آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

من قتل أحلام الوداد؟

اليمن اليوم-

من قتل أحلام الوداد

بقلم - محمد فؤاد

هذه هي كرة القدم الخبيثة في منحاها النفسي والنقدي لما بعد الاقصاء الذي صادفه الوداد عنوة في نزال كان فيه سيد الفرص الضائعة والمطلقة لما فوق ستة أهداف حقيقية خلال الشوط الثاني، إلا أن غرائب الكرة عادة تبدو صارمة في حق المدربين الذين يفشلون في التأهل وهم على يقين بأن من يضيع السيل الجارف من الفرص داخل الرقعة هم اللاعبون وليس المدرب ، ومن يضيع السيل يدخل أصلا في منظومة المدرب التكتيكية الناجحة، وعندما يهدر وليام جيبور عدده الهائل من الإنفرادات يكون هو من قتل أحلام الوداد وليس السكيتيوي، ولو سجل جيبور ثلاث من الفرص الضائعة بمرمى سطيف لكان الوداد في النصف ولما كانت ردات الفعل القاسية على السكيتيوي بتلك الصورة التي إنهالت عليه كما لو أنه هو من أقصى الوداد جملة وتفصيلا، بينما واقع الحال يقول أن البطل به علة كبيرة من الرواسب الفنية والبدنية لدى بعض اللاعبين وهم من كان يعول عليهم الجمهور الودادي أساسا وبخاصة وليام جيبور والحداد وأوناجم وآخرون .

 وما شاهدناه هجوميا خاصة خلال الشوط الثاني وركام ما طرح على مرمى وفاق سطيف من معاناة لم يكن ولن يكون  خلالها رشيد الطوسي سعيدا لو تأتى للوداد غزو الوفاق بسلة الأهداف الواضحة ولما قال الطوسي أنه أحكم وقرأ الوداد ونجاعته وأسلوبه أمام الخسارة المذلة ، يؤكد مدى ما كان موضوعا أمام اللاعبين أنفسهم في سياق ما يهدرونه بالبشاعة وعدم الإحترافية في وقت نؤسس بطولتنا على ما يسمى بالإحتراف التقني موازاة مع الإحتراف عامة، بينما الحقيقة تؤكد أن كرتنا هاوية في القراءة التقنية لمخزون اللاعب وما يعتريه من عورات وهشاشة فكرية في التعامل مع الفرص ومع البناءات الهجومية. وليعذرني الجمهور الودادي على هذه الحقيقة التي ستزعج البعض ولكنها الحقيقة التي غيرها الزمن والمال والشهرة المريضة مقارنة مع وداد كل الأجيال التي صنعت التاريخ لأنصارها وللمنتخب الوطني، وأبدا لا يمكن مطلقا أن يهشم رأس المدرب عبد الهادي السكتيوي على ما حدث لإقصاء الوداد لأن جيبور وغيره هم من قتلوا أحلام عصبة الأبطال وليس هذا «الجيبور» الذي قامت عليه القيامة هو من كان ينتظره الوداديون أساسا، ولذلك لا يمكن أن نعلق الشماعة على المدرب رغم ما عاشه الرجل من ضغوط هو في غنى عنها إعلاميا ومحيطيا.

 ولو فاز الوداد لكان وفاق سطيف اليوم أمام الحساب العسير ومع الطوسي أساسا بحكم ما عاشه حتى مع تأهله من سياط إعلامي محض سيما بعد أن حللوا السيل الجارف لفرص الوداد وكم ما كان سيخسر به الوفاق على اعتبار أن الطوسي في منظورهم أخطأ القراءة العامة للوداد على المستوى الدفاعي.

 ما يعني أن السكيتيوي أنجز مهامه الهجومية ولم يوفق لأن جيبور وأمثاله هم من وضعوا الوداد خارج الدفاع عن اللقب . ولذلك على بعض الأبواق أن تسكت لأنها غير خبيرة بالمقاصد الإسترتيجية للعب وبعضها يضرب البعض دفاعا عن شرعية الأنا التقنية والعفوية الواضحة والنقد المجانب للصواب في التغييرات التقنية للمدرب السكتيوي بإدخال هذا وذاك مع أن ما أضاعه الوداد قبيل التغييرات أجهض حلم الوداد، وحتى بعد دخول تيغزوي منح الذهب لجيبور وأضاع الممنوع ضياعه.

 فهل يكون السكتيوي هو الرأس المطلوبة؟ أم من يكون المطلوب في هذا المسخ الكروي للضياع مع أشكال العشوائية في التمريرات وغير ذلك من رواسب سوء الأداء الودادي؟ 

 أعتقد بالملموس أن من كسر أحلام الوداد هم اللاعبون وعليهم أن يعتذروا لأنصارهم وليس المدرب رغم أن لباقة أي مدرب في هذا الإنكسار عادة ما يحمل لنفسه المسؤولية ولا يرميها على اللاعبين في عرف المدربين الكبار، مع أن الحقيقة تبدو واضحة لعطاء اللاعبين داخل الرقعة وكيف لعبوا بالهشاشة في الشوط الأول وكيف غيروا هذا المنكر في الشوط الثاني وكم أضاعوا من الفرص التي كادت تفسد عودة الوفاق بأكثر من خماسية، في إشارة إلى أن شوط السكيتيوي كان هو الثاني في ملامحه الإنسيابية لفرص ما كانت واحدة منها على الأقل تفرج أنفس الآلاف من الأنصار على الأقل للدخول إلى الضربات الترجيحية ولو أن المباراة كانت محسوبة منطقيا للوداد ولكن الحقيقة أن الوداد هي التي أفسدت عرسها بيدها.

عذرا لأنصار الوداد، لأن هذه هي الحقيقة أيا كانت الصراعات والمشاكل غير الظاهرة ، ولكن فوق الرقعة كل شيء واضح، والفرص لا يمكن أن تهدر بتلك البشاعة السخية وتكرارها الدائم عبر مراحل المباراة من طرف لاعب واحد رغم أن الوداد لا يملك قناصا آخر دون ويليام جيبور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من قتل أحلام الوداد من قتل أحلام الوداد



GMT 05:23 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 09:34 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أخطاء العيون

GMT 13:22 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلام بلا أخلاق !!

GMT 13:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 06:22 2016 الإثنين ,03 تشرين الأول / أكتوبر

"أسوس" تعلن عن شاشة عرض مخصصة لعشاق الألعاب

GMT 15:16 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

الفنانة اليمنية ”بلقيس” تتعرض لوعكة صحية

GMT 06:39 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حامد ممتاز يلتقى وزير خارجية جمهورية الصومال الفدرالية

GMT 07:16 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أفضل العطور التي تلفت انتباه المرأة نحو الرجل

GMT 22:07 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

6 قصص غريبة عن نساء نجحن في اغتصاب الرجال بالقوة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen