الخبير الاستراتيجي إبراهيم الحبشي

أكد الخبير الاستراتيجي والعسكري اليمني، إبراهيم الحبشي، أنَّ المشهد السياسي في اليمن، لا يبشر بحلول، واتهم يد التدخل الخارجية بأنها تسهم في دعم جهات ضد جهات أخرى، خاصة أيادي تلك الدول التي تدعي بأنها أطراف لحل النزاع، بينما لا يشكل تدخلها سوى عكس ذلك تمامًا، بل تعتبر في حقيقتها دول لها مأرب اقتصادية وتؤمن أن من مصلحة بلدانها الاقتصادية تتوقف وترتكز على استمرار اليمن في دوامة الصراع هذه، فنحن شخصيا كيمنين، وهنا لا أتكلم عن نفسي فقط بل عن من يؤمن به أغلب اليمنيون من قناعه تامة، مفادها هو أن الحل في اليمن لن يكون سوى حل "يمني يمني" خاليًا من تدخل أي جهة لا تتمتع بالحياد المطلق والكامل.

وكشف إبراهيم الحبشي، في حوار خاص  لـ"اليمن اليوم"، أنَّ هناك عدة عوامل أسهمت وبشكل رئيسي في عدم تحقيق أي حسم لصالح جهة معينه في مديرية، نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، منها وعورة تضاريس المنطقة كونها منطقة جبلية غير منتظمة، وهنا تحديدا تتجلى الحقيقة العسكرية التي يؤمن بها أغلب القيادات العسكرية وهي أن الطيران لا يحسم المعركة أبدا، وحسب تقديري كقائد عسكري فإن هذه الحقيقة كانت في الأساس نتاج لوجود تضاريس بالذات كهذه التضاريس.

وأضاف الخبير العسكري، "وجود بعض الجهات والقوى الميدانية المشاركة في تلك المعارك والتي لاتشكل لديها الحرب سوى فرصة استثمارية، يجب استغلالها لحصد الكثير من الثروات وتكثر هذه القوى، في الجهات الواقفة في صف التحالف كونها وجدت نفسها أمام خزنه خليجية مفتوحة لمن جاء، أو بالأصح لمن تشعر لمجرد الشعور نحوهم ولو بالقليل من الأمل من أنهم سيعملون على تحقيق رغباتها في إثارت المزيد من الصراعات في اليمن، مما خلق فرصة لاتفوت لدى بعض تلك القيادات والقوى فعملة ولا زالت تعمل على ابتزاز تلك الدول دون العمل على الواقع بعقيدة ثابته أو القتال بهدف تحقيق أدنى نصر، وهذا العامل يعمل على استمرار المعارك وعدم توقفها سواء في نهم أو غير نهم، كالجبهات الأخرى التي يصلها دعم السلاح والمال من دول التحالف.

وعن أهمية المخاء الاستراتيجية، من الناحية العسكرية أوضح: "أنَّه من السهل على أي قوى كانت القوات الموالية للرئيس السابق  واللجان الشعبية، أو حتى القوات الموالية للتحالف السيطرة على المخاء، ولكن من الصعب الاستمرار فيها والتمركز والصمود  فهنا وفي هذه المناطق ذات السهل والتضاريس الساحلية، يتحقق ما لايتحقق في المناطق ذات التضاريس الجبليه الوعرة بعكس نهم، فالقوات القوات اليمنية وإن سمحت بدخول قوات التحالف ووصولها للمخاء فهذا لا يشكل سوى عملية اضطراريه اضطرت فيها للآنتقال من التمركز هناك إلى الانسحاب واستدراج قوى التحالف لحرب استنزاف طويلة المدى، وإرادية التوقيت والتمركز بدلا من ساحل المخاء للإنتقال إلى المناطق التي تعطي تأمين أكبر لقواتها، وسيطرة كافية على المخاء بمعني أن منطقه المخاء تعد منطقه يسهل للجميع فيها متى ما أرادوا الحسم أما الأهميه للمخاء فهناك اهمية اقتصادية وعسكريه كبيرة لن نتطرق لها ونتختصر ذللك بذكرنا للأهميه العسكرية، والتي تأتي من كونها تشكل في منطلق أخر للأتجاه عسكريا نحو مدن الشمال ولكن الأهمية الأكبر والأهم من كل ذلك هو كونها تمتلك أقرب مرسى وأقرب عوامل تضاريسية، كالجبال المطلة على باب المندب والتي في نفس الوقت تؤمن السيطرة الناري على باب المندب والممر الدولي.

وأضاف: "إن التعمق أكثر وأكثر في الحديدة، من قبل القوات الحكومية اليمنية التابعة للرئيس هادي، يعد انتحار، وإن تحقق حسم ونسبة تحقيق ذلك لن تتعدى 15% فلن تتمكن تلك القوات الحصول على قاعدة ثابتة وآمنة للانطلاق عسكريًا أو بأعمال عسكرية نحو مدن الشمال بل ستجد بأنها وبدخولها الحديدة تعيد سيناريو تعز وسيناريو مأرب، وغيرها بل وسيكون مشهد مؤلم أشد إيلام لما يحصل في تلك المدن.

واختتم الحبشي: "حديثه بالقول أنَّ التحركات الإيرانية  لروحاني وما يروج له الإعلام من قصة تخلي إيران عن دعم لليمن فهذا بحد ذاته يعطي انطباع إن إيران  وأميركا تشترك معا في التسهيل لعملية تسليم اليمن لأميركا وما يبحثون عنه هو خروج السعودية من هذه الحرب في اليمن.