آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

التفاعلات الموازية

اليمن اليوم-

التفاعلات الموازية

بقلم : عمرو الشوبكي

انتهى مسار التعديلات الدستورية إلى النتيجة التى عرفناها فى كل استفتاءاتنا السابقة، وستعلن «نعم» المعتادة فى استفتاءات مصر.

ويبقى السؤال: هل هناك تفاعلات غير مرئية أو مسارٍ موازٍ لا يرى بالعين المجردة يشهده المجتمع المصرى؟

مسار التعديلات الدستورية يقول إن كثيرًا من الناس ركزوا أساسًا فى مدد الرئاسة، دون غيرها من المواد، والمقترح الأول كان ينص على إعطاء الرئيس الحق فى البقاء فى السلطة لمدتين، بعد انتهاء مدته الأصلية، لتنتهى فى 2034، وهو ما تم التراجع عنه ليعطى الحق للرئيس للبقاء فى السلطة حتى 2030.

وقد ذكر لى بعض النواب ممن تفاعلوا عن قرب مع الصياغات النهائية لمواد الدستور كيف تحول اتجاه النقاش فجأة من إعطاء مدتين إضافيتين للرئيس إلى مدة واحدة فى 24 ساعة، وهو ما أثار استغراب الكثيرين عن أسباب هذا التحول.

والسؤال المطروح: لماذا تراجعت الدولة، وقررت تقليل مدة الرئاسة؟

هل بسبب قوة المعارضة أو المؤسسات الأهلية أو النقابات المهنية الرافضة للتعديلات؟

الحقيقة لا يوجد مظهر واحد يدل على قوة المعارضة أو الأحزاب السياسية أو وجود مؤثر للنقابات المهنية والعمالية؛ فالجميع يعانى من حالة ضعف عام وتهميش كامل؛ بما يعنى صعوبة القول إن قوة المعارضة السياسية المنظمة كانت وراء تقليل مدد الرئاسة.

والحقيقة أن هناك أصواتًا حتى لو حجبت فى العلن؛ فهى موجودة فى الواقع، وهى ما تعرف فى البلاد الديمقراطية بالرأى العام، ويمكن وصفها فى بلادنا بالمسارات الموازية أو التفاعلات غير المرئية التى تقدرها أجهزة الدولة نفسها، وتعرف حقيقة موقفها من القضايا المطروحة ومدى شعبية الحكم وغيرها.

يقينا هناك تفاعلات تجرى فى عمق المجتمع المصرى بعيده عن الأحزاب والمؤسسات السياسية جعلت الدولة تقلل فترة الرئاسة، وتتراجع عن المقترح الأول.

والحقيقة أن هذه التفاعلات لا يؤثر فيها وسيط سياسى ولا يؤطرها وسيط حزبى مؤيد أو معارض، وهى مواقف فطرية وتلقائية لا يمكن التحكم فيها بإعلام موجه أو بأجهزة أمنية، إنما هى رد فعل على واقع معيش. فمهما يَقُل الإعلاميون المؤيدون إن الواقع عظيم، وإننا نعيش مرحلة استقرار وازدهار، فإن الواقع الاقتصادى المعيش ومدى إعمال دولة القانون هما الذان يحددان مواقف الناس الحقيقية حتى لو أخفاها البعض.

من الواضح أن هناك أغلبية داخل المجتمع المصرى باتت معارضتها هامسة بعيدا عن «الثلث المعطل» (عنوان مقال سابق) الذى يعانى من الجهل والعوز والتهميش، ويقبل كل صور الرشاوى الانتخابية وغير الانتخابية.

لقد حان الوقت أن تعود الدولة مرة أخرى للتواصل مع الأغلبية بتقديم خطاب صادق وشفاف، يبنى معها قنوات اتصال شعبية وسياسية، بعيدا عن حملات التطبيل ومظاهر الإسفاف التى رأيناها فى كثير من الأماكن حتى داخل أعرق جامعة مصرية وعربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التفاعلات الموازية التفاعلات الموازية



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:16 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الشهداء لا يموتون

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 11:54 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

تيفاني ترامب وصديقها اللبناني يحددان موعد الخطوبة

GMT 09:37 2016 الخميس ,01 أيلول / سبتمبر

8 علاجات طبيعية منزلية للإسهال

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 17:37 2017 الأحد ,21 أيار / مايو

كيف تتحلين بالهدوء

GMT 14:50 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"لاتسيو" يفوز على "سبال" برباعية ويتقدم في الدوري الإيطالي

GMT 11:43 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

زيارة للبلد متعدد الأعراق ومتنوع الثقافات

GMT 14:13 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

مدرب بايرن ميونخ يدخل تحدي جديد مع عودة الدوري الألماني
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon