آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

ما بعد الانتخابات

اليمن اليوم-

ما بعد الانتخابات

بقلم ـ عمرو الشوبكي

أعطت مشاهد الانتخابات الرئاسية المصرية مؤشرات كثيرة عما يمكن أن يحدث بعدها، سواء بالمراجعة أو تصحيح الأخطاء أو باستكمال نفس الأداء والإدارة.

والمؤكد أن مشاهد الانتخابات كانت عديدة، بعضها يجب أن يراه المعارضون قبل المؤيدين، وهو وجود كتلة من الناخبين المصريين مؤيدة للرئيس السيسى عن قناعة حقيقية وصوّتت عن إيمان كامل دون أى ترغيب أو ترهيب، تقابلها مشاهد أخرى رصدها البعض دون تحديد حجمها بالضبط، (كتبت الصحافة الأجنبية بتوسع عن هذه المشاهدات)، أشارت إلى وجود حشد أجهزة الدولة للناخبين من أجل المشاركة فى الانتخابات.

ومع ذلك، اعتُبر المشاركون هم الوطنيون، فى حين اعتُبر المقاطعون من الخونة وأهل الشر، رغم أنه فى كل النظم السياسية التى تحرص على الجوهر وتهتم بالمضمون تتعلم من نسب المشاركة وتحللها وتعرف أسبابها وتعمل على تصحيحها من أجل ضمان مشاركة حرة أكبر فى أى استحقاق انتخابى.

أما المشهد الثانى فهو استمرار الخلط بين المواقف المبدئية والثابتة لأى أمة من الأمم وبين تقييم الأداء السياسى والبرامج والرؤى الاقتصادية، ففى بلد مثل مصر يجب أن يكون هناك توافق وإجماع وطنى- (وحتى قبول فكرة الكل فى واحد)- على مواجهة الإرهاب والدفاع عن الدولة الوطنية والنظام الجمهورى والدستور المدنى، فالالتزام بهذه القيم والمبادئ يُعد شرطاً لقبول أى تيار سياسى داخل العملية السياسية.

بالمقابل، فإن المشاركة فى الانتخابات فى كل النظم السياسية يجب ألا تكون معيار الوطنية، حتى لو كانت دليل إيجابية ومظهراً من مظاهر صحة المجتمع والنظام السياسى، كما أن عدم المشاركة ليس دليلاً على عدم الوطنية مادام لم يهدد المبادئ الأساسية السابقة لنظامنا السياسى.

مازالت مصر تعانى غياب التمييز بين القوى التى تهدد النظام السياسى ولا تؤمن بالدولة الوطنية ولا الدستور المدنى ولا بالنظام الجمهورى، وبين القوى المؤمنة بهذه الثوابت وتختلف على بعض أو كل السياسات الراهنة.

فالخلاف مع أولويات الرئيس أو مع سياساته لا علاقة له بالوطنية والخيانة ولا بالتآمر على البلد ولا تنفيذ أجندة الإخوان، إنما له علاقة بفتح نقاش عام صحى حول قضايا الإصلاح السياسى والاقتصادى وحول طرق التنمية وحول وجود سلطة تشريعية قوية معبرة عن المجتمع وتنال ثقته، ومؤسسات دولة تخضع للمحاسبة وتُدار بقدر مقبول من الشفافية.

يقيناً، مشهد الانتخابات وإدارته وقعت فيه أخطاء كثيرة، المطلوب تصحيحها فى مرحلة ما بعد الانتخابات.

علينا أن نميز بين الجوهر والشكل، وبين الثابت والمتغير، وبين الأساسى والتفصيلى، فهى كلها أمور فى صالح أى نظام سياسى وفى صالح تقدم هذا البلد.

مطلوب فى مرحلة «ما بعد الانتخابات» أن نستمع لأصوات متنوعة كثيرة داخل المجتمع حريصة على تقدم البلد وعلى مؤسساته أكثر بكثير من أصحاب الصوت العالى من المؤيدين والمبايعين فى كل العصور، وستبقى قدرة الصحافة الوطنية إحدى أدواتنا لنقل هذا التنوع، حتى لو أخطأت أحياناً، فيجب استيعابها حتى لا يُترك البلد لصوت واحد فى الداخل وأصوات هدم وتحريض فى الخارج.

المصدر: المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد الانتخابات ما بعد الانتخابات



GMT 05:24 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 13:23 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 12:11 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

حوار الدوران الحر

GMT 07:34 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

المسار السياسي

GMT 09:39 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الحقبة العثمانية
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 06:22 2016 الإثنين ,03 تشرين الأول / أكتوبر

"أسوس" تعلن عن شاشة عرض مخصصة لعشاق الألعاب

GMT 15:16 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

الفنانة اليمنية ”بلقيس” تتعرض لوعكة صحية

GMT 06:39 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حامد ممتاز يلتقى وزير خارجية جمهورية الصومال الفدرالية

GMT 07:16 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أفضل العطور التي تلفت انتباه المرأة نحو الرجل

GMT 22:07 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

6 قصص غريبة عن نساء نجحن في اغتصاب الرجال بالقوة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen