آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الجزائر مازالت حية

اليمن اليوم-

الجزائر مازالت حية

بقلم - عمرو الشوبكي

يدهشك البعض حين يتحدث عن مؤامرات العالم على المنطقة العربية دون أن يكلف خاطره لمعرفة مؤامرات العالم العربى على نفسه، فبلد عربى كبير مثل الجزائر صاحب التاريخ الأكثر صلابة وقوة فى مواجهة المستعمر الفرنسى، وقدم مليون شهيد لينال استقلاله، جاء عليه الدور ليخرج حكامه عن المعتاد فى النظم السلطوية غير الديمقراطية، بأن تقدم رئيس غير قادر على الحركة ولا الكلام ويخاطب شعبه عبر وسطاء وبرسائل يكتبها غيره لولاية خامسة بعد أن بقى فى السلطة 20 عاما.

الصادم والمحزن أن هؤلاء الذين فكروا فى مثل هذا الفعل الشيطانى المهين نسوا أو تناسوا أنهم لم يهينوا فقط الرئيس بوتفليقة، الذى كان له دور تاريخى فى إخراج الجزائر مما عرف «بالعشرية السوداء»، أى العنف الدموى الذى شهدته البلاد فى تسعينات القرن الماضى، إنما أهانوا أيضا تاريخ البلد بإهانة رئيس كان من أبطال حرب التحرير الشعبية.

والحقيقة أن انتفاضة الشعب الجزائرى ضد التمديد للرئيس (الذى يصفه البعض بأسف بالرئيس الميت) هى نفس الرسالة التى عرفتها كثير من الدول العربية، فالشعوب قد تتقبل غياب الديمقراطية من أجل العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطنى مثلما جرى فى مصر والجزائر فى ستينيات القرن الماضى، ولكنها لن تقبل أن تهان بأن يحكمها رئيس غير قادر على الحركة ولا الكلام، أى حين تخرج حتى عن قواعد الاستبداد المعروفة وتتصور أنها يمكن أن تفعل بشعوبها أى شىء دون رد فعل، والواقع يقول إن النتيجة دائما فى صالح الشعوب، وليس من تصور أنه قادر على خداعها.

لقد تقبل الشعب المصرى لسنوات طويلة نظام مبارك، لأنه أعطى هامشا سياسيا وقدرا من حرية الرأى والتعبير، ولكن حين شعر بالإهانة بسبب مشروع التوريث الذى رتب فى الظلام مع انتخابات 2010 المزورة بالكامل خرج فى ثورة يناير ونفس الأمر ينطبق على الرئيس السودانى الذى بقى فى السلطة 30 عاما من الفشل، وحين انتفض الشعب السودانى ضده قال إنها مؤامرة ضد البلد!!!انتفاضة الشعب الجزائرى منذ يوم الجمعة الماضى ضد التمديد للرئيس بوتفليقة هى رسالة فى نفس الاتجاه، فقد خرج الكثيرون فى مظاهرات حاشدة فى الجزائر العاصمة وفى عنابة (400 كيلو من العاصمة) ووهران وغيرها من المدن، يرفضون ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة، ورفعوا شعارات مناهضة له ولشقيقه الذى يرغب فى وراثته («لا بوتفليقة لا السعيد») ومن المتوقع أن تستمر حتى تتوقف إهانة الجزائر وشعبها بمنع ترشح الرئيس بوتفليقة.

لقد قبل الشعب الجزائرى مضطراً نظام الحزب الواحد والدولة الأمنية، لأن البديل كان الفوضى والإرهاب، وقبل برئيس وحزب حاكم ينجح مسبقاً قبل أى انتخابات، لأنه لم ير بديلاً أفضل طوال السنوات الماضية، ولكنه لن يقبل فى بلد المليون شهيد أن يُهان فى كرامته وكبريائه الوطنى.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر مازالت حية الجزائر مازالت حية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 01:20 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة مي عز الدين تشبّه والدتها بالحياة والأكل والشرب

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 10:15 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

رامي جمال يحيي حفلًا غنائيًا في الفيوم 5 آذار

GMT 22:48 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

طريقة عمل بلح بالبشاميل

GMT 20:39 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد رمضان يظهر في شخصيتين خلال فيلمه الجديد "الكنز"

GMT 00:56 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

الفنان أحمد الفيشاوي يرفض الرد على الشائعات

GMT 00:57 2017 الخميس ,13 تموز / يوليو

هيفاء وهبي تنسحب من بطولة فيلم "ثانية واحدة"

GMT 05:36 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

علماء يكشفون السبب الرئيسي لبدانة الأطفال

GMT 12:11 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

طرد الأهلي يجعل من النني أسطورة في أرسنال

GMT 04:04 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

دراسة تكشف أن الملح غير مسؤول عن ضغط الدم

GMT 19:33 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

هواوي تطلق سلسلة هواتف Y Series 2018 فى الأسواق المصرية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen