناطق باسم الخارجية المصرية أن الوزراء الثلاثة أكدوا “أهمية تعزيز آليات الحوار والتفاهم، كما اتفقوا على أهمية تعزيز التعاون في المجالين الاقتصادي والتجاري، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز آليات الحوار مع الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى التشاور وتبادل التقويم في القضايا والتحديات المرتبطة بالشرق الأوسط وشرق المتوسط.
وأشار إلى أن وزيري خارجية اليونان وقبرص ثمنا الدور الذي تقوم به مصر لتسوية القضية الفلسطينية ودعم عملية السلام وتحقيق المصالحة الفلسطينية، فيما شدد شكري خلال الاجتماع على اهتمام مصر البالغ بآلية التعاون الثلاثي وضرورة إزالة أي معوقات بيروقراطية تعترض تنفيذ المشاريع المتفق عليها بين البلدان الثلاثة، خصوصاً التعاون في مجال الطاقة والاستفادة من الاحتياطات الضخمة الموجودة في مصر وقبرص، والتي يمكن أن تسهم في تلبية الحاجات الأوروبية من الطاقة مستقبلاً.
وناقش الوزراء الثلاثة أهمية الإعداد الجيد للقمة الثلاثية المقرر انعقادها في نيقوسيا في تشرين الثاني “نوفمبر” المقبل، كما التقى وزير الخارجية المصري في نيويورك النائب الأول لرئيس جنوب السودان الجنرال تعبان دينغ، وبحث معه في العلاقات الثنائية وسبل تحقيق الأمن والاستقرار والتوافق الوطني جنوب السودان.
وأكد شكري العلاقات التاريخية بين البلدين، وتطلع مصر لتعزيز العلاقات الثنائية، كما تعهد دعم شعب جنوب السودان، وفي ما يتعلق بتحقيق الأمن والاستقرار والتوافق الوطني جنوب السودان، أوضح أبو زيد أن دينغ استعرض الجهود التي تقوم بها حكومة جنوب السودان للم الشمل وتحقيق المصالحة الوطنية، سواء من خلال مسار الحوار الوطني أو مسار إعادة تفعيل اتفاق السلام، مشددًا على اهتمام بلاده بدعم اتفاق السلام الموقع في آب “أغسطس” عام 2015 جنوب السودان، خصوصاً من خلال عضوية مصر في كل من مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن.
وتناول اللقاء آفاق التعاون والتنسيق بين مصر وجنوب السودان في ملف مياه النيل، وسبل تعزيز آليات التعاون بين دول حوض النيل وبناء التوافق في ما بينها بما يحقق المصالح المشتركة من دون الإضرار بأي طرف.